يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
«سبيرو سباتس».. العودة الوطنية
تحدثت أمس عن ظاهرة إقدام المواطنين العرب تلقائيا على مقاطعة منتجات وسلع ومحلات ومطاعم الدول الغربية التي تشارك في حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على أهلنا في غزة، وما تمثله من أهمية كبيرة وما لها من دور وطني عروبي.
لهذه المقاطعة الشعبية أبعاد وطنية أخرى غير دورها الفعال في مواجهة الهجمة الصهيونية الغربية علينا.
هذه المقاطعة لها دور أساسي مهم في تشجيع المنتجات الوطنية في دولنا العربية.
في كل الدول العربية لدينا منتجات وطنية في كل المجالات. هذه المنتجات تتراجع أمام السلع والمنتجات الغربية التي تغرق أسواقنا. سبب هذا لا علاقة له بالجودة، ولكن لأن المنتجات والسلع الغربية تقف وراءها شركات أخطبوطية عملاقة تنفق المليارات على حملاتها الدعائية في كل أنحاء العالم.
مقاطعة المنتجات الغربية يدفع المواطنين العرب إلى التنبه لضرورة الإقبال على منتجاتنا الوطنية الأمر الذي يمثل دعما هائلا لها ويرد لها الاعتبار في أسواقنا.
مصر تشهد حاليا مثالا بارزا يجسد هذه الحقيقة.. حقيقة الدور الكبير الذي تلعبه المقاطعة في تشجيع المنتجات الوطنية.
في مصر شركة وطنية لإنتاج المشروبات الغازية اسمها «سبيرو سباتس». هذه الشركة عريقة عمرها أكثر من مائة عام إذ بدأت الإنتاج في عام 1920.
في العقود التي تلت إنشاء الشركة هيمنت مشروبات «سبيرو سباتس» التي تنتجها على السوق المصرية وعرفت بجودتها العالية.
ظل هذا الوضع قائما إلى أن اجتاحت المشروبات الغازية الغربية المعروفة السوق المصرية بإمكانياتها وحملاتها الدعائية الرهيبة.
نتيجة لهذا، ولأسباب أخرى، تراجعت منتجات هذه الشركة الوطنية المصرية بشكل رهيب لدرجة أن الكثيرين تصوروا أن الشركة ومنتجاتها لم تعد موجودة أصلا.
في الفترة الماضية عندما بدأ المصريون على نطاق واسع مقاطعة المنتجات والسلع الغربية، ومن بينها المشروبات الغازية المعروفة، انتعشت منتجات الشركة المصرية بشكل كبير جدا.
المصريون أقبلوا على شراء مشروبات «سبيرو سباتس» بكثافة، وكثير من محلات السوبر ماركت والمطاعم والمقاهي أزاحت المشروبات الغازية الغربية ووضعت مكانها المشروبات الوطنية.
كانت النتيجة أنه في خلال الفترة القصيرة الماضية، تضاعفت منتجات شركة «سبيرو سباتس» أكثر من ثلاث مرات، وبدأت تضع خططا للتوسع في الإنتاج، وتطلب توظيف أعداد من المصريين.
هذا مجرد مثال للأثر الكبير الذي تلعبه المقاطعة في تشجيع ودعم منتجاتنا الوطنية العربية ورد الاعتبار لها في أسواقنا.
إذن، مقاطعة منتجات ومطاعم ومقاهي ومحلات كل الدول التي تدعم حملة الإبادة الإرهابية الصهيونية الغربية الحالية في غزة، هي سلاح وطني عربي فعال من جميع الأوجه، ودوره كبير جدا.
هذه المقاطعة تندرج في أدبيات السياسة تحت «المقاومة السلمية» للشعوب في مواجهة العدوان. وتاريخيا أثبتت هذه المقاومة تأثيرها الهائل في كثير من الصراعات وفي مواجهة الاحتلال.
المهم إن الذي يجب تأكيده اليوم هو أن هذه المقاومة السلمية التي تخوضها الشعوب العربية، والتي تعد المقاطعة في مقدمة أساليبها، المقاطعة الشعبية العربية يجب أن تستمر وأن تتصاعد وتتواصل.
المواطن العربي الذي أثبت التزامه الوطني ووعيه العروبي بهذه المقاطعة عليه أن يدرك أن دوره أساسي في المعركة التي نخوضها اليوم. والمواطنون العرب الذين لم ينضموا إلى حملة المقاطعة يجب أن يفعلوا ذلك فورا دفاعا عن الأمة وأداء لواجبهم الوطني.
يجب أن يدرك الجميع أن هذه المعركة سوف تطول. هذه المعركة لا تتعلق فقط بأهلنا في فلسطين والمخططات الإرهابية لإبادتهم وتصفية قضيتهم، لكنها تتعلق بمستقبل الأمة العربية برمته. وهذه المعركة ستأخذ في الفترة القادمة حتى بعد انتهاء مأساة أهلنا في غزة، أشكالا كثيرة أخرى.
لهذا من الأهمية بمكان أن نعي بأن مقاطعة هؤلاء المجرمين القتلة في الغرب يجب أن تستمر وتتواصل وتتصاعد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك