يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
سلاح المقاطعة
هذه ظاهرة عربية شديدة الإيجابية ويجب ان نعتز بها ونفتخر.
نعني ظاهرة ان أعدادا كبيرة من المواطنين العرب في البحرين وفي كثير من الدول العربية اقدموا في الفترة الماضية على مقاطعة منتجات وسلع ومطاعم الدول الغربية التي تشارك عمليا في العدوان الهمجي على أهلنا في غزة.
بحكم المتابعة الشخصية هنا في البحرين والتقارير التي اقرأها عن باقي الدول العربية، لاحظت ان المواطنين العرب ينفذون هذه المقاطعة من تلقاء انفسهم من دون توجيهات من احد، ومن دون حتى وجود حملات سياسية او إعلامية تدعو الى هذه المقاطعة.
المواطنون انفسهم هم الذين يدعون الكل الى الحذو حذوهم ومقاطعة منتجات هذه الدول الغربية عبر مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي. والبعض يرسل قوائم بالشركات والمؤسسات والمحلات التي يجب ان يتم مقاطعتها.
هذه الظاهرة تجسد أعلى درجات الوعي والاحساس بالمسؤولية الوطنية والعروبية.
مفهوم بالطبع الأسباب التي دفعت المواطنين العرب الى هذا العمل الوطني العروبي.
الدول الغربية تقف اليوم في جبهة واحدة مع الكيان الاسرائيلي وتشارك معه بكل السبل العملية فيما يقوم بها من إبادة لغزة، شعبا وأرضا.
الدول الغربية بهذا الذي تفعله تعلن عمليا الحرب علينا جميعا.. على كل العرب.
الشركات والمؤسسات الغربية التي تغرق دولنا ببضائعها ومنتجاتها، وبأفرع مطاعمها ومقاهيها، تسابقت لتقديم الدعم المالي للكيان الإسرائيلي وتفاخرت بإعلان ذلك.
لنلاحظ ان هذه الشركات والمؤسسات والمطاعم بما تفعله تجعل منا نحن العرب شركاء أيضا في هذه الجريمة. الأموال التي تقدمها للكيان الإسرائيلي لدعم جرائمه جزء لا يستهان به منها يأتي من دولنا عبر المبيعات والأرباح الضخمة التي تحققها بشرائنا لمنتجاتها والاقبال على مطاعمها.
لهذا، فإن استمرارنا في الاقبال على منتجات وسلع الدول الغربية هذه وعلى ارتياد مطاعمها ومقاهيها يعتبر جريمة بكل معنى الكلمة.
البعض قد يقول ان مقاطعة المواطنين العرب لمنتجات هذه الدول والمحلات التابعة لها لن يغير من الوضع كثيرا، ولن يدفع هذه الدول الى تغيير مواقفها، أي ليس للمقاطعة تأثير كبير.
وهذا ليس صحيحا.
الدول الغربية لا يوجعها شيء قدر تضرر مصالحها الاقتصادية في المنطقة العربية.
لو ان هذه المقاطعة الشعبية لمنتجات ومحال هذه الدول اتسع نطاقها فسوف يكون لها تأثير كبير جدا اكبر بكثير من تأثير المواقف الرسمية العربية التي هي اجمالا دون المستوى بكثير وليست لها أي فعالية حقيقية في مواجهة الهجمة العدوانية التي نتعرض لها.
وهناك جانب آخر.
المواقف الشعبية الغاضبة العارمة التي عبرت عنها الشعوب العربية، ومن بينها هذه المقاطعة الشعبية، من الممكن ان تمثل عنصر ضغط على الحكومات العربية كي تتخذ مواقف عملية اكثر فعالية.
وفي كل الأحوال، هذه المقاطعة التي تنفذها الشعوب العربية تلقائيا ومن دون توجيه من اكبر دواعي الأمل رغم بشاعة الهجمة علينا ورغم كل الألم والأسى الذي يشعر به الجميع. هذه المقاطعة تثبت ان هذه الأمة حية ولديها القدرة على الصمود والمقاومة.
باختصار، المقاطعة سلاح فعال جدا.
لهذا، يجب علينا جميعا.. كل المواطنين العرب بلا استثناء في كل دولة عربية ان ننفذ هذه المقاطعة للدول الغربية المجرمة ومنتجاتها وسلعها والمحلات التابعة لها.
الكل يجب الا يكتفي بالمقاطعة فقط، بل يجب ان يعلم ابناءه واحفاده، لماذا نفعل هذا، ولماذا يجب ان ندافع ليس فقط عن أهلنا في فلسطين، وإنما عن كل دولنا وشعوبنا في مواجهة هؤلاء الهمج.
ويبقى ان للمقاطعة جوانب وطنية مهمة أخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك