العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

القادة الغربيون شركاء في جرائم إسرائيل في غزة

بقلم: د. عمر الحسن

الاثنين ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أدّت‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لباحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك‭ ‬واعتداءات‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ولرفع‭ ‬الحصار‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬عامًا،‭ ‬إلى‭ ‬شَن‭ ‬إسرائيل‭ ‬حربًا‭ ‬انتقامية‭ ‬عنيفة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬قدّم‭ ‬خلالها‭ ‬القادة‭ ‬الغربيون‭ ‬دعمهم‭ ‬المُطلق‭ ‬لها؛‭ ‬أودت‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بحياة‭ ‬وإصابة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتهجير‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم،‭ ‬وارتكاب‭ ‬المجازر‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمباني‭ ‬العامة،‭ ‬وهدم‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬منزل‭ ‬وتخريب‭ ‬البُنى‭ ‬التحتية‭ ‬وتجريف‭ ‬الأراضي،‭ ‬وقد‭ ‬تجاهلت‭ ‬تصريحات‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة‭ ‬إدانة‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬شاركوا‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬وتبنيها،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فهذا‭ ‬الموقف‭ ‬الغربي‭ ‬منح‭ ‬إسرائيل‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لتنفيذ‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ترتكبها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مُنذ‭ ‬شهر‭ ‬تقريبًا،‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مُساءلة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬العدوان‭ ‬واحترام‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬الدولية‭.‬

وبالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬قدّمت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬ومعها‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية؛‭ ‬السلاح‭ ‬الوفير‭ ‬للأوكرانيين‭ ‬لتنظيم‭ ‬دفاعهم‭ ‬عن‭ ‬أرضهم،‭ ‬وأمدّتهم‭ ‬بالمساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وفتحت‭ ‬أبوابها‭ ‬لاستقبال‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وأدانت‭ ‬روسيا‭ ‬بزعم‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تبني‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ضدها،‭ ‬ودعمت‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بإصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال،‭ ‬بحق‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭. ‬

وهنا‭ ‬تتضح‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحات‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬المنحازة‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ،‭ ‬أمثال‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«ريشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬و«إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬و«أولاف‭ ‬شولتس‮»‬،‭ ‬ووزرائهم،‭ ‬و«أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬بشأن‭ ‬حرب‭ ‬غزة؛‭ ‬والتي‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«لندن‮»‬‭ -‬بعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬إراقة‭ ‬الدماء‭ -‬قد‭ ‬أيّدتا‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الهدنة‭ ‬الإنسانية‮»‬‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬لوقف‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين،‭ ‬وللسماح‭ ‬بإرسال‭ ‬المساعدات‭ ‬الضرورية‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬فقد‭ ‬حالتا‭ ‬دون‭ ‬خروج‭ ‬قرارات‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

بالمقابل‭ ‬قدّمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أكبر‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬‮«‬جيرالد‭ ‬فورد‮»‬‭ ‬وأتبعتها‭ ‬بحاملة‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬ايزنهاور‮»‬،‭ ‬ومستشارين‭ ‬أمنيين‭ ‬وعسكريين،‭ ‬وأرسلت‭ ‬لها‭ ‬بريطانيا‭ ‬سفينتين‭ ‬وطائرات‭ ‬تجسس،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دعم‭ ‬حكوماتهم،‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلامهم‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬تتكشف‭ ‬بسبب‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬والبحرية‭ ‬والبرية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬قرابة‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬4000‭ ‬طفل،‭ ‬و2187‭ ‬امرأة،‭ ‬و500‭ ‬مُسن،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬2000‭ ‬مفقود‭ ‬منهم‭ ‬1100‭ ‬طفل‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض،‭ ‬ووصل‭ ‬عدد‭ ‬الجرحى‭ ‬‮ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬ألفًا،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استهداف‭ ‬57‭ ‬مؤسسة‭ ‬صحية‭ ‬ومقتل‭ ‬130‭ ‬كادرًا‭ ‬صحيًا‭ ‬وتدمير‭ ‬25‭ ‬سيارة‭ ‬إسعاف،‭ ‬وهدم‭ ‬أحياء‭ ‬مدنية‭ ‬بالكامل‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬القطاع،‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬وطال‭ ‬الاستهداف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬قتل‭ ‬66‭ ‬منهم‭ ‬وفقًا‭ ‬لمصادر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬حصيلة‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬صحفيًّا‭. ‬

إن‭ ‬تصريحات‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬دولهم‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬إدانة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬لـ«حماس‮»‬‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ (‬شر‭ ‬خالص‭)‬،‭ ‬وتعليق‭ ‬‮«‬ماكرون»؛‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬قتال‭ ‬المسلحين‭ (‬بلا‭ ‬رحمة‭)‬،‭ ‬واقترح‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬دولي‭ ‬مماثل‭ ‬للذي‭ ‬حارب‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬لمحاربة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬وعندما‭ ‬يقترن‭ ‬ذلك‭ ‬بتصريحات‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬علّق‭ ‬به‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬ستبذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهدها‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه،‭ ‬وتصريحات‭ ‬مماثلة‭ ‬للرئيس‭ ‬الألماني‭ ‬ووزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬وكذلك‭ ‬الداخلية،‭ ‬اعتبرت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ (‬تفويض‭ ‬مطلق‭)‬،‭ ‬لفعل‭ ‬ما‭ ‬يحلو‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وإبادة‭ ‬وتدمير،‭ ‬وهي‭ ‬مطمئنة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تتعرض‭ ‬للمُساءلة‭ ‬القانونية‭.‬

وفي‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬عُقد‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬أكتوبر،‭ ‬زعم‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬تختبئ‭ ‬وراء‭ ‬المدنيين،‭ ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ذعره،‭ ‬إزاء‭ ‬معاناة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدنيين‭ ‬وما‭ ‬حل‭ ‬بهم،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬تعاطفه‭ ‬لما‭ ‬يعنيه هذا‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ (‬عبء‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭)‬،‭ ‬ورغم‭ ‬علم‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬البرية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬يوم‭ ‬28‭/‬10‭ ‬تحصد‭ ‬المئات‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭ ‬مُنذ‭ ‬7/10،‭ ‬فقد‭ ‬أيدوها‭ ‬ودعموها،‭ ‬وأكّد‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬تأجيل‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬الغزو‭ ‬المخطط‭ ‬له،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ (‬هذا‭ ‬هو‭ ‬قرارهم‭) ‬وهذا‭ ‬يجافي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬تحدث‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سيكون‭ (‬خطأ‭)‬،‭ ‬كونه‭ ‬سيوقع‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬المدنيين،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وصف‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ (‬خيار‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭)‬،‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬اتخاذه‭.. ‬ويُمثل‭ ‬دعمهم‭ ‬لهجوم‭ ‬عسكري‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ (‬تعارضًا‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬التزامهم‭ ‬المفترض‭ ‬بحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬باعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬أعضاء‭ ‬دائمون‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وعند‭ ‬مقارنته‭ ‬بإدانة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬الأسبق‭ ‬‮«‬بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬للجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬روسيا‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬يتجلّى‭ ‬بوضوح‭ (‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬المزدوجة‭)‬،‭ ‬تجاه‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬ومع‭ ‬بدء‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغزو‭ ‬البري‭ ‬لغزة؛‭ ‬فإن‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭ ‬ستمثل‭ (‬فشلًا‭ ‬ذريعًا‭)‬،‭ ‬آخر‭ ‬للحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬حول‭ ‬التمسك‭ ‬بشعاراتها‭ ‬كذبًا‭ ‬ونفاقًا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬الدولي،‭ ‬والاستقرار‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحياة‭ ‬المدنيين‭.‬

وقد‭ ‬حذّرت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬عاجلة‭ ‬لسكان‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬عملياتها‭ ‬ستتوقف،‭ ‬وسيكون‭ ‬كل‭ ‬النازحين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساعدة،‭ ‬وبينما‭ ‬ادّعى‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬كذبًا‭ ‬أنه‭ (‬مفطور‭ ‬القلب‭) ‬بسبب‭ ‬فقدان‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬شكك‭ ‬يوم‮ ‬25‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬عددهم،‭ ‬مُشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ (‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬ثقة‭) ‬في‭ ‬إحصائيات‭ (‬الصحة‭ ‬الفلسطينية‭)‬،‭ ‬وأنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكده‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬ضحايا‭ ‬أبرياء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وصف‭ ‬ذلك،‭ ‬بأنه‭ (‬ثمن‭ ‬شن‭ ‬الحرب‭)‬،‭ ‬وقبلها‭ ‬بخمسة‭ ‬أيام‭ ‬زعم‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬المقابر‭ ‬الجماعية،‭ ‬وآثار‭ ‬التعذيب،‭ ‬والآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬الذين‭ ‬نُقلوا‭ ‬قسرًا‭ ‬إلى‭ ‬روسيا،‭ ‬وبوصفه‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬بأنها‭ (‬قاسية‭)‬؛‭ ‬فقد‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬مساواة‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المأساة‭ ‬والجرم‭.‬

وبدلًا‭ ‬من‭ ‬إدانة‭ ‬الغزو‭ ‬البري‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬وقفه؛‭ ‬أصدر‭ ‬القادة‭ ‬الغربيون،‭ ‬دعوات‭ ‬لها‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬مع‭ ‬علمهم‭ ‬بتاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬وانتهاك‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬والمواثيق‭ ‬والاتفاقات،‭ ‬وبينما‭ ‬تحدّث‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬بلينكن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬اتّخاذ‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياطات‭ ‬لتجنّب‭ ‬إلحاق‭ ‬الأذى‭ ‬بالمدنيين،‭ ‬وبالمثل‭ ‬حثّها‭ ‬نظيره‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كليفرلي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬الانضباط‭ ‬والكفاءة‭ ‬المهنية‭ ‬وضبط‭ ‬النفس؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬قوات‭ ‬الاحتلال‮»‬،‭ ‬تمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬وتفعل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬وهي‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬لن‭ ‬ينتقد‭ ‬أفعالها،‭ ‬أو‭ ‬يحاسبها‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭.‬

علاوةً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اللامبالاة‭ ‬تجاه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬أو‭ ‬توصيل‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمدنيين،‭ ‬وعندما‭ ‬التقى‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬،‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬المنطقة‭ ‬أواخر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬مخاطر‭ (‬عدوى‭ ‬الصراع‭) ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬مكثفة‭ ‬لوقف‭ ‬انتشار‭ ‬العنف‭ ‬المسلح‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكنه‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬تأييد‭ ‬دعوات‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬وبدء‭ ‬التفاوض،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬اقترحوا‭ (‬هُدنة‭) ‬إنسانية‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يردّده‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الزعماء‭ ‬الآخرين‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬همهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬تحاول‭ ‬تقديم‭ ‬نفسها،‭ ‬بوصفها‭ ‬الداعم‭ ‬الرئيسي‭ ‬للحريات‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والمُحكم‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬الدولية،‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تهدئة‭ ‬الصراع‭ ‬الحالي،‭ ‬ففي‭ ‬15‭ ‬أكتوبر،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬و«حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬مطلبًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأمريكا،‭ ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬تصعيد‭ ‬هجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والتي‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬149‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬علّق‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬العنف‭ (‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭)‬،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬ينفذون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخضعوا‭ ‬للمُساءلة،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬مُساءلتها‭ ‬حيال‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭.‬

وفي‭ ‬أفعالها‭ ‬أيضًا،‭ ‬أظهرت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تقصيرًا‭ ‬واضحًا،‭ ‬في‭ ‬واجبها‭ ‬الدولي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الصراعات‭ ‬وتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬المدنيين،‭ ‬وفي‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر،‭ ‬استخدمت‭ ‬أمريكا‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ (‬الفيتو‭)‬،‭ ‬ضد‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ (‬هُدنة‭ ‬إنسانية‭)‬،‭ ‬وإنشاء‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬لتوصيل‭ ‬المساعدات،‭ ‬وتم‭ ‬ذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬رفضها‭ ‬إدانة‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وعدم‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وأصرّت‭ ‬مُمثلتها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬ليندا‭ ‬غرينفيلد‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬الأُممي‭ ‬لم‭ ‬يُشِر‭ ‬إلى‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬لن‭ ‬تدعمه،‭ ‬وبالمثل،‭ ‬امتنع‭ ‬المُمثل‭ ‬البريطاني‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬لعدم‭ ‬إدانة‭ ‬القرار‭ ‬لـ«حماس‮»‬‭. ‬

بالمقابل،‭ ‬نرى‭ ‬بصيص‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أدان‭ ‬فيها‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬بقتل‭ ‬وخطف‭ ‬مدنيين‭ ‬ولكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هجماتها‭ (‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬فراغ‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تحت‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيلي‭ (‬خانق‭) ‬منذ‭ ‬56‭ ‬عامًا،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هجمات‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬لا‭ ‬تُبرر‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬غزة‭ ‬باعتباره‭ ‬انتهاكا‭ ‬واضحا‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي،‭ ‬ووصف‭ ‬‮«‬غوتيريش‮»‬‭ ‬الأحوال‭ ‬البائسة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة‭ ‬مُنذ‭ ‬1967،‭ ‬بالتهام‭ ‬أراضيهم‭ ‬وخنق‭ ‬اقتصادهم‭ ‬وتدمير‭ ‬منازلهم،‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬أصابتهم‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬التوصّل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬لقضيتهم،‭ ‬وهناك‭ ‬تصريحات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للحلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬ووزير‭ ‬خارجية‭ ‬إسبانيا‭ ‬الأسبق‭ ‬‮«‬خافيير‭ ‬سولانا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترتكب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واتهمها‭ ‬بأن‭ ‬إنشاء‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬هدفًا‭ ‬لها،‭ ‬وطالب‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنشاء‭ ‬ممرات‭ ‬إنسانية،‭ ‬ووجّه‭ ‬نقدا‭ ‬قويا‭ ‬إلى‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬متهمًا‭ ‬إياها‭ ‬بأنه‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬جيد،‭ ‬تميزت‭ ‬هي‭ ‬بنفاق‭ ‬شديد‭ ‬وبغياب‭ ‬الحس‭ ‬الإنساني،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬موقفها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ورفضها‭ ‬المطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬النار‭.‬

وبشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬أقوال‭ ‬وأفعال‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬انحيازهم‭ ‬الصارخ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فادّعاء‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ (‬طريق‭ ‬للسلام‭ ‬الدائم‭)‬؛‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬تصاعد‭ ‬العنف‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬بأكملها،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬اعترف‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬بحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬من‭ ‬المقرّر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ (‬حربًا‭ ‬طويلة‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬صوّرها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬حالة‭ ‬اختبار‭ ‬للحضارة‭ ‬ضد‭ ‬الهمجية،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬بلينكن‮»‬،‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬إن‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬مدني،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬فلسطينية،‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬متساوية،‭ ‬لكن‭ ‬دعم‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالمساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬يُثبت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الادّعاء‭ ‬هو‭ ‬كلام‭ ‬غير‭ ‬جدّي‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬القيادة‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وإخفاقها‭ ‬في‭ ‬التعامل مع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬سؤال‭ ‬كيف‭ ‬ستنتهي‭ ‬دائرة‭ ‬الدماء،‭ ‬تضاءلت‭ ‬الثقة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬معه‭ (‬مُنعدمة‭).‬

وهنا‭ ‬أختم‭ ‬بمقال‭ ‬للكاتب‭ ‬جدعون‭ ‬ليفي‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هاآرتس‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬26‭/‬10‭/‬2023؛‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإسرائيليين‭ ‬يسألون‭: ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬نريد‭ ‬العيش‭ ‬بعد‭ ‬20‭ ‬أو‭ ‬30‭ ‬سنة؟‭ ‬هل‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬فتحوّلها‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬إجرامًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وسيؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عنف‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬واستمرار‭ ‬النزاع‭ ‬فيها‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مواجهات‭ ‬عنيفة‭ ‬بين‭ ‬اليهود‭ ‬والعرب؟‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬تطبّق‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتُقيم‭ ‬علاقات‭ ‬متشعبة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؟‭ ‬ففي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬سنتوصل‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬هكذا،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الآن؟‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا