العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

شبح التجارب النووية يعود من جديد

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الاثنين ١٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

حوادث‭ ‬رأيناها،‭ ‬وتصريحات‭ ‬قرأناها‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬وكلها‭ ‬أيقظت‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬نحو‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬العصيبة‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬وأحْيت‭ ‬لدينا‭ ‬كابوس‭ ‬التجارب‭ ‬النووية‭ ‬العقيمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُجريها‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والجو‭ ‬وتحت‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬المحيطات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذرية‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يتسابقون‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬سبق‭ ‬تطويرها‭ ‬وإنتاجها‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وأشكالها‭ ‬وشدة‭ ‬وقوة‭ ‬تدميرها،‭ ‬والفوز‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬القُدرة‭ ‬على‭ ‬التدمير‭ ‬الشامل‭ ‬النوعي‭ ‬والكمي‭ ‬لأكبر‭ ‬مساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬وقتل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البشر‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬ما‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬وزير‭ ‬التراث‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬‮«‬عميحاي‭ ‬إلياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬إذاعية‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬استخدام‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وهذا‭ ‬التصريح‭ ‬المخيف‭ ‬يؤكد‭ ‬تعطش‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الهمجي‭ ‬والبربري‭ ‬للقتل‭ ‬الشامل‭ ‬للأبرياء‭ ‬والمدنيين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يُقدم‭ ‬الدليل‭ ‬الدامغ‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬لأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الذرية،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بها‭ ‬رسميًّا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

كذلك‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬المؤسفة‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬الخطيرة‭ ‬جداً‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تهدد‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وتحيي‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬مخاطر‭ ‬الماضي‭ ‬الأليم،‭ ‬وحقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬والتي‭ ‬جعلت‭ ‬العالم‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬فوهة‭ ‬بركان‭ ‬عظيم‭ ‬كاد‭ ‬أن‭ ‬ينفجر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭. ‬فهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تُعيد‭ ‬العالم‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستين‭ ‬عاماً،‭ ‬وتفجر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬السباق‭ ‬النووي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تفجيرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذرية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬قنبلة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التدمير‭ ‬المطلق‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭.‬

فالرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬لانسحاب‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬‮«‬الحظر‭ ‬الشامل‭ ‬للتجارب‭ ‬النووية‮»‬‭ (‬Comprehensive‭ ‬Nuclear‭-‬Test‭-‬Ban‭ ‬Treaty‭)‬،‭ ‬مما‭ ‬يُبطل‭ ‬ويلغي‭ ‬العمل‭ ‬بوقف‭ ‬التجارب‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬روسيا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬أمرها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التجارب‭ ‬النووية،‭ ‬وهي‭ ‬طليقة‭ ‬وحرة‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬تشاء،‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬قيود،‭ ‬أو‭ ‬ضوابط،‭ ‬أو‭ ‬إحراجات‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وآخرها‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬من‭ ‬غواصة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬صاروخ‭ ‬عابر‭ ‬للقارات،‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬6‭ ‬رؤوس‭ ‬نووية،‭ ‬أي‭ ‬سحق‭ ‬وتدمير‭ ‬ستة‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬ثانية‭ ‬واحدة‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬فإن‭ ‬روسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وقعتا‭ ‬المعاهدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬كما‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ولم‭ ‬تصادق‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬دولاً‭ ‬تمتلك‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬ولم‭ ‬توقع‭ ‬أيضاً‭ ‬عليها‭ ‬مثل‭ ‬الصين،‭ ‬والهند،‭ ‬وباكستان،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ولذلك‭ ‬فالمعاهدة‭ ‬تحولت‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬حبرٍ‭ ‬على‭ ‬ورق،‭ ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬أبدا‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬التنفيذ‭.‬

كما‭ ‬وقع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الروسي‭ ‬ميخائيل‭ ‬ميشستن‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬قراراً‭ ‬بسحب‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬المعاهدة‭ ‬مع‭ ‬اليابان‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬توقيعها‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬1993،‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بخفض‭ ‬واحتواء‭ ‬المخزون‭ ‬النووي،‭ ‬أي‭ ‬إلغاء‭ ‬المعاهدة‭ ‬وانتهاء‭ ‬العمل‭ ‬بها،‭ ‬والرجوع‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وتطويرها‭ ‬وتخزينها‭.‬

ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬والممارسات‭ ‬والتصريحات‭ ‬تؤذن‭ ‬بالبدء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الدولية‭ ‬الباردة،‭ ‬واحتدام‭ ‬السباق‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬ولكن‭ ‬الفرق‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬أو‭ ‬قطبين‭ ‬فقط،‭ ‬وأما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬دخلت‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬كقطب‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستهانة‭ ‬بقوتها‭ ‬أو‭ ‬تجاهلها،‭ ‬ثم‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬أيضاً،‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬السباق‭ ‬القاتل‭ ‬يشترك‭ ‬فيه‭ ‬أربع‭ ‬دول‭. ‬

أما‭ ‬الصين‭ ‬فقد‭ ‬دخلت‭ ‬حديثاً‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬التسلح‭ ‬النووي‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬قوى‭ ‬عظمى‭ ‬بامتلاكها‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬قنابل‭ ‬ذرية‭ ‬تُلقى‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬فتنزل‭ ‬بقوة‭ ‬الجاذبية‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬الهدف،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬قنبلتي‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي‭ ‬التقليدية‭ ‬القديمة،‭ ‬أو‭ ‬الرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تُحمل‭ ‬على‭ ‬صواريخ‭ ‬باليستية‭ ‬عابرة‭ ‬للقارات،‭ ‬وتكون‭ ‬عادة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬رؤوس،‭ ‬أي‭ ‬يمكن‭ ‬إلقاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬وإصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬وأخيراً‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬يُطلق‭ ‬من‭ ‬الغواصات‭. ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للبنتاجون‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التطورات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬توجهات‭ ‬وبرامج‭ ‬الصين‭ ‬النووية‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬زيادة‭ ‬ميزانية‭ ‬الدفاع‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬1%،‭ ‬وامتلاكها‭ ‬حالياً‭ ‬قرابة‭ ‬500‭ ‬رأسٍ‭ ‬نووي،‭ ‬وسيرتفع‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬زهاء‭ ‬1500‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035‭. ‬

وهذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القطب‭ ‬الرابع،‭ ‬وهو‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬التي‭ ‬تستعد‭ ‬للحرب‭ ‬بزيادة‭ ‬مخزونها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬والذي‭ ‬يقدر‭ ‬حالياً‭ ‬بنحو‭ ‬35‭ ‬إلى‭ ‬63‭ ‬رأساً‭ ‬نووياً،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬العلوم‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تُجري‭ ‬تجارب‭ ‬مستمرة‭ ‬للصواريخ‭ ‬عابرة‭ ‬القارات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬رؤوس‭ ‬نووية‭ ‬عدة،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬الكونجرس‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الموقف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬والصادر‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬والذي‭ ‬خَلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭: ‬‮«‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬تعمل‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬وتنويع‭ ‬قوتها‭ ‬النووية،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تهديدها‭ ‬لأمريكا‭ ‬وحلفائها‮»‬‭.  ‬أما‭ ‬الرأس‭ ‬النووي‭ ‬الأكبر‭ ‬فهو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬حالياً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5244‭ ‬رأساً‭ ‬نووياً،‭ ‬حسب‭ ‬التقارير‭ ‬الدورية‭ ‬التي‭ ‬ينشرها‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬إستكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‮»‬‭. ‬وتعمل‭ ‬أمريكا‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬الأسلحة‭ ‬القديمة،‭ ‬وتطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬جديدة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬تطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬نوعٍ‭ ‬حديث‭ ‬من‭ ‬قنبلة‭ ‬بي‭ ‬61‭(‬B61‭) ‬وهي‭ ‬‮«‬قنابل‭ ‬الجاذبية‭ ‬التكتيكية‮»‬،‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ (‬B61-13‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬النوع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬قنابل‭ ‬تُنتج‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات‭ ‬عند‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وقوتها‭ ‬360‭ ‬كيلوطن،‭ ‬أي‭ ‬أشد‭ ‬من‭ ‬قنبلة‭ ‬هيروشيما‭ (‬15‭ ‬كيلوطن‭) ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬مرة،‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬ثانية‭ ‬واحدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬موت‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭ ‬من‭ ‬الحروق‭ ‬وعند‭ ‬التعرض‭ ‬للإشعاعات‭ ‬القاتلة‭ ‬والمسرطنة‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬القنبلة‭ ‬‮«‬الغول‮»‬‭ (‬B83‭_‬1‭) ‬التي‭ ‬قوتها‭ ‬1‭.‬2‭ ‬ميجاطن،‭ ‬وهي‭ ‬أقوى‭ ‬قنبلة‭ ‬صنعها‭ ‬الإنسان‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فإن‭ ‬أمريكا‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أوباما‭ ‬بإنتاج‭ ‬قنابل‭ ‬نووية‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ (‬B61‭_‬12‭) ‬وقوتها‭ ‬50‭ ‬كيلوطن،‭ ‬وهي‭ ‬موجهة‭ ‬ودقيقة‭ ‬جداً‭ ‬ويمكن‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬وحملها‭ ‬على‭ ‬صواريخ،‭ ‬حسب‭ ‬التقرير‭ ‬المنشور‭ ‬من‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬علماء‭ ‬أمريكا‮»‬‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تُقرر‭ ‬إنتاج‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬جديدة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬القديمة‮»‬‭. ‬فمع‭ ‬سباق‭ ‬تطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والنووية،‭ ‬فإن‭ ‬تجارب‭ ‬الانفجارات‭ ‬النووية‭ ‬ستستمر‭ ‬وبوتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬وأشد‭ ‬حتى‭ ‬تُعلن‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬انتصارها‭ ‬وفوزها‭ ‬في‭ ‬السباق‭. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الزحف‭ ‬نحو‭ ‬التفوق‭ ‬العسكري‭ ‬النووي‭ ‬النوعي‭ ‬والكمي‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬كثيرة،‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬يستعد‭ ‬لدخول‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬العالمي‭!.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا