العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

واجب المسلم تجاه إخوانه في فلسطين المحتلة

الجمعة ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

إن‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬تمرُّ‭ ‬بأخطر‭ ‬اللحظات‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬كله،‭ ‬فالاستكبار‭ ‬الصهيوني‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬أوجه،‭ ‬فالقتل،‭ ‬والتشريد،‭ ‬وهدم‭ ‬المنازل‭ ‬والمشافي،‭ ‬والحصار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الرهيب،‭ ‬وقد‭ ‬بيَّت‭ ‬الخطر‭ ‬الصهيوني‭ ‬أمره،‭ ‬وحدد‭ ‬هدفه،‭ ‬وأحكم‭ ‬خطته‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

قلة‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬تدنس‭ ‬الأقصى‭ ‬وتقتل‭ ‬المسلمين‭ ‬وتذيقهم‭ ‬ألوانا‭ ‬من‭ ‬الذل‭ ‬والهوان‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬عامة‭ ‬والإسلامي‭ ‬خاصة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬أن‭ ‬نحمي‭ ‬إخواننا‭ ‬منهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نهانا‭ ‬عنه‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬المسلم‭ ‬أخو‭ ‬المسلم‭ ‬لا‭ ‬يظلمه‭ ‬ولا‭ ‬يسلمه‭ ‬أي‭ ‬إلى‭ ‬عدوه‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أخيه‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬حاجته‭ ‬ومن‭ ‬فرّج‭ ‬عن‭ ‬مسلم‭ ‬كربة‭ ‬فرّج‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬بها‭ ‬كربة‭ ‬من‭ ‬كرب‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭..‬‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬مسلم‭.‬

فالواجب‭ ‬أن‭ ‬يسارع‭ ‬المسلمون‭ ‬لدعم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا،‭ ‬وكسر‭ ‬الحصار‭ ‬عنهم،‭ ‬وبكل‭ ‬ما‭ ‬تيسّر‭ ‬من‭ ‬السبل؛‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والمادية‭ ‬والإغاثية،‭ ‬واللهَج‭ ‬بالدعاء‭ ‬لهم‭ ‬بالنصرِ‭ ‬والثبات‭. ‬فهذا‭ ‬فرض‭ ‬عظيم،‭ ‬والتخاذل‭ ‬عنه‭ ‬إثم‭ ‬جسيم،‭ ‬وتركهم‭ ‬يجوعون‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬المحرّمات،‭ ‬وأشدّ‭ ‬الموبقات‭. ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬والمؤمنون‭ ‬والمؤمنات‭ ‬بعضهم‭ ‬أولياء‭ ‬بعض‭). ‬والواجب‭ ‬على‭ ‬المؤمن‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يطيقه‭ ‬ويستطيعه،‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬فاتقوا‭ ‬الله‭ ‬ما‭ ‬استطعتم‭)‬،‭ ‬وقال‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭: (‬لا‭ ‬يكلف‭ ‬الله‭ ‬نفسا‭ ‬إلا‭ ‬وسعها‭).‬

وهذا‭ ‬يختلف‭ ‬باختلاف‭ ‬أحوال‭ ‬الناس،‭ ‬وقدراتهم‭ ‬وإمكاناتهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬عليه‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بالمصاب‭ ‬والتألم‭ ‬لبلاء‭ ‬إخوانه‭ ‬المؤمنين،‭ ‬روى‭ ‬البخاري‭ ‬ومسلم‭ ‬في‭ ‬صحيحهما‭ ‬عن‭ ‬النعمان‭ ‬بن‭ ‬بشير‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬عن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: (‬مثل‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬توادهم‭ ‬وتراحمهم‭ ‬وتعاطفهم‭ ‬مثل‭ ‬الجسد‭ ‬إذا‭ ‬اشتكى‭ ‬منه‭ ‬عضو‭ ‬تداعى‭ ‬له‭ ‬سائر‭ ‬الجسد‭ ‬بالسهر‭ ‬والحمى‭). ‬وهذا‭ ‬أقل‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬تجب‭ ‬للمؤمنين‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬في‭ ‬المصائب‭ ‬والنكبات‭.‬

قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬كل‭ ‬المسلمين،‭ ‬وفلسطين‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية،‭ ‬والاعتداء‭ ‬عليها‭ ‬يعني‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المسلمين،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬عامة‭ ‬وغزة‭ ‬بالخصوص‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬جريمة‭ ‬إنسانية‭ ‬متكاملة‭ ‬الأركان‭ ‬والشروط،‭ ‬حيث‭ ‬تتعرض‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬مؤامرة‭ ‬عالمية،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬يعدّ‭ ‬تحديا‭ ‬سافرا‭ ‬للمسلمين،‭ ‬وخرقا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

إن‭ ‬نصرة‭ ‬فلسطين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬المظلومين‭ ‬والمستضعفين‭ ‬واجب‭ ‬أخلاقي‭ ‬وإنساني‭ ‬وشرعي،‭ ‬توجبه‭ ‬علينا‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬إخواننا،‭ ‬من‭ ‬قصف‭ ‬متواصل؛‭ ‬وتقتيل‭ ‬وتشريد‭ ‬العزل،‭ ‬وهدم‭ ‬بيوتهم‭ ‬وسلب‭ ‬أرضهم‭ ‬ومحاولة‭ ‬تهجيرهم،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصف‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والعالم‭ ‬‮«‬المتحضر‮»‬‭ ‬كله‭ ‬يتفرج،‭ ‬مع‭ ‬الأسف،‭ ‬بل‭ ‬يسارع‭ ‬إلى‭ ‬مدّ‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬للمعتدي‭ ‬الغاصب‭.‬

ونعني‭ ‬بالنصرة‭ ‬تلك‭ ‬الغيرة‭ ‬الإيمانية‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬المسلم‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الظلم‭ ‬عن‭ ‬أخيه‭ ‬المسلم‭ ‬المستضعف،‭ ‬أو‭ ‬لمدّ‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬إليه،‭ ‬وقد‭ ‬أمر‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بسبع‭ ‬كان‭ ‬منها‭ (‬نصر‭ ‬المظلوم‭)‬،‭ ‬ففي‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭: ‬‮«‬أمرنا‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بسبع‭..‬،‭ ‬فذكر‭ ‬عيادة‭ ‬المريض،‭ ‬واتباع‭ ‬الجنائز،‭ ‬وتشميت‭ ‬العاطس،‭ ‬وردّ‭ ‬السلام،‭ ‬ونصرة‭ ‬المظلوم،‭ ‬وإجابة‭ ‬الداعي،‭ ‬وإبرار‭ ‬القسم‮»‬‭.‬

دور‭ ‬الإعلاميين‭ ‬والصحفيين‭ ‬والمثقفين‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬المقالات‭ ‬في‭ ‬الصحف،‭ ‬وتدعيم‭ ‬المقالات‭ ‬والتقارير‭ ‬الصحفية‭ ‬بالصور‭ ‬والأدلة‭ ‬التي‭ ‬توضح‭ ‬حجم‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والتصدي‭ ‬للإعلام‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬شبهاته‭ ‬وأباطيله‭ ‬وعقد‭ ‬الندوات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والمؤتمرات،‭ ‬ونشر‭ ‬أخبارهم‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬عبر‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفاز‭ ‬ومنتديات‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وحضور‭ ‬المناسبات‭ ‬والأنشطة‭.‬

وواجب‭ ‬الأئمة‭ ‬والخطباء‭ ‬والدعاة‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحض‭ ‬المصلين‭ ‬على‭ ‬دعمهم،‭ ‬والدعاء‭ ‬لهم‭.‬

ودور‭ ‬الإخوة‭ ‬مستخدمي‭ ‬الإنترنت،‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬استخدام‭ ‬قنوات‭ ‬المحادثة‭ ‬والدردشة‭ ‬والحوار‭ ‬المباشر‭ ‬وقنوات‭ ‬المحادثة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ساحات‭ ‬الحوار‭ ‬والمنتديات،‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬المجازر‭ ‬الصهيونية‭ ‬والاعتداءات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬على‭ ‬المستشفيات‭ ‬والبنايات‭ ‬وقتل‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭.‬

والتعاون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬التي‭ ‬تساند‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إنساني‭ ‬عادل،‭ ‬ومشاركتها‭ ‬في‭ ‬فعاليتها‭ ‬وأنشطتها‭.‬

وتعريف‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬بأن‭ ‬فلسطين‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭ ‬قضية‭ ‬إنسانية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُدافع‭ ‬عنها‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ويتضامنون‭ ‬مع‭ ‬العدالة‭ ‬ويقفون‭ ‬ضد‭ ‬الظلم‭ ‬والاستكبار‭ ‬والطغيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والتواطؤ‭ ‬الدولي‭.‬

ولنحذر‭ ‬جميعًا‭ ‬كل‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬خذلان‭ ‬إخواننا‭ ‬وعدم‭ ‬التفاعل‭ ‬معهم‭ ‬ونصرتهم‭ ‬ومساندتهم،‭ ‬فخذلان‭ ‬المسلمين‭ ‬سبب‭ ‬لخذلان‭ ‬الله‭ ‬للعبد،‭ ‬فعن‭ ‬جابر‭ ‬بن‭ ‬عَبْدِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وأبي‭ ‬طَلْحَةَ‭ ‬بْنَ‭ ‬سَهْلٍ‭ ‬الْأَنْصَارِيَّ‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬جميعًا،‭ ‬قالا‭: ‬قَالَ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬مَا‭ ‬مِنْ‭ ‬امْرِئٍ‭ ‬يَخْذُلُ‭ ‬امْرَأ‭ ‬مُسْلِمًا‭ ‬فِي‭ ‬مَوْضِعٍ‭ ‬تُنْتَهَكُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬حُرْمَتُهُ،‭ ‬وَيُنْتَقَصُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِرْضِهِ،‭ ‬إلَّا‭ ‬خَذَلَهُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬فِي‭ ‬مَوْطِنٍ‭ ‬يُحِبُّ‭ ‬فِيهِ‭ ‬نُصْرَتَهُ‭. ‬وَمَا‭ ‬مِنْ‭ ‬امْرِئٍ‭ ‬يَنْصُرُ‭ ‬مُسْلِمًا‭ ‬فِي‭ ‬مَوْضِعٍ‭ ‬يُنْتَقَصُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِرْضِهِ،‭ ‬وَيُنْتَهَكُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬حُرْمَتِهِ،‭ ‬إلَّا‭ ‬نَصَرَهُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬فِي‭ ‬مَوْطِنٍ‭ ‬يُحِبُّ‭ ‬نُصْرَتَهُ‮»‬‭.‬

فلا‭ ‬ينبغي‭ ‬لقادر‭ ‬أن‭ ‬يتأخر‭ ‬عن‭ ‬نجدة‭ ‬إخوانه‭ ‬وإغاثتهم‭ ‬وتخفيف‭ ‬آلامهم،‭ ‬فواجب‭ ‬الأمة‭ ‬نحوهم‭ ‬البذل‭ ‬بسخاء،‭ ‬شكرا‭ ‬لهم‭ ‬وتثبيتا‭ ‬لأقدامهم،‭ ‬ونكاية‭ ‬في‭ ‬عدوهم‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ثبات‭ ‬أهل‭ ‬فلسطين‭ ‬ثبات‭ ‬للأمة،‭ ‬وأن‭ ‬خذلانهم‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬دينها‭ ‬ودنياها،‭ ‬وفي‭ ‬حاضرها‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬وأن‭ ‬البخل‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬البذل‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الهلاك‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وأنفقوا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬تلقوا‭ ‬بأيديكم‭ ‬إلى‭ ‬التهلكة‭ ‬وأحسنوا‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬المحسنين‭) (‬البقرة‭ ‬‭ ‬195‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬عتاب‭ ‬ووعيد‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬لمن‭ ‬يبخل‭: (‬ها‭ ‬أنتم‭ ‬هؤلاء‭ ‬تدعون‭ ‬لتنفقوا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬فمنكم‭ ‬من‭ ‬يبخل‭ ‬ومن‭ ‬يبخل‭ ‬فإنما‭ ‬يبخل‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬والله‭ ‬الغني‭ ‬وأنتم‭ ‬الفقراء‭ ‬وإن‭ ‬تتولوا‭ ‬يستبدل‭ ‬قوما‭ ‬غيركم‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يكونوا‭ ‬أمثالكم‭) (‬محمد‭ ‬‭ ‬38‭).‬

إن‭ ‬الشام‭ ‬أرض‭ ‬رباط‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة،‭ ‬وقد‭ ‬أعلم‭ ‬الله‭ ‬نبيه‭ ‬محمدًا‭ ‬‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المقدسة‭ ‬سيحتلها‭ ‬الأعداء،‭ ‬ولهذا‭ ‬حرَّض‭ ‬أمته‭ ‬على‭ ‬الرباط‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الأعداء،‭ ‬ولتحريرها‭ ‬إذا‭ ‬قدر‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬أيديهم،‭ ‬كما‭ ‬أخبر‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬بالمعركة‭ ‬المرتقبة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬والصهاينة،‭ ‬وأن‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬سيكون‭ ‬للمسلمين‭ ‬عليهم،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬المسلمين‭ ‬حتى‭ ‬الحجر‭ ‬والشجر‭.‬

وروى‭ ‬الإمام‭ ‬أحمد‭ ‬عَنْ‭ ‬أَبِي‭ ‬أُمَامَةَ‭ ‬قَالَ‭: ‬قَالَ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تَزَالُ‭ ‬طَائِفَةٌ‭ ‬مِنْ‭ ‬أمَّتِي‭ ‬عَلَى‭ ‬الْحَقِّ‭ ‬ظَاهِرِينَ،‭ ‬لَعَدُوِّهِمْ‭ ‬قَاهِرِينَ،‭ ‬لاَ‭ ‬يَضُرُّهُمْ‭ ‬مَنْ‭ ‬خَالَفَهُمْ‭ ‬إلاَّ‭ ‬مَا‭ ‬أصَابَهُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬لَأوَاءَ،‭ ‬حَتَّى‭ ‬يَأْتِيَهُمْ‭ ‬أمْرُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَهُمْ‭ ‬كَذَلِك‮»‬َ‭. ‬قَالُوا‭: ‬يَا‭ ‬رَسُولَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَأيْنَ‭ ‬هُمْ؟‭ ‬قَالَ‭: ‬‮«‬بِبَيْتِ‭ ‬الْمَقْدِسِ‭ ‬وَأكْنَافِ‭ ‬بَيْتِ‭ ‬الْمَقْدِس‮»‬‭.‬

فنحن‭ ‬مطالبون‭ ‬ببذل‭ ‬الوسع‭ ‬والجهد‭ ‬لنصرة‭ ‬الأقصى‭ ‬وبيت‭ ‬المقدس‭ ‬وفلسطين،‭ ‬ولنوقن‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬وعد‭ ‬الله‭ ‬آتٍ،‭ ‬ونصر‭ ‬الله‭ ‬قريب‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬أَمْ‭ ‬حَسِبْتُمْ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَدْخُلُوا‭ ‬الْجَنَّةَ‭ ‬وَلَمَّا‭ ‬يَأْتِكُمْ‭ ‬مَثَلُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬خَلَوْا‭ ‬مِنْ‭ ‬قَبْلِكُمْ‭ ‬مَسَّتْهُمْ‭ ‬الْبَأْسَاءُ‭ ‬وَالضَّرَّاءُ‭ ‬وَزُلْزِلُوا‭ ‬حَتَّى‭ ‬يَقُولَ‭ ‬الرَّسُولُ‭ ‬وَالَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬مَعَهُ‭ ‬مَتَى‭ ‬نَصْرُ‭ ‬اللهِ‭ ‬أَلا‭ ‬إِنَّ‭ ‬نَصْرَ‭ ‬اللهِ‭ ‬قَرِيبٌ‭) (‬البقرة‭ ‬214‭)‬،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نوقن‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله،‭ ‬وأنه‭ ‬كائن‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬لعباده‭ ‬المؤمنين،‭ ‬لأنه‭ ‬وعد‭ ‬الله،‭ ‬وقد‭ ‬جرت‭ ‬سنة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خلقه‭ ‬أن‭ ‬ينتصر‭ ‬الحق‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا