العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إحياء الأمل في إنشاء جسر البحرين – قطر

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬مباعث‭ ‬السرور‭ ‬أن‭ ‬نستمع‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشقيقتها‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬وذلك‭ ‬يحيي‭ ‬الآمال‭ ‬مجددا‭ ‬بفتح‭ ‬أبواب‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬والخير‭ ‬العميم‭ ‬على‭ ‬الشعبين‭ ‬والبلدين‭ ‬الشقيقين‭.‬

مناسبة‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬القطري‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬واستقبال‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬له‭ ‬حيث‭ ‬فتحت‭ ‬هذا‭ ‬اللقاءات‭ ‬الأخوية‭ ‬الباب‭ ‬مجددا‭ ‬أمام‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬حظي‭ ‬باهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬كبيرين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعبين‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مردود‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياحية‭ ‬وأثير‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬موضوع‭ ‬الجسر‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬قد‭ ‬خطى‭ ‬خطوات‭ ‬ولكن‭ ‬توقف‭ ‬ولم‭ ‬يمض‭ ‬قدما‭ ‬إلى‭ ‬الخطوات‭ ‬المأمولة‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬إحياء‭ ‬الأمل‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬المشترك‭ ‬تلقاه‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الاستبشار‭ ‬والفرح‭ ‬والبهجة‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬تعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬والبلدين‭ ‬الشقيقين‭.‬

إن‭ ‬مشروع‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يربط‭ ‬بريًّا‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والتنموية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬وإنما‭ ‬بينهما‭ ‬وبين‭ ‬سائر‭ ‬البلدان‭ ‬الخليجية‭ ‬الأخرى‭ ‬وتقوي‭ ‬الروابط‭ ‬الوطيدة‭ ‬وزيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي‭ ‬ككل‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬والجسور‭ ‬والمواصلات‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬ركنا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬النمو‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬والازدهار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تماما‭ ‬مثلما‭ ‬يحدث‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جسر‭ ‬المحبة‭ ‬والإخاء‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬شريان‭ ‬حقيقي‭ ‬للاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬والبلدين‭ ‬وكانت‭ ‬نتائجه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية‭ ‬هائلة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬وفوائده‭ ‬تجاوزت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهما‭ ‬وسائر‭ ‬بلدان‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭.‬

لقد‭ ‬دعمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬يحفظها‭ ‬الله‭ ‬ويرعاها‭ ‬والجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬لأهميته‭ ‬الكبيرة‭ ‬للبلدين‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬تدشينه‭ ‬وتوقيع‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بإنشائه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬وبموجب‭ ‬هذه‭ ‬المذكرة‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬لاستثماره‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬قد‭ ‬تعثر‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬فإن‭ ‬الأمل‭ ‬عاد‭ ‬وبقوة‭ ‬للإسراع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬بالنفع‭ ‬والفائدة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬مدخلا‭ ‬لإحياء‭ ‬الآمال‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحيوي‭ ‬والذي‭ ‬تتجسد‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬داعما‭ ‬قويا‭ ‬لتعزيز‭ ‬مختلف‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬وتسهيل‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬والسفر‭ ‬والسياحة‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬والتآخي‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬والبلدين‭ ‬اللذين‭ ‬تربطهما‭ ‬أواصر‭ ‬قوية‭ ‬وعديدة‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬والإخاء‭ ‬والعلاقات‭ ‬العائلية‭ ‬والأسرية‭ ‬والروحية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬كأنه‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬وفضاء‭ ‬اجتماعي‭ ‬وبشري‭ ‬واحد‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬شعبين‭ ‬في‭ ‬دولتين‭ ‬فإن‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬والقطري‭ ‬تربطهما‭ ‬من‭ ‬الأواصر‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬إنشائه‭ ‬سوف‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬الترابط‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المواصلات‭ ‬والتنقل‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬صعد‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬مثل‭ ‬إنشاء‭ ‬سكك‭ ‬حديدية‭ ‬تصبح‭ ‬تدريجيا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬الكبير‭ ‬لربط‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تقوي‭ ‬العلاقة‭ ‬وتشبك‭ ‬المصالح‭.‬

مشروع‭ ‬جسر‭ ‬البحرين‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬يشكلان‭ ‬خطوة‭ ‬حضارية‭ ‬رأينا‭ ‬فوائدها‭ ‬في‭ ‬الجسر‭ ‬الأول‭ ‬التي‭ ‬ننعم‭ ‬جميعا‭ ‬بخيره‭ ‬ونتطلع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬الأخوي‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬مصدرا‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬وتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا