العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

عبد الرحمن البنفلاح و47 عامًا في خدمة الفكر الإسلامي

عبدالرحمن علي البنفلاح.

بقلم : د. أحمد علي سليمان *

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

‭*‬ثمانون‭ ‬عامًا‭ ‬بلغها‭ ‬هذا‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير،‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ -‬أمدَّ‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره‭- ‬سادها‭ ‬الأمل‭ ‬والعمل‭ ‬والفكر‭ ‬والإبداع،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬حياة‭ ‬هذا‭ ‬الفارس‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أرض‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬برحلة‭ ‬جهاد‭ ‬علمي‭ ‬وفكري،‭ ‬والانكباب‭ ‬على‭ ‬الكتب‭ ‬ومصادر‭ ‬المعرفة‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة؛‭ ‬لينتقل‭ ‬من‭ ‬رتبة‭ ‬المتعلم،‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬المثقف‭ ‬والكاتب‭ ‬الذي‭ ‬سَنَّ‭ ‬قلمه‭ ‬لتبيان‭ ‬الحق،‭ ‬بخطاب‭ ‬هادي‭ ‬وهادئ،‭ ‬يُسهم‭ ‬مع‭ ‬غيره‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التواصل‭ ‬والمحبة‭ ‬والوئام،‭ ‬ويقضي‭ ‬على‭ ‬خطاب‭ ‬التقاطع،‭ ‬ويؤلف‭ ‬بين‭ ‬القلوب‭ ‬ويدعم‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬المكونة‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المسلمة‭... ‬

تلمَّس‭ ‬قلمه‭ ‬مشكلات‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬وكأنه‭ ‬بتحليله‭ ‬الدقيق‭ ‬جزء‭ ‬منها؛‭ ‬ليسهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الحلول‭ ‬الإسلامية‭ ‬الناجعة‭ ‬لها،‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أرض‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬ولم‭ ‬يغفل‭ ‬عن‭ ‬مشكلة‭ ‬المسلمين‭ ‬الكبرى‭ (‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬وفلسطين‭ ‬الأبية‭) ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬محط‭ ‬اهتمامه‭ ‬وحاضرة‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬بحثه‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬كما‭ ‬سنشير‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.. ‬

ولقد‭ ‬وهب‭ ‬الله‭ ‬هذا‭ ‬الكاتب‭ ‬قلبًا‭ ‬بشوشًا،‭ ‬وصوتًا‭ ‬بشوشًا،‭ ‬ووجهًا‭ ‬بشوشًا،‭ ‬وحياةً‭ ‬تغمرها‭ ‬البشاشة‭.‬

والمدقق‭ ‬في‭ ‬كتاباته‭ ‬ومعاملاته‭ ‬يلحظ‭ ‬الحس‭ ‬الإسلامي‭ ‬المستنير،‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬وترسخ‭ ‬القيم‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬من‭ ‬حيث‭: ‬النشأة‭ ‬السوية،‭ ‬والتربية‭ ‬القويمة،‭ ‬والأخلاق‭ ‬النبيلة،‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬الشخصية‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬تغلغلت‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬وكينونته؛‭ ‬فكان‭ ‬أنموذجًا‭ ‬بحرينيًّا‭ ‬يعتز‭ ‬به‭ ‬أصدقاؤه‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭..‬

عرَّفني‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكاتب‭ ‬المبجل،‭ ‬فضيلة‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭/ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬السايح‭ ‬الأستاذ‭ ‬بجامعة‭ ‬الأزهر‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬تقريبا،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬توطدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بيننا،‭ ‬واستمرت‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬مستمر‭ ‬وتنامٍ‭ ‬مستدام،‭ ‬واستثمرتْ‭ ‬لمناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستكتاب‭ ‬المباشر،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬كل‭ ‬خير؛‭ ‬سماحة‭ ‬في‭ ‬التعامل،‭ ‬تواضع‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬رقة‭ ‬في‭ ‬النصح‭ ‬والإرشاد‭ ‬والتوجيه،‭ ‬دقة‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬بذل‭ ‬الحقوق‭.‬

ولا‭ ‬ريب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬البنفلاح‭ ‬تكمن‭ ‬في‭: (‬الإبداع،‭ ‬والإمتاع،‭ ‬والإمعان‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬الصفحات‭ ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬بصورة‭ ‬لائقة‭ ‬شكلا‭ ‬ومضامين‭)‬،‭ ‬ولقد‭ ‬كانت‭ ‬توجيهاته‭ ‬لي‭ ‬دائمًا‭ ‬عندما‭ ‬أجنح‭ ‬إلى‭ ‬الكتابة‭ ‬البلاغية‭ ‬الرصينة‭ ‬ذات‭ ‬الكلمات‭ ‬التراثية‭ ‬القديمة‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬يستعصي‭ ‬فهمها‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬فكان‭ ‬يقول‭ ‬لي‭: ‬‮«‬خفف‭ ‬يا‭ ‬دكتور‭ ‬أحمد،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نؤلف‭ ‬القلوب‭... ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‮»‬‭. ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬هدفي‭ ‬إحياء‭ ‬اللغة‭ ‬لدى‭ ‬قطاع‭ ‬من‭ ‬المتابعين،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هدفه‭ ‬كان‭ ‬أكبر‭ ‬وأعمق‭ ‬وأشمل،‭ ‬وهو‭ ‬بعث‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬المستنير‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭.‬

لقد‭ ‬أسهم‭ ‬الملحق‭ ‬الإسلامي‭ -‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ -‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬الغراء‭ ‬في‭ ‬تثقيف‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بالفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬الوسطي‭ ‬والمستنير‭ ‬النابع‭ ‬من‭ ‬مِشْكَاة‭ ‬القرآن‭ ‬العظيم،‭ ‬ومن‭ ‬ينابيع‭ ‬النبوة‭.‬

لقد‭ ‬أسهم‭ ‬الكاتب‭ ‬الأستاذ‭/ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬علي‭ ‬البنفلاح‭ ‬رئيس‭ ‬القسم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بصحيفة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ (‬أكبر‭ ‬وأهم‭ ‬الصحف‭ ‬البحرينية‭)‬،‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الكُتَّاب‭ ‬الواعدين‭ ‬الذين‭ ‬يواصلون‭ ‬المسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬الغراء‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬المديد؛‭ ‬لتسهم‭ ‬بملحقها‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الاستنارة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬الديني‭.‬

وإذا‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬منتوجه‭ ‬العلمي‭ ‬ومخرجاته‭ ‬الفكرية‭ ‬فإننا‭ ‬سنلحظ‭ ‬ثراء‭ ‬في‭ ‬الطرح،‭ ‬وعمقا‭ ‬في‭ ‬التناول،‭ ‬وسلاسة‭ ‬في‭ ‬المنطق،‭ ‬وسلامة‭ ‬في‭ ‬العبارة،‭ ‬وتنوعا‭ ‬وشمولية‭ ‬في‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تنوعت‭ ‬واستمرت‭ ‬عبر‭ ‬سبعة‭ ‬وأربعين‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الصفحة‭ ‬الاسلامية‭ ‬بصحيفة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج،‭ ‬سخرها‭ ‬لبيان‭ ‬ونشر‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بأسلوب‭ ‬ميسر؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬شتى‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬يخاطبها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬البحريني‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ونلحظ‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬مهموما‭ ‬بهموم‭ ‬أمته‭ ‬ووطنه،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬قلم‭ ‬وصاحب‭ ‬رسالة،‭ ‬فقد‭ ‬ركز‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬على‭ ‬تبيان‭: ‬تجليات‭ ‬البيان‭ ‬الإلهي،‭ ‬وعلى‭ ‬إبراز‭ ‬معالم‭ ‬الرحمة‭ ‬المبثوثة‭ ‬في‭ ‬مناحي‭ ‬الشريعة‭ ‬وفي‭ ‬روحها،‭ ‬فكتب‭ ‬عن‭: ‬الإسلام‭ ‬دين‭ ‬الرحمة‭ ‬والمرحمة،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الرفق‭ ‬خيار‭ ‬الأمة‭ ‬إلى‭ ‬المثالية‭ ‬والتميز،‭ ‬وعن‭ ‬القوة‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬وقوته‭ ‬الرافعة،‭ ‬وميراث‭ ‬الله،‭ ‬خطاب‭ ‬التكليف،‭ ‬المرحلة‭ ‬المكية‭ ‬تربية‭ ‬وتعليم‭.‬

وشخّص‭ ‬أمراض‭ ‬المسلمين‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬يبدأ‭ ‬بالمعركة‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬أولا‭ ‬لتخليصها‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الوهن‭ ‬والضعف‭ ‬والاستكانة‭ ‬والتخلف،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬المراجعة،‭ ‬وترقية‭ ‬الوجدان،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬النبوغ‭ ‬ليس‭ ‬حكرًا‭ ‬عليهم‭ ‬وحدهم،‭ ‬وأن‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المسلم‭ ‬يأتي‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وأنواعها‭ ‬وضرورة‭ ‬تفعيلها‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المسلمين‭...‬

وشرح‭ ‬معالم‭ ‬قوة‭ ‬الإسلام‭ ‬بأنها‭ ‬قوة‭ ‬بغير‭ ‬عنف‭ ‬ولين‭ ‬بغير‭ ‬ضعف،‭ ‬وحذر‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬والقنوط‭ ‬وهو‭ ‬قرين‭ ‬الكفر،‭ ‬كما‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬الغلو‭ ‬في‭ ‬الدين،‭ ‬فقد‭ ‬هلك‭ ‬المُتَنَطِّعون،‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وسطية‭ ‬الإسلام‭ ‬ومجابهة‭ ‬المتشددين‭...‬

وأولى‭ ‬قضية‭ ‬القيم‭ ‬عناية‭ ‬خاصة؛‭ ‬فركز‭ ‬على‭ ‬عطاء‭ ‬القيم‭ ‬ومردوده‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬بل‭ ‬والإنسانية،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬انتصار‭ ‬القيم‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متغير،‭ ‬والضمانة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لسلامة‭ ‬الحياة‭.‬

وتناول‭ ‬قضية‭ ‬الحريات‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬بالشرح‭ ‬والتحليل،‭ ‬فكتب‭ ‬عن‭: ‬حرية‭ ‬الاعتقاد،‭ ‬وحرية‭ ‬التفكير،‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتحريم‭ ‬الظلم‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل،‭ ‬وقيام‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬دعائم‭ ‬الشورى،‭ ‬والعدل‭ ‬باعتباره‭ ‬أساس‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭.‬

وقد‭ ‬تعايش‭ ‬واتسق‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬وطنه‭ ‬وأمته،‭ ‬ولم‭ ‬يغفل،‭ ‬عما‭ ‬يُحاك‭ ‬للأمة‭ ‬بليل‭ ‬أو‭ ‬نهار،‭ ‬فسلط‭ ‬قلمه‭ ‬للتصدي‭ ‬للغزو‭ ‬الفكري،‭ ‬وكشف‭ ‬مخططات‭ ‬وكلاء‭ ‬الاختراق‭ ‬الثقافي،‭ ‬وكتب‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬العلمانيون؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يخافون‭ ‬الإسلام؟،‭ ‬وغزو‭ ‬فكري‭ ‬اسمه‭ ‬الحداثة،‭ ‬ومحنة‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متحضر،‭ ‬السابحون‭ ‬ضد‭ ‬التيار‭.‬

وتحدث‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والرأسمالية‭ ‬والشيوعية،‭ ‬وبيَّن‭ ‬كيف‭ ‬تميزت‭ ‬في‭ ‬ظلال‭ ‬الإسلام‭ ‬العظيم‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬المسلمين‭ ‬الأولى‭ (‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭)‬،‭ ‬فيكاد‭ ‬قلمه‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬عنها،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬عاصر‭ ‬قضيتها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فتكاد‭ ‬كتاباته‭ ‬عنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تأريخًا‭ ‬لها‭.‬

ولم‭ ‬يغفل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وفلسفتها‭ ‬مبرزا‭ ‬صفحات‭ ‬مشرقة‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ومبينا‭ ‬بعض‭ ‬فضائل‭ ‬الإسلام،‭ ‬وكيف‭ ‬يرتقي‭ ‬الإسلام‭ ‬بالإنسان؟‭ ‬والعلم‭ ‬حياة‭ ‬الإسلام،‭ ‬والإسلام‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬مراعاة‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهيبة‭ ‬الإسلام،‭ ‬والإسلام‭ ‬دين‭ ‬تدبير‭ ‬لا‭ ‬تبرير‭... ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المقام‭ ‬لسردها،‭ ‬والتي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬عقلية‭ ‬كبيرة،‭ ‬عاشت‭ ‬وتعايشت‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬أمتنا،‭ ‬وسعت‭ ‬بجهدها‭ ‬الفكري‭ ‬في‭ ‬تبيان‭ ‬الحقائق‭ ‬للناس‭.‬

وختاما‭ ‬نقول‭ ‬لكم‭: ‬أيها‭ ‬الكاتب‭ ‬النبيل‭ ‬إن‭ ‬مكانكم‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬ندعو‭ ‬لكم‭ ‬بالصحة‭ ‬والبركة‭ ‬والعمر‭ ‬المديد،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬رجل‭ ‬إلى‭ ‬النبي‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭) ‬وقال‭: ‬‮«‬يا‭ ‬رسولَ‭ ‬اللهِ،‭ ‬أيُّ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬خيرٌ؟‮»‬‭ ‬قالَ‭: (‬مَن‭ ‬طالَ‭ ‬عمرُهُ،‭ ‬وحَسنَ‭ ‬عملُهُ‭) (‬أخرجه‭ ‬الترمذي‭)‬،‭ ‬وإننا‭ ‬لفي‭ ‬شوق‭ ‬لما‭ ‬جادت‭ ‬به‭ ‬وتجود‭ ‬قريحة‭ ‬الكاتب‭ ‬الفاضل‭ ‬الأستاذ‭/ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬البنفلاح،‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬نافع‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬كتب‭ ‬بانية‭ ‬للفكر‭ ‬والسلوك‭ ‬والوعي‭ ‬والوجدان،‭ ‬تظل‭ ‬منهلا‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

* عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا