العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حوار المنامة.. والأمن الإقليمي

كل‭ ‬الاجتماعات‭ ‬والمؤتمرات،‭ ‬والندوات‭ ‬والمنتديات،‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬تكون‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬أجندتها‭ ‬واهتماماتها،‭ ‬وأي‭ ‬تجمع‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬أمني،‭ ‬يراد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فاعلا‭ ‬ومؤثرا،‭ ‬واقعيا‭ ‬وحقيقيا،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الإنساني‭ ‬السليم،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الأبرياء‭ ‬والمدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭.‬

لذلك،‭ ‬يأتي‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬19،‭ ‬الذي‭ ‬افتتح‭ ‬بالأمس‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ليجدد‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكاز‭ ‬أساسية‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وإن‭ ‬حاولت‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬وأحداث‭ ‬أخرى‭. ‬

ما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬كشف‭ ‬صوت‭ ‬وموقف‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والشعوب‭ ‬التي‭ ‬تناصر‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مرهون‭ ‬بحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ووقف‭ ‬الحرب‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتصاعدة،‭ ‬التي‭ ‬ضرب‭ ‬فيها‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬غزة،‭ ‬كشف‭ ‬زيف‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الغربية‭ ‬الرسمية،‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬الامتحان‭ ‬الإنساني‭ ‬وتعرت،‭ ‬ومارست‭ ‬الازدواجية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المعايير،‭ ‬ولكن‭ ‬إزاء‭ ‬محاسبة‭ ‬وإدانة‭ ‬التصريحات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بتهجير‭ ‬أهالي‭ ‬غزة،‭ ‬أو‭ ‬بإلقاء‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬عليهم،‭ ‬أو‭ ‬وصفهم‭ ‬بالحيوانات‭ ‬البشرية‭..!!‬

تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬والأوصاف‭ ‬التي‭ ‬لو‭ ‬نطق‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬أشار‭ ‬إليها،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬همز‭ ‬ولمز‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم،‭ ‬لقامت‭ ‬قيامة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬ومنظماتها‭ ‬الحقوقية،‭ ‬التي‭ ‬تكيل‭ ‬بمكيالين‭.. ‬وربما‭ ‬ألف‭ ‬مكيال‭..!!‬

الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وكما‭ ‬تراه‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬ليس‭ ‬مرتبط‭ ‬فقط‭ ‬بالأطماع‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المخاوف‭ ‬والتوجس‭ ‬والهواجس‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الجديدة،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬القديمة‭ ‬والشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬والعمليات‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكنها‭ ‬مرتبطة‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬مع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬وأي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬دون‭ ‬الإعلان‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬إدانة‭ ‬ما‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل‭ ‬ووقف‭ ‬الحرب‭ ‬والقتل،‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬بعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يلامس‭ ‬الواقع،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وينشد‭ ‬المستقبل‭ ‬الأكثر‭ ‬أمنا‭ ‬واستقرارا‭ ‬وازدهارا،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬بوصلة‭ ‬الحديث‭ ‬نحو‭ ‬وقف‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬

نعم‭.. ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولكنه‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬والمستدام،‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬والحق‭ ‬المشروع‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.. ‬وحوار‭ ‬المنامة‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬وذهبية‭ ‬لتأكيد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والسلام‭ ‬العادل،‭ ‬لحاضر‭ ‬المنطقة‭ ‬ومستقبلها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا