يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
يهدي ابنته جريمة إرهابية
هذا أمر لم يسمع به أحد في العالم من قبل.
ضابط او جندي يهدي ابنته جريمة حرب إرهابية بمناسبة عيد ميلادها.
هذا ما فعله ضابط من جيش العدو الصهيوني يشارك في حرب الإبادة في غزة.
مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع بالأمس لضابط يدعى موشيه جرونبيرج يقوم بتفجير مبنى بأكمله في غزة، وظهر وهو يقول: «أهدي هذا التفجير لابنتي إيلا بمناسبة عيد ميلادها الثاني».
هذا الضابط الصهيوني يرتكب جريمة حرب ارهابية بكل المعايير ويهدي هذه الجريمة الى ابنته ويفتخر بهذا.
البعض في تعليقاتهم وصفوا ما فعله بـ«التصرف المشين» و«غير الإنساني والمستفز». والبعض اعتبر ان هذا الضابط «مريض نفسياً واخلاقيا».
حقيقة الأمر أن هذا الضابط ليس مريضا نفسيا ولا يعتبر ان ما فعله أمر مشين اوما شابه ذلك ولا يجد أي شيء يدعو للخجل.
هذا الضابط صادق مع نفسه. هو يتصرف بشكل تلقائي ويعتبر انه يقوم بواجبه ومهمته على أكمل وجه. ليس هذا فحسب بل انه بهذه الجريمة وقتل وابادة من يقدر على ابادتهم من الفلسطينيين يعتبر انه يقوم بمهمة دينية مقدسة حسب «المبادئ» و«القيم» التي تربى عليها، ويجد ان من واجبه ومما يدعوه للفخر ان يربي ابنته على هذا.
وهو على حق. هذا هو جوهر العقيدة العسكرية للجيش الصهيوني، وعقيدة الصهيونية والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام. جوهر هذه العقيدة هو ان القتل الشامل للآخرين وابادتهم، وقتل الأطفال والنساء واي احد آخر يعتبرونه عدوا هو واجب سياسي وديني. هم يتربون على هذا.
حين بدأت حرب الإبادة الصهيونية الحالية في غزة، أصدر الحاخامات اليهود فتاوى دينية لرئيس وزراء العدو نتنياهو يفتون فيها بجواز تدمير المستشفيات وقتل الأطفال والنساء والرجال والشباب الفلسطينيين وحرمانهم ولو حتى من شربة ماء، ويعتبرون ان هذا ما تحتمه معتقداتهم وما يجب ان يفعله الجيش الصهيوني في غزة.
تصريحات كل الساسة والمعلقين الصهاينة تسير في نفس هذا الاتجاه .. اتجاه اعتبار الإبادة والتدمير الشامل واجب سياسي وديني. لهذا ليس مستغربا ان يخرج احد الاسرائيليين ويقول ان «الفلسطينيين حيوانات». وليس غريبا ان يبث العدو أغنية الأسبوع الماضي تدعو إلى إبادة جميع الفلسطينيين عبر هيئة الإذاعة الإسرائيلية على الهواء وحسابات إسرائيلية رسمية بمواقع التواصل.
الذي فعله هذا الضابط الصهيوني وما يعنيه يثير ثلاثة جوانب كبرى يجب ان نتوقف عندها.
الجانب الأول يتعلق بقضية الوعي بحقيقة العدو الصهيوني وجوهر مشروعه وأهدافه.
المسألة هنا باختصار ان العدو يعتبر انه لن يكون له وجود في فلسطين الا اذا تم طرد كل الفلسطينيين من ارضهم ووطنهم. وهذا هو الذي يفسر كل هذه الهمجية والوحشية في حرب إبادة اهل غزة، وغيرها من مئات المجازر التي ارتكبها منذ قيامه. هذه الحقيقة يجب ان تكون راسخة في الوعي العربي العام.
الجانب الثاني يتعلق بما يجب ان نفعله مع الغرب سياسيا واعلاميا. منذ سنوات طويلة وهم في الغرب يتهموننا بالعنف والتطرف والإرهاب ويشنون الحملات الشعواء علينا وعلى الاسلام. هذه الوقائع والمشاهد الصهيونية التي تمثل ذروة الإرهاب يجب ان نسجلها وان نقدمها للغرب كي يعرفوا من هم الإرهابيون حقا.
الجانب الثالث وهو اهم الجوانب على الاطلاق يتعلق بأي قيم ومبادئ يجب ان نربي عليها الأجيال العربية الجديدة الآن ومستقبلا.
بطبيعة الحال لا حضارتنا ولا ثقافتنا ولا قيمنا واخلاقنا ولا ديننا تسمح لنا بأن نربي ابناءنا واحفادنا على الكراهية العنصرية ولا على الدموية والعنف مثلما يفعل العدو.
لكن في نفس الوقت يجب ان نربي ابناءنا واحفادنا على قيم الصمود والمقاومة والدفاع عن اوطاننا ليس فقط في مواجهة العدو الصهيوني وانما ايضا في مواجهة كثير من الأخطار الأخرى التي تهدد اوطاننا.
اننا نرتكب جريمة تاريخية لا تغتفر اذا نحن في مواجهة كل هذه الأخطار والأعداء ربينا الجيل العربي الجديد على قيم الخضوع والاستسلام تحت أي دعوى أيا كانت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك