العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

هل يحكم الصهاينة العالم؟!

لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الخضوع‭ ‬العالمي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني؟‭.. ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نفسره؟

لا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬يخطر‭ ‬ببال‭ ‬الكثيرين‭ ‬اليوم‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬العالمي‭ ‬عن‭ ‬وقف‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬اكبر‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬وهم‭ ‬يتسابقون‭ ‬لتقديم‭ ‬فروض‭ ‬الطاعة‭ ‬والولاء‭ ‬للصهاينة‭ ‬ولإثبات‭ ‬تأييدهم‭ ‬التام‭ ‬لما‭ ‬يرتكبونه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭.‬

الذي‭ ‬نتابعه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬امر‭ ‬مذهل‭ ‬فعلا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يخطر‭ ‬ببالنا‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يخطر‭ ‬ببالنا‭ ‬ان‭ ‬تصل‭ ‬الوحشية‭ ‬والهمجية‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالموقف‭ ‬من‭ ‬الصهاينة‭ ‬ومن‭ ‬العرب‭ ‬بالمقابل‭.‬

‭.. ‬كل‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬محموم‭ ‬لتأكيد‭ ‬وضع‭ ‬امكانياتهم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

‭.. ‬كل‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬لتأكيد‭ ‬رفضهم‭ ‬المطلق‭ ‬لوقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬أي‭ ‬تأييدهم‭ ‬لكل‭ ‬المجازر‭ ‬وكل‭ ‬صور‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬امام‭ ‬اعين‭ ‬العالم‭.‬

الاعلام‭ ‬الغربي‭ ‬كله‭ ‬اصبح‭ ‬مجندا‭ ‬بكامل‭ ‬قواه‭ ‬لخدمة‭ ‬الصهاينة‭ ‬وتبرير‭ ‬جرائمهم‭.‬

أي‭ ‬كاتب‭ ‬او‭ ‬صحفي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مجرد‭ ‬تعاطف‭ ‬عام‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬او‭ ‬يوجه‭ ‬ولو‭ ‬مجرد‭ ‬انتقاد‭ ‬عابر‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يتم‭ ‬التنكيل‭ ‬به‭.. ‬فصله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتشهير‭ ‬به‭.‬

الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمجرد‭ ‬انه‭ ‬قال‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬وان‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يخضع‭ ‬لاحتلال‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬شن‭ ‬الصهاينة‭ ‬حملة‭ ‬شعواء‭ ‬عليه‭ ‬وطالبوه‭ ‬بالاستقالة‭. ‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬شهيد‭ ‬فلسطيني‭ ‬نصفهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬ينطق‭ ‬او‭ ‬يحتج‭.‬

العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬يدمر‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس،‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬ينطق‭ ‬بكلمة‭.‬

العدو‭ ‬يقول‭ ‬علنا‭ ‬انه‭ ‬يخطط‭ ‬لقتل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ويعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬مبررا‭ ‬وضروريا،‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬يحتج‭. ‬

وزير‭ ‬صهيوني‭ ‬يهدد‭ ‬بإلقاء‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬يسأل‭ ‬حتى‭ ‬كيف‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬او‭ ‬يقول‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬محاكمة‭ ‬هذا‭ ‬الإرهابي‭ ‬القاتل‭ ‬المجرم‭.‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬يتذكر‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ولا‭ ‬الانساني‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬قيمة‭ ‬إنسانية‭.‬

الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتخذ‭ ‬قرارا‭ ‬يطالب‭ ‬بالوقف‭ ‬الفوري‭ ‬للعدوان،‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬يستطيع‭ ‬تنفيذه‭. ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬مسؤولو‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬هو‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬القلق‭ ‬والأسى‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬يسقطون‭ ‬ضحايا‭ ‬العدوان‭.‬

ما‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يجري؟

كأن‭ ‬الصهاينة‭ ‬يحكمون‭ ‬قبضتهم‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ويملون‭ ‬ارادتهم‭ ‬عليه‭.‬

كأن‭ ‬الصهاينة‭ ‬يرعبون‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ويفرضون‭ ‬سطوتهم‭ ‬عليه‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الشاذ‭ ‬وهذه‭ ‬السطوة‭ ‬الصهيونية؟

ثلاثة‭ ‬جوانب‭ ‬أساسية‭ ‬يمكن‭ ‬اثارتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭:‬

أولا‭: ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النظريات‭ ‬المنتشرة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬سرية‭ ‬صهيونية‭ ‬غربية‭ ‬تحكم‭ ‬العالم،‭ ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬ان‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬الصهيونية‭ ‬الموجودة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تلعب‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الغرب‭.‬

معروف‭ ‬ان‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬الصهيونية‭ ‬هذه‭ ‬المتغلغلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تمارس‭ ‬كل‭ ‬صنوف‭ ‬الضغط‭ ‬والابتزاز‭ ‬والترهيب‭ ‬ضد‭ ‬الساسة‭ ‬والإعلاميين‭ ‬واي‭ ‬قوة‭ ‬او‭ ‬جماعة‭ ‬ولا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬اقذر‭ ‬الأساليب‭. ‬المؤكد‭ ‬ان‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يتسابقون‭ ‬اليوم‭ ‬لتأييد‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬لغزة‭ ‬خاضعون‭ ‬للوبي‭ ‬الصهيوني‭.‬

ثانيا‭: ‬انه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬القضية‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬قضية‭ ‬خضوع‭ ‬للإرادة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬لكنها‭ ‬أيضا‭ ‬قضية‭ ‬لقاء‭ ‬مصالح‭ ‬واستراتيجيات‭.‬

الأمر‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬هو‭ ‬بالأساس‭ ‬مشروع‭ ‬غربي‭ ‬لتمزيق‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬واخضاعها‭. ‬والغرب‭ ‬لديه‭ ‬مخططاته‭ ‬المعروفة‭ ‬لإبقاء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عاجزة‭ ‬ضعيفة‭ ‬وتدميرها‭ ‬وتخريبها‭. ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬تنفيذا‭ ‬لهذه‭ ‬المخططات‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬غزو‭ ‬واحتلال‭ ‬العراق‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬الغرب‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬عند‭ ‬هدف‭ ‬الإبادة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأبعاده‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬نتابع‭.‬

ثالثا‭: ‬يبقى‭ ‬ان‭ ‬العامل‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ضعفنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬وعجزنا‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬انفسنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والغرب‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬السطوة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يمتلك‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬والامكانيات‭ ‬الجماعية‭ ‬ما‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬ردع‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬ووقف‭ ‬استباحته‭ ‬للأراضي‭ ‬والمقدرات‭ ‬العربية‭.‬

هذا‭ ‬بالطبع‭ ‬اذا‭ ‬امتلكت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الإرادة‭ ‬ووحدت‭ ‬قواها‭ ‬وقدراتها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا