العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العدوان على غزة.. ومصير النظام الدولي

بقلم: عبدالله السناوي

الثلاثاء ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

هل‭ ‬يتقرر‭ ‬مصير‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؟‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬الكبار‭ ‬الدوليين‭ ‬المنخرطين‭ ‬بالحرب‭ ‬الأوكرانية‭.‬

بقوة‭ ‬تداعيات‭ ‬ورسائل‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬يتبدى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭ ‬وحسابات‭ ‬المصالح‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الدولية‭ ‬المتصادمة‭.‬

في‭ (‬7‭) ‬أكتوبر‭ ‬لحقت‭ ‬هزيمة‭ ‬مذلة‭ ‬بالجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وبدت‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬منكشفة‭ ‬ومهزوزة‭ ‬بصورة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬هرعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬نجدتها‭. ‬هذا‭ ‬تطور‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬ويؤشر‭ ‬إلى‭ ‬سيناريوهات‭ ‬جديدة‭ ‬تطرق‭ ‬أبواب‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

أرسلت‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬حاملتي‭ ‬الطائرات‭ ‬‮«‬جيرالد‭ ‬فورد‮»‬‭ ‬و«إيزنهاور‮»‬‭ ‬وسفنا‭ ‬حربية‭ ‬وألفي‭ ‬جندي‭ ‬مارينز‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬التأهب‭ ‬للانتشار‭ ‬وبالوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أرسلت‭ ‬لندن‭ ‬بوارج‭ ‬حربية‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬نفسه‭. ‬تدفق‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬ووزراء‭ ‬خارجية‭ ‬ودفاع‭ ‬المنظومة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يكاد‭ ‬يشبه‭ ‬في‭ ‬أجوائه‭ ‬وتفاصيله‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭.‬

في‭ ‬الحالة‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فإن‭ ‬العدو‭ ‬الروسي‭ ‬قوة‭ ‬عظمى‭ ‬نووية‭ ‬ولديه‭ ‬ترسانات‭ ‬سلاح‭ ‬وتحالفات‭ ‬استراتيجية‭ ‬واقتصادية‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬التحدي‭ ‬والصمود‭.‬

وفي‭ ‬الحالة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فإن‭ ‬العدو‭ ‬الرئيسي‭ ‬فصيل‭ ‬فلسطيني‭ ‬مسلح‭ ‬يتمركز‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ضيقة‭ ‬جغرافيا‭ ‬ومكتظة‭ ‬بالسكان‭ ‬وأوضاعه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬خانقة‭ ‬تحت‭ ‬الحصار‭. ‬المقاربة‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬مفارقة‭ ‬كبرى‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتصديق،‭ ‬لكنها‭ ‬حاضرة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬نفيها‭.‬

في‭ ‬كييف‭ ‬تطرح‭ ‬التساؤلات‭ ‬القلقة‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬الحلفاء‭ ‬الغربيين‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ممكنا‭ ‬حسم‭ ‬المعارك‭ ‬بأي‭ ‬مدى‭ ‬منظور؟‭! ‬وفي‭ ‬غزة‭ ‬يصعب‭ ‬توقع‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لانتهاء‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية‭.‬

الهجوم‭ ‬الأوكراني‭ ‬المضاد‭ ‬يتعثر‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬القتال‭ ‬واستطراد‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬المالي‭ ‬والعسكري‭ ‬مشكوك‭ ‬فيه‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬التمويل‭ ‬الحكومي،‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬تغلق‭ ‬المؤسسات‭ ‬الفيدرالية‭.. ‬والأوروبيون‭ ‬يؤكدون‭ ‬التزامهم‭ ‬بدعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لكنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬الباهظة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬طويلا‭.‬

باسم‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬هرع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬ووزيرا‭ ‬خارجيته‭ ‬ودفاعه‭ ‬وقائد‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬المركزية‭ ‬لزيارة‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬والاشتراك‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الحرب‭ ‬ومُدت‭ ‬جسور‭ ‬جوية‭ ‬لإمدادها‭ ‬بما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬ذخائر‭ ‬وأسلحة‭.‬

كان‭ ‬لافتا‭ ‬أن‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬القذائف‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬إرسالها‭ ‬إلى‭ ‬كييف‭ ‬نقلت‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭.‬

جرت‭ ‬تعبئة‭ ‬في‭ ‬مجلسي‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنواب‭ ‬لإصدار‭ ‬قرارات‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬سياسيا‭ ‬وعسكريا‭ ‬بصورة‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭.‬

الحسم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬سهلا‭ ‬نظريا‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتأكيد‭ ‬قيادتها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتغير،‭ ‬لكن‭ ‬رمال‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬المتحركة،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬قد‭ ‬تغرق‭ ‬أي‭ ‬رهانات‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحسم‭.‬

التدخل‭ ‬البري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬باهظ‭ ‬الكلفة،‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬غاضب،‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬الشعبية‭ ‬تتصاعد‭ ‬في‭ ‬عواصمه‭ ‬وجنباته،‭ ‬وسيناريو‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء،‭ ‬ومن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬يكاد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬واسعة‭ ‬تفتح‭ ‬جبهات‭ ‬جديدة‭ ‬وتشارك‭ ‬فيها‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬مسلحة‭ ‬عديدة‭.‬

مشكلة‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬انسداد‭ ‬أي‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬وغياب‭ ‬أية‭ ‬نظرة‭ ‬تتجاوز‭ ‬القوة‭ ‬المجردة‭ ‬والدعم‭ ‬المطلق‭ ‬للحليف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬نفس‭ ‬المشكلة‭ ‬تتبدى‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬آفاق‭ ‬سياسية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الدامي‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ .‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لا‭ ‬ترجح‭ ‬أي‭ ‬انفراج‭ ‬سياسي‭ ‬قريب‭.‬

طرفا‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وأمريكا‭ ‬وحلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬يدركان‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬صراع‭ ‬محتدم‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وأن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مجرد‭ ‬ميدان‭ ‬اختبار‭ ‬بالسلاح‭ ‬لحقائق‭ ‬القوة‭.‬

الأوضاع‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لكن‭ ‬الاختبار‭ ‬نفسه‭ ‬حاضر‭ ‬بقوة‭. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أية‭ ‬مقاربة‭ ‬غربية‭ ‬لوقف‭ ‬التصعيد‭ ‬لإتاحة‭ ‬الوقت‭ ‬أمام‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للحسم‭ ‬الميداني،‭ ‬رغم‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬لإبادة‭ ‬جماعية‭.‬

بفيتو‭ ‬أمريكي‭ ‬جرى‭ ‬إجهاض‭ ‬مشروعي‭ ‬قرارين‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬يتبنى‭ ‬هدنة‭ ‬إنسانية،‭ ‬إحداهما‭ ‬روسي‭ ‬ــ‭ ‬إماراتي،‭ ‬والآخر‭ ‬برازيلي‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬لموسكو‭ ‬حضور‭ ‬سياسي‭ ‬فاعل‭ ‬ومؤثر‭ ‬على‭ ‬ساحات‭ ‬القتال،‭ ‬لكنها‭ ‬بدأت‭ ‬تجري‭ ‬اتصالات‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬الفاعلة‭ ‬لمحاولة‭ ‬بناء‭ ‬تصور‭ ‬سياسي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭.‬

بعد‭ ‬وقت‭ ‬أو‭ ‬آخر‭ ‬سوف‭ ‬تجد‭ ‬موسكو‭ ‬نفسها‭ ‬مدعوة‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬مسارح‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬قضية‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬الحضور‭ ‬الصيني‭ ‬بدوره‭ ‬خافت،‭ ‬لكنه‭ ‬يتحسس‭ ‬مواضع‭ ‬أقدامه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ملغمة‭ ‬بالحسابات‭ ‬المتصادمة‭.‬

أرسلت‭ ‬مندوبا‭ ‬خاصا‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يستطلع‭ ‬فرص‭ ‬التهدئة‭ ‬الممكنة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تضعها‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭. ‬الإدراك‭ ‬الغربي‭ ‬لأهمية‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مستقبل‭ ‬المنطقة‭ ‬والنظام‭ ‬الدولي‭ ‬يفوق‭ ‬الإدراك‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني‭ ‬معا،‭ ‬لكن‭ ‬المعادلات‭ ‬قد‭ ‬تتغير‭ ‬تاليا‭.‬

بصورة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬الحقائق‭ ‬سوف‭ ‬تداهم‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتغير،‭ ‬ربما‭ ‬يتحدد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أكثر‭ ‬أقاليمه‭ ‬اشتعالا‭ ‬بالأزمات‭ ‬والنيران‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأية‭ ‬سياسة‭ ‬أمريكية،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬أمريكية،‭ ‬إنكار‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحق‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬بنفسه‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬صاحب‭ ‬ضمير‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬المجازر‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الوحشية‭ ‬بحق‭ ‬غزة،‭ ‬أهلها‭ ‬وبيوتها‭ ‬ومستشفياتها‭.‬

بتداعيات‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ارتفعت‭ ‬أصوات‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ترفض‭ ‬الانحياز‭ ‬المطلق‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬جرت‭ ‬استقالات‭ ‬احتجاجية‭ ‬لبعض‭ ‬كبار‭ ‬الموظفين‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬خارجيتها‭.‬

كان‭ ‬لافتا‭ ‬المظاهرات‭ ‬الصاخبة‭ ‬أمام‭ ‬مبنى‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬لجمعية‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬يهودية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬مطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬المحاصر‭. ‬حركة‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬السود‭ ‬مهمة‮»‬،‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تناهض‭ ‬التفرقة‭ ‬العنصرية،‭ ‬تعلن‭ ‬دعمها‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬فحياتهم‭ ‬أيضا‭ ‬مهمة‭.‬

في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬رغم‭ ‬إمدادات‭ ‬السلاح‭ ‬المتقدم‭ ‬وتعبئة‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬والإمكانات،‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬بروسيا‭ ‬تجهض‭ ‬أي‭ ‬أدوار‭ ‬قيادية‭ ‬مستقبلية‭ ‬تتطلع‭ ‬إليها‭. ‬شيء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الإخفاق‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬نتائج‭ ‬التدخل‭ ‬البري‭.‬

أخطر‭ ‬النتائج‭ ‬والتداعيات،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬رفع‭ ‬منسوب‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنف‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأوروبية‭ ‬وداخل‭ ‬أمريكا‭. ‬في‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬قتل‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬شيكاغو‭ ‬بـ‭(‬26‭) ‬طعنة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬يهودي‭ ‬بولندي‭ ‬تأثر‭ ‬بالدعايات،‭ ‬التي‭ ‬ثبت‭ ‬كذبها،‭ ‬عن‭ ‬اغتصاب‭ ‬النساء‭ ‬وقطع‭ ‬رءوس‭ ‬الأطفال‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭.‬

جرت‭ ‬بالتزامن‭ ‬عملية‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬السويديين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬حرق‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬ارتباط‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬الحادث‭ ‬الإرهابي‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لكن‭ ‬السياق‭ ‬العام‭ ‬يؤشر‭ ‬إلى‭ ‬اتساع‭ ‬محتمل‭ ‬لمثل‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭.‬

لندن‭ ‬تخشى‭ ‬هجمات‭ ‬إرهابية،‭ ‬كما‭ ‬تعلن‭ ‬سلطاتها‭ ‬الأمنية‭. ‬باريس‭ ‬قلقة‭ ‬من‭ ‬مواطنيها‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬ومستويات‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬مدنها‭. ‬ودول‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى‭ ‬تتحسب‭ ‬للعواقب‭ ‬والتداعيات‭.‬

ربما‭ ‬يولد‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد‭ ‬فوق‭ ‬بحيرات‭ ‬دم‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا