العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل سيفتح مؤتمر التغير المناخي القادم الباب لإنجازات طال انتظارها؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

بعد‭ ‬مضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬الأممي،‭ ‬مازال‭ ‬العالم‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الخروج‭ ‬منها،‭ ‬ولا‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬القرارات‭ ‬الحاسمة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الدامغة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬بشكلٍ‭ ‬جماعي‭ ‬مشترك‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬وعلاج‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬الشائكة‭ ‬والمهددة‭ ‬لاستدامة‭ ‬عطاء‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وبقاء‭ ‬الحياة‭ ‬عليه،‭ ‬فتارة‭ ‬يتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬يتأخر‭ ‬مائة‭ ‬خطوة،‭ ‬بل‭ ‬ويرجع‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭. ‬

ففي‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬البرازيلية،‭ ‬وقعتْ‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬التوقيع‭ ‬والاجماع‭ ‬الدولي‭ ‬تمهيداً‭ ‬لعمل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتطوير‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬ملزمة‭ ‬تقوم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بوضع‭ ‬حدود‭ ‬وأهداف‭ ‬واضحة‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬المتهمة‭ ‬بحدوث‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬آلية،‭ ‬أو‭ ‬صندوق‭ ‬خاص‭ ‬بالمناخ‭ ‬يُمول‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬والغنية‭ ‬المسؤولة‭ ‬تاريخياً‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والفقيرة‭ ‬المتضررة‭ ‬والمنكوبة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬المناخية،‭ ‬ودعمها‭ ‬مالياً‭ ‬وتقنياً‭ ‬على‭ ‬التأقلم‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬كارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬ووقوع‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الفيضانات،‭ ‬والأعاصير،‭ ‬وحرائق‭ ‬الغابات،‭ ‬والجفاف‭ ‬والتصحر‭.‬

فقد‭ ‬جاء‭ ‬اجتماع‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬الأول،‭ ‬كوب‭ ‬1‭(‬COP‭ ‬1‭)‬‭ ‬لتطوير‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬والتفاوض‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬بألمانيا‭ ‬في‭ ‬1995،‭ ‬حيث‭ ‬توصلوا‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬كيوتو‭ ‬باليابان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬على‭ ‬بروتوكول‭ ‬‮«‬كيوتو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬أهدافاً‭ ‬وحدوداً‭ ‬للانبعاث‭ ‬للدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتطورة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬بحيث‭ ‬تُخفض‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الانبعاثات‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬الملوثة‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2012‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جامعاً‭ ‬وشاملاً،‭ ‬فقد‭ ‬استثنى‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬والتعهد‭ ‬بخفض‭ ‬الانبعاث‭. ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬النور‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬شمولية‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فلم‭ ‬تطبق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول،‭ ‬ولم‭ ‬تلتزم‭ ‬ببنوده،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬تاريخياً‭ ‬المتهمة‭ ‬برفع‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬والتي‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬النسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬ملوثات‭ ‬المناخ‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬تُصادق‭ ‬عليه،‭ ‬مما‭ ‬قل‭ ‬من‭ ‬قيمته‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الميداني‭ ‬والتشريعي،‭ ‬فاضطر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬معاهدة‭ ‬أخرى‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتكون‭ ‬ملزمة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الغنية‭ ‬والثرية‭ ‬لم‭ ‬تف‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تعهدت‭ ‬بها‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬المناخ‭ ‬الداعم‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ناقة‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬جمل‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭.‬

وبعد‭ ‬اجتماعات‭ ‬سنوية‭ ‬فاشلة‭ ‬استمرت‭ ‬18‭ ‬عاماً،‭ ‬توصلت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬ضعيفة‭ ‬طوعية‭ ‬وغير‭ ‬ملزمة‭ ‬لأحد،‭ ‬بحيث‭ ‬تقوم‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬حسب‭ ‬ظروفها،‭ ‬وإمكاناتها،‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬أهداف‭ ‬وحدود‭ ‬تُخفض‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬منها،‭ ‬وتقوم‭ ‬بوضع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬تتضمن‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬والحدود‭ ‬وكيفية‭ ‬بلوغها،‭ ‬وأُطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬المساهمات‭ ‬القومية‭ ‬المحددة‮»‬‭ (‬Nationally‭ ‬Determined‭ ‬Contributions,‭ ‬NDCs‭). ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬منع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬درجتين‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬حسب‭ ‬التقديرات‭ ‬العلمية‭ ‬ارتفعت‭ ‬قرابة‭ ‬1.1‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬8‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭.‬

ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬البسيطة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬كوكبنا‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬سخونتها‭ ‬أيضاً‭ ‬لم‭ ‬تنفذ‭ ‬ولم‭ ‬تر‭ ‬النور‭ ‬لسببين‭ ‬رئيسين‭. ‬أما‭ ‬الأول‭ ‬فإن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وبخاصة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أية‭ ‬خطط‭ ‬وطنية،‭ ‬ولم‭ ‬تخفض‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬انبعاثاتها،‭ ‬وثانياً‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التلوث‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬فقد‭ ‬انسحبت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التفاهمات‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ترامب،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬التفاهمات‭ ‬المعنية‭ ‬بعدم‭ ‬رفع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬ميدانياً،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬تقارير‭ ‬الهيئة‭ ‬شبه‭ ‬الحكومية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬قدَّرت‭ ‬بأن‭ ‬الأرض‭ ‬تسير‭ ‬نحو‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارتها‭ ‬قرابة‭ ‬3‭ ‬درجات‭ ‬مئوية‭ ‬فوق‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فشلت‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬المناخ‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬منذ‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬1992،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬مساهمة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الصندوق‭ ‬حسب‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭. ‬ولذلك‭ ‬تم‭ ‬إحياء‭ ‬موضوع‭ ‬الصندوق‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ (‬كوب‭ ‬27‭)  ‬الذي‭ ‬أَطلق‭ ‬موضوع‭ ‬الصندوق‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬جديد‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الخسائر‭ ‬والأضرار‮»‬‭ (‬Loss‭ ‬and‭ ‬Damage‭)‬،‭ ‬وشكَّل‭ ‬لجنة‭ ‬انتقالية‭ ‬لوضع‭ ‬تفاصيل‭ ‬الصندوق،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬ستستضيف‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق،‭ ‬وهل‭ ‬سيتم‭ ‬تعويض‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬المتضررة،‭ ‬وما‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ستستحق‭ ‬التعويض،‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬سيسهم‭ ‬وما‭ ‬النسبة،‭ ‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬منح‭ ‬أم‭ ‬قروض،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أية‭ ‬توصيات‭ ‬محددة‭ ‬بالإجماع،‭ ‬ولذلك‭ ‬سيتحول‭ ‬الموضوع‭ ‬برمته‭ ‬إلى‭ ‬اجتماع‭ ‬دبي،‭ ‬أو‭ ‬كوب‭ ‬28‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭.‬

ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تطورات‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬قرأتُ‭ ‬عنها‭ ‬مؤخراً‭ ‬حول‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ستسهم‭ ‬في‭ ‬الصندوق،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المفهوم‭ ‬السابق‭ ‬المستمر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬كان‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الثرية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ستتحمل‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬الصندوق،‭ ‬فهي‭ ‬مسؤولة‭ ‬أخلاقياً‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والنامية‭ ‬المتضررة‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تلعب‭ ‬هي‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬تاريخي‭ ‬في‭ ‬تلويث‭ ‬الأرض‭ ‬ورفع‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا‭ ‬ووقوع‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭.  ‬

فقد‭ ‬نَشرتْ‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبيرج‮»‬‭ ‬خبراً‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬سيطلب‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬مستضيفة‭ ‬الاجتماع‭ (‬24‭) ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لصندوق‭ ‬الأضرار‭ ‬والخسائر‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬الخبر‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انكشاف‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإسهام‭ ‬في‭ ‬الصندوق،‭ ‬وأن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ومعه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ينويان‭ ‬مطالبة‭ ‬الإمارات‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بتمويل‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق،‭ ‬وتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬المالي‭ ‬عليهم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬طلبهم‭ ‬بوجود‭ ‬مرونة‭ ‬لمساهماتهم‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬طوعية‭ ‬وغير‭ ‬إلزامية‭. ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬عاثت‭ ‬في‭ ‬بيئتنا‭ ‬فساداً‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬تُخطط‭ ‬الآن‭ ‬للتنصل‭ ‬من‭ ‬تعهداتها‭ ‬وواجباتها،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬إفسادها‭ ‬لبيئة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬والهروب‭ ‬من‭ ‬التزاماتها‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السابقة‭.‬

ولذلك‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الغربية‭ ‬ستنزل‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬ونفوذ‭ ‬لمطالبة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬حصة‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬المعنية‭ ‬كالصين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ونبذ‭ ‬المجاملة‭ ‬والملاطفة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترقُب‭ ‬فينا‭ ‬إلا‭ ‬ولا‭ ‬ذمة،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬عهد‭ ‬ولا‭ ‬التزام‭ ‬سوى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحها‭.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا