قد يبدو الموضوع غريبا ومثيرا للتساؤل عن وجود علاقة من الأساس بين الرياضة والقطاع العقاري. ولكن الواقع اثبت أن ثمة علاقة متنامية بين القطاعين خاصة في السنوات القليلة الماضية.
فمن جانب، باتت المناطق المحيطة بالأندية الرياضية العالمية مطمعا للمستثمرين العقاريين، حيث تمثل بيئة خصبة للاستثمارات والمشاريع العقارية.
ومن جانب آخر، أن الأندية الكبيرة التفتت الى أهمية القطاع العقاري في المشاريع ذات الجدوى والعائد المجدي، وبالتالي أدخلت العقارات ضمن استثماراتها التجارية، وتنوعت استثماراتها في هذا القطاع بين الفنادق والمجمعات التجارية والأندية الصحية بل وحتى المؤسسات المصرفية.
العلاقة بين الرياضة والقطاع العقاري لم تقتصر على هذا الجانب، بل تعدت الامر بكثير، وهو وجود علاقة مباشرة بين الاستثمارات الخليجية في الأندية الرياضية العالمية وبين تزايد نشاط الحركة في القطاع العقاري في الدول والمناطق التي تقع بها تلك الأندية.
فحسب تقرير بثتنه (سي إن إن) «لم يقتصر شراء بعض الدول الخليجية لأندية رياضية أوروبية مقتصرا على الاستثمار الرياضي فقط، بل كان الهدف أبعد من ذلك، فثمة علاقة وثيقة بين كل من الاستثمار الرياضي ونظيره العقاري في المدن الأوروبية الكبرى مقر بعض الأندية التي استثمر فيها العرب».
وساق التقرير أمثلة على ذلك منها شراء مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار عام 2008 النادي الإنجليزي مانشستر سيتي بقيمة 385 مليون دولار. وبدأت بعدها استثمارات عقارية خليجية ضخمة في مدينة مانشستر، حيث لفتت المدينة أنظار المستثمرين، وبدأت الشركات عرض خطط تنفيذية على مجلس مدينة مانشستر للاستثمار. وكانت النتيجة أن سجل النادي في 2022 أعلى إيرادات حول العالم بسبب الاستثمارات الضخمة التي ضختها المجموعة. وشهد وسط مانشستر تحولا حضريا بتمويل الدولة الخليجية.
ووفقاً لتقرير آفاق الاستثمار العقاري لعام 2023 لمؤسسة نايت فرنك، فقد تصدّر الشرق الأوسط النسبة الأكبر حول العالم في عدد الأثرياء العرب الذين يخططون للاستثمار بشكل مباشر بنسبة 25 في المئة أو غير مباشر بنسبة 10 في المئة في العقارات التجارية في عام 2022، علما بأن الحد الأدنى لاستثمارات العرب في العقارات يبدأ من اثنين إلى ثلاثة ملايين دولار أميركي وتصل إلى 200 مليون دولار أميركي، ولكن الأغلب يستثمر بين 20 و50 مليون دولار، ومعظم المستثمرين من دولة الإمارات.
مثال اخر يسوقه تقرير (سي إن إن) وهو شراء شركة قطر للاستثمارات الرياضية لنادي باريس سان جيرمان عام 2012 بقيمة 131 مليون دولار، حتى أصبح جيرمان أغنى ناد فرنسي وأحد أغنى الأندية في العالم. وشهدت السنوات التالية لهذه الخطوة ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من نحو مليار يورو في عام 2011 إلى 4.4 مليارات يورو في 2020، وكان للاستثمار العقاري نصيب الأسد فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك