العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حتى لا تحدث نكبة جديدة في فلسطين

بقلم: رامي رشيد

الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تتضح‭ ‬الصورة‭ ‬الكلية‭ ‬للمخطط‭ ‬الإمبريالي‭ ‬الصهيوني‭ ‬الإجرامي‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كل‭ ‬دقيقة،‭ ‬ففي‭ ‬الذهن‭ ‬الاستعماري‭ ‬الإمبريالي‭ ‬الأمريكي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬التصفية‭ ‬هي‭ ‬المطروحة‭ ‬وليس‭ ‬التسوية،‭ ‬فتقود‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬عبر‭ ‬طواقم‭ ‬حربية‭ ‬أمريكية‭ ‬متخصصة‭.‬

في‭ ‬الاجتماع‭ ‬السباعي‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأردنية‭ ‬عمان‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬م‭ ‬،‭ ‬وحضره‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬وقطر‭ ‬وأمين‭ ‬سر‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬رفض‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬متذرعا‭ ‬بأنه‭ ‬سيخدم‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وسيقويها،‭ ‬مستبدلا‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬باقتراح‭ ‬هدن‭ ‬إنسانية‭ ‬متعددة‭ ‬ولساعات‭ ‬قليلة‭ ‬فقط‭ !‬

ان‭ ‬هدف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬الاستمرار‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬القابع‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬وهي‭ ‬مهندسة‭ ‬خطة‭ ‬القضم‭ ‬البري‭ ‬المتدرج‭ ‬والمتدحرج‭ ‬للأرض‭ ‬ولا‭ ‬بأس‭ ‬خلال‭ ‬الهدن‭ ‬الإنسانية‭ ‬القصيرة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭!‬

هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬البربرية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬وقتل‭ ‬وإبادة‭ ‬وتطهير‭ ‬عرقي‭ ‬بغطاء‭ ‬دولي‭ ‬غربي‭ ‬متكامل،‭ ‬تجاوزت‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المسلحة‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬برمتها،‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬والهوية‭ ‬والوجود‭!‬

فلسطينياً‭ ‬مازالت‭ ‬تشتعل‭ ‬معركة‭ ‬التمثيل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فأكدت‭ ‬وركزت‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عبر‭ ‬بيانها‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وهي‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬غطاء‭ ‬للمقاومة‭ ‬الباسلة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬البطل‭ ‬ولا‭ ‬دعت‭ ‬لآليات‭ ‬تحافظ‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بدعوة‭ ‬كل‭ ‬الحركات‭ ‬المقاومة‭ ‬لاجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬تليه‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬يتشكل‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للقاء‭ ‬الأخوة‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬للتباحث‭ ‬والتنسيق؟‭ ‬

واستكمالاً‭ ‬لمعركة‭ ‬التمثيل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬جانب‭ ‬الصواب‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬الأخ‭ ‬‮«‬إسماعيل‭ ‬هنية‮»‬‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬المتلفز‭ ‬يوم‭ ‬1‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري‭ ‬حين‭ ‬دعا‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الأطر‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأعلن‭ ‬أنه‭ ‬يقبل‭ ‬مسار‭ ‬التفاوض‭ ‬السياسي‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬إعلان‭ ‬يفهم‭ ‬منه‭ ‬انه‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬كبديل،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تعميق‭ ‬للهوة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وباقي‭ ‬مكونات‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭!‬

الراشح‭ ‬والمؤكد‭ ‬أن‭ ‬المخطط‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬خاص‭ ‬يجري‭ ‬تخليقه‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منفصل‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬ويجري‭ ‬الترتيب‭ ‬لليوم‭ ‬التالي‭ ‬حين‭ ‬تضع‭ ‬الحرب‭ ‬أوزارها،‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬قوات‭ ‬أمن‭ ‬دولية؟‭ ‬هل‭ ‬ستقتصر‭ ‬الإدارة‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة؟‭ ‬هل‭ ‬ستطالب‭ ‬إسرائيل‭ ‬بإخلاء‭ ‬يدها‭ ‬في‭ ‬التوغل‭ ‬عسكرياً‭ ‬متى‭ ‬شاءت‭ ‬في‭ ‬القطاع؟

هل‭ ‬ستحتل‭ ‬إسرائيل‭ ‬القطاع‭ ‬احتلالا‭ ‬شاملا‭ ‬نزولا‭ ‬عند‭ ‬رغبة‭ ‬المتطرفين؟‭ ‬وهذا‭ ‬ربما‭ ‬مستبعد،‭ ‬وهل‭ ‬ستحتل‭ ‬منطقة‭ ‬جغرافية‭ ‬مثل‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭ ‬حتى‭ ‬مدينة‭ ‬غزة؟‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬لم‭ ‬يتقرر‭ ‬بعد،‭ ‬وقد‭ ‬احتجزت‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬المقاصة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الجزء‭ ‬الخاص‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تأكيد‭ ‬للخطة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬فصل‭ ‬القطاع‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭!‬

في‭ ‬مشاركات‭ ‬دولية‭ ‬مقبلة‭ ‬هل‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬بوفد‭ ‬موحد‭ ‬ترأسه‭ ‬المنظمة‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وبه‭ ‬تمثيل‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬الفعل‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬حتى‭ ‬تجني‭ ‬السياسة‭ ‬حصاد‭ ‬المقاومة‭ ‬لصالح‭ ‬شعبنا‭.‬

علينا‭ ‬القتال‭ ‬نحن‭ ‬وإخواننا‭ ‬العرب‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بوقف‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬البربري‭ ‬الأمريكي‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الباسل‭ ‬فورا‭ ‬وسرعة‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬دواء‭ ‬وغذاء‭ ‬وماء‭ ‬وكهرباء‭ ‬ووقود‭ ‬والمطالبة‭ ‬بجلب‭ ‬بيوت‭ ‬جاهزة‭ ‬بها‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬المعقولة‭ ‬حتى‭ ‬نجنب‭ ‬شعبنا‭ ‬خطر‭ ‬التهجير‭ ‬والهجرة،‭ ‬لأن‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬ستأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬جدا،‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬السفارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬سترمي‭ ‬ثقلها‭ ‬لإغراء‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬شعبنا‭ ‬لترك‭ ‬القطاع‭ ‬إذا‭ ‬تعذرت‭ ‬الحياة‭!‬

وعلى‭ ‬إخواننا‭ ‬العرب‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬المتوافق‭ ‬عليها‭ ‬عربيا‭ ‬والمقبولة‭ ‬والمعترف‭ ‬بها‭ ‬عالميا،‭ ‬ومواجهة‭ ‬العالم‭ ‬المنحاز‭ ‬بوضعها‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬المشاريع‭ ‬التآمرية‭ ‬التصفوية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتي‭ ‬ستطل‭ ‬برأسها‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الأيام‭.‬

إن‭ ‬أبناء‭ ‬الجالية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يتقدمون‭ ‬بكل‭ ‬مشاعر‭ ‬الشكر‭ ‬وعظيم‭ ‬الامتنان‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ملكا‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا،‭ ‬ونشكر‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬الإغاثية‭ ‬المباركة‭ ‬ومجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬وغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬ومجالس‭ ‬البحرين‭ ‬الكريمة‭ ‬والجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬البحرينية‭ ‬والعائلات‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬وهذا‭ ‬الجيل‭ ‬البحريني‭ ‬الشاب‭ ‬الرائع‭ ‬من‭ ‬فتيات‭ ‬وفتية‭ ‬على‭ ‬أفكارهم‭ ‬الخلاقة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬شعبهم‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ونشكر‭ ‬صحيفتنا‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوقفة‭ ‬العروبية‭ ‬الشامخة‭ ‬نصرة‭ ‬للحق‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ونقول‭ ‬لكل‭ ‬البحرينيين‭ ‬النجباء‭ ‬‮«‬أنتم‭ ‬الأهل‭ ‬حين‭ ‬يعز‭ ‬الأهل‭ ‬وكنتم‭ ‬الوطن‭ ‬حين‭ ‬عز‭ ‬الوطن‮»‬‭.‬

عاشت‭ ‬فلسطين‭ ‬حرة‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر،‭ ‬المجد‭ ‬والخلود‭ ‬للجماجم‭ ‬الطرية‭ ‬والأجساد‭ ‬الغضة‭ ‬والأرواح‭ ‬الوثابة‭ ‬الجميلة،‭ ‬المجد‭ ‬للمقاومين‭ ‬صناع‭ ‬الحياة،‭ ‬المجد‭ ‬للشهداء‭ ‬الأبرار‭ ‬والشفاء‭ ‬للجرحى‭ ‬والحرية‭ ‬للأسرى،‭ ‬ستنتصر‭ ‬فلسطين‭ ‬بغزتها‭ ‬وضفتها‭ ‬وقدسها،‭ ‬فنحن‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬والحق‭ ‬وسنصمد‭ ‬فوق‭ ‬أرضنا‭ ‬وسيعود‭ ‬لاجؤونا‭ ‬إلى‭ ‬الديار‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا