تمثل القروض أحد الهموم الشائعة لدى أغلب الناس. وبنفس الوقت تعتبر القروض العقارية من أكبر هذه الهموم لأسباب منها أن القرض العقاري في الغالب يكون أكبر بكثير من القروض الشخصية أو قروض تمويل السيارات مثلا. والأمر الاخر أن أقساط القرض العقاري تمتد الى مدد أطول بكثير.
البعض يلجأ الى ما يسمى بنقل مديونية التمويل العقاري أملا في تخفيف الأعباء. ويشجعه في ذلك العروض الجاذبة التي تقدمها البنوك والمصارف. ولكن يعتبر هذا النقل حلا بالفعل؟
تعرف عملية نقل المديونية العقارية بانها نقل القرض أو المديونية من الجهة التمويلية الأساسية الى جهة تمويلية أخرى، حيث يحصل المدين على عرض افضل او مميزات أكثر، مع إمكانية إعادة جدولة الأقساط وفقا لشروط محددة.
وهنا تطرح البنوك نقل المديونية العقارية كأحد منتجاتها وحلولها التمويلية بحيث توفر فرصة تحويل المديونية العقارية إلى مصرف وبنك آخر، وتقدم عروضا مغرية مثل تأجيل أقساط عدد محدد من الأشهر، او نسبة فوائد اقل، أو مدد أطول. وهذا ما يجذب العملاء الى فكرة نقل القروض التي حصلوا عليها قبل سنوات مقابل تقليل القسط الشهري مثلا.
ولكن من الضروري ان يقوم العميل هنا بدراسة الامر جيدا، لأنه في الغالب لن يشرح موظف البنك ماذا يترتب في الحقيقة على هذا النقل من أعباء قد تفوق المزايا. ومن ذلك ان يقوم البنك بخصم فائدة القروض في بداية السداد وأصل المديونية يظل ثابتاً، ما يعني أن نقل القرض وإن بدا ظاهريا مفيدا لكنه في نهاية المطاف يكبد المقترض ذات المبالغ التي كان عليه دفعها ان لم يكن اكثر. وكذلك الأمر بالنسبة الى القسط الشهري الذي قد يقل مع نقل المديونية، فالمبالغ التي يوفرها المقترض في القسط قد يضطر الى تسديد اكثر منها بسبب إطالة المدة. هذا فضلا عن الرسوم الإدارية والتأمين وغيرها من المصاريف التي لا يخبر الموظف بها المقترض عندما يعرض عليه فكرة نقل المديونية. من هنا يعتبر البعض ان نقل القرض ليس حلا وإنما تأجيلا وترحيلا للمشكلة، وهو وإن كان تحت مسمى إعادة جدولة الديون فإنه في كثير من الأحيان يكون تحملا لمزيد من الأعباء. وكلما كان القرض قديما نصح المختصون بعدم نقله. لذلك تضع الكثير من البنوك المركزية ضوابط صارمة من اجل الحد من تهافت المقترضين على نقل مديونياتهم. ومن تلك الضوابط إلزام البنوك بتخفيض نسبة الفائدة وعدم زيادة رصيد القرض وفترة السداد عند نقل القروض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك