يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
الأمة حين تصحو
كل مواطن عربي يعتصره الألم اليوم لما يجري لأهلنا في غزة وهو يرى همج التاريخ والعصر يشنون حرب الإبادة بلا هوادة يريدون محو غزة وأهلها كلهم من الوجود.
كل مواطن عربي يعتصره الألم والغضب اليوم وهو يرى هذا العجز العربي العام عن حماية أهلنا في غزة، وعن حتى تأمين حق البقاء على قيد الحياة لهم.
وسط كل هذا الألم والغضب، ورغم كل الإبادة ودماء الشهداء التي تسيل، هناك ما يدعونا إلى الأمل والفخر والاعتزاز بأمتنا العربية.
علينا أن ندرك أن السبب الجوهري الأكبر لكل هذه الهمجية الصهيونية الغربية وحرب الإبادة التي يشنونها، هو أنهم مع ملحمة «طوفان الأقصى» أفاقوا على لمحة من قدرات الأمة العربية حين تصحو. هذا هو مصدر رعبهم.
مصدر رعبهم أنهم أفاقوا فجأة على حقيقة أن رجال المقاومة الفلسطينية بمقدورهم أن يفعلوا كل ما فعلوه بالكيان الإسرائيلي.. أن بمقدورهم أن يذلوا جيشه وأجهزة مخابراته ويظهروا هشاشته على نحو ما حدث وبات معروفا.
مصدر رعبهم هو أنهم، أي الصهاينة والغرب، يفكرون اليوم على النحو التالي:
إذا كان بضع مئات أو حتى آلاف من رجال المقاومة الفلسطينية قادرين على أن يفعلوا هذا، فما بالك بالأمة العربية بأسرها بكل دولها وشعوبها وقدراتها إن هي استيقظت وقررت المقاومة.
مصدر رعبهم أنهم سبق أن اختبروا قدرة الأمة العربية حين تصحو وتقاوم وتحارب. اختبروا هذا خصوصا في حرب أكتوبر 1973 حين هبت الأمة كلها ووقفت صفا واحدا وألحقت تلك الهزيمة التاريخية المذلة بالعدو الإسرائيلي، وأذلت الغرب كله جين قررت قطع إمدادات النفط.
هم كانوا قد بنوا حساباتهم عبر السنوات الماضية على أساس أن الأمة العربية قد انتهى أمرها وأصبحت بلا حول لا قوة. بنوا حساباتهم هذه بعد أن نجحوا بمؤامراتهم ومخططاتهم في تدمير دول عربية وفي طريقهم لتدمير دول أخرى. تصوروا أنهم نجحوا في مصادرة الإرادة العربية، وأن القدرة العربية أصبحت مشلولة، وأن العرب لن تقوم لهم قائمة.
بنوا حساباتهم على هذا، لكنهم فجأة أفاقوا مفزوعين مع «طوفان الأقصى» على حقيقة أن هذه الأمة ما زالت حية وما زالت قادرة، وأنها حين تقرر أن تصحو فسوف تحقق المستحيل.
الذي زاد من فزعهم ما فعلته الشعوب العربية في كل أنحاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج خلال الفترة الماضية في مواجهة حرب الإبادة الهمجية على أهلنا في غزة.
الشعوب العربية بالروح الوطنية العروبية العارمة التي أظهرتها نبهت الكل إلى واحد من أكبر مصادر قوة الأمة العربية، أي وحدة الشعوب العربية وإصرارها على الدفاع عن الأمة.
نقول هذا ليس على سبيل التفسير لبشاعة هذه الهمجية التي نواجهها اليوم، ولكن لما هو أهم من هذا.
علينا نحن العرب أن ندرك أن أمتنا قوية وقادرة. قوية وقادرة بوحدة شعوبها وبكل إمكانياتها وقدراتها.
كل ما ينقصنا أمران:
الأول: الإرادة.. إرادة المقاومة والدفاع عن الأمة ومواجهة أعدائها. نعني الإرادة الجماعية العربية، والتخلي عن الخلافات والصراعات العبثية بين دولنا.
والثاني: حشد القدرات والإمكانيات العربية مجتمعة على كل المستويات واستخدامها للدفاع عن الأمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك