العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فلسطين توحد العالم وتسلط الضوء على حقوق الشعوب الأصلية

بقلم: د. رمزي بارود {

الخميس ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

كان‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬يُفهم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرر،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬دوله‭ ‬ترزح‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغربي‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬كانت،‭ ‬حسب‭ ‬تعريفها،‭ ‬نضال‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬لتأكيد‭ ‬حقوقهم‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدالة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬يقودها‭ ‬السكان‭ ‬الأصليون‭.‬

ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬والهيمنة‭ ‬المتزايدة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحلفائها،‭ ‬وعودة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬استعمار‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬المحلي‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬نضالات‭ ‬الحركات‭ ‬الأصلية‭.‬

وقد‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬مكلف،‭ ‬لأنه‭ ‬سمح‭ ‬لفرنسا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرها‭ ‬بتقسيم‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬نفوذ،‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أي‭ ‬استراتيجيات‭ ‬عسكرية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬ذهنهم‭. ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬التدافع‭ ‬على‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬جلبت‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬نوعًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬التدافع‭ ‬الاستعماري‭ ‬نحو‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬كان‭ ‬النضال‭ ‬متعدد‭ ‬الأوجه‭: ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬زوال‭ ‬القوى‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وجوده‭ ‬يحقق‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬الجيوسياسي،‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬حركات‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

لقد‭ ‬اضطرت‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬الجيوستراتيحية،‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬هذه‭ ‬الحركات،‭ ‬وتحديداً‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تسويات‮»‬‭ ‬سياسية،‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬المقابل‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬التنازلات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حركة‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬متسقة‭ ‬مع‭ ‬الأجندة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ساستها‭ ‬يخططون‭ ‬لبناء‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬‮«‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‮»‬‭.‬

 

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬أدت‭ ‬تلك‭ ‬الأوضاع‭ ‬والتطورات‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬خطأً‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني‮»‬،‭  ‬واندلاع‭ ‬الاشتباكات‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007م،‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬الشلل‭ ‬السياسي‭ ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وبينما‭ ‬كان‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬مشغولين‭ ‬بتسوية‭ ‬أزمتهم‭ ‬السياسية‭ ‬والقيادية‭ ‬الداخلية‭ ‬المتفاقمة،‭ ‬تسارعت‭ ‬عملية‭ ‬الاستعمار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يغير،‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفكرية‭ ‬والتاريخية،‭ ‬الطبيعة‭ ‬الأساسية‭ ‬للنضال‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬كنضال‭ ‬أمة‭ ‬أصلية‭ ‬تناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقها‭. ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أربكت‭ ‬التعريفات‭ ‬والخطابات‭ ‬السياسية‭ ‬المحيطة‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وكان‭ ‬هذا‭ ‬الارتباك‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لتشويه‭ ‬حركة‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعاية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬المنحازة‭ ‬بالكامل‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والتي‭ ‬ظلت‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬الخطاب‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

لقد‭ ‬استثمرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كشعب‭ ‬منقسم‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬رؤية‭ ‬للسلام،‭ ‬وحركات‭ ‬المقاومة‭ ‬كمجموعات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

لكن‭ ‬الأمور‭ ‬بدأت‭ ‬تتغير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مع‭ ‬إحياء‭ ‬حركات‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬نضال‭ ‬السود‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬والجنوبية،‭ ‬إلى‭ ‬الصعود‭ ‬النهائي‭ ‬لحركة‭ ‬عالمية‭ ‬فعلية،‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬أرضًا،‭ ‬والمجتمعات‭ ‬وحقوق‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ - ‬التي‭ ‬استثمرت‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬أعطاها‭ ‬زخما‭ ‬كبيرا‭. ‬

لقد‭ ‬خلق‭ ‬العنصر‭ ‬المشترك‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬الاستعمار‮»‬‭ - ‬بكل‭ ‬مظاهره‭- ‬روابط‭ ‬متقاطعة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬النضالات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬سمح‭ ‬للنضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير‭ ‬بأن‭ ‬يتناسب‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬السرد‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭.‬

وكتبت‭ ‬يوجينيا‭ ‬فلين‭ ‬وتسنيم‭ ‬السماك‭ ‬في‭ ‬مقالتهما‭ ‬‮«‬أستراليا‭ ‬السوداء‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأستراليين‭ ‬السود‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬يشتركون‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬وواقع‭ ‬من‭ ‬المحو‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬حقبة‭ ‬مناهضة‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬نالت‭ ‬معظم‭ ‬الشعوب‭ ‬المستعمرة‭ ‬استقلالها‭ ‬عن‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية‮»‬‭. ‬

ولعبت‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬السود‭ ‬مهمة‮»‬‭ ‬أيضًا‭ ‬دورًا‭ ‬مركزيًا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬محورية‭ ‬فلسطين‭ ‬وأعطت‭ ‬الزخم‭ ‬للنضالات‭ ‬الملحة‭ ‬والمتجددة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحتى‭ ‬خارج‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬الأمريكية‭.‬

وكتب‭ ‬راسل‭ ‬ريكفورد‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬بموقع‭ ‬فوكس‭: ‬‮«‬لعب‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬دورًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬انتفاضة‭ ‬فيرغسون‭ ‬بولاية‭ ‬ميسوري‭ (‬2014‭) ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬مقتل‭ ‬المراهق‭ ‬الأسود‭ ‬مايكل‭ ‬براون‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشرطة‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬ريكفورد‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬استخدم‭ ‬النشطاء‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للمشاركة‭ ‬مع‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬أفريقي‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هجمات‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية‭ ‬‭ ‬وهي‭ ‬تجربة‭ ‬مألوفة‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الخاضعين‭ ‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬سوى‭ ‬البداية،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬فلسطين،‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬تظهر‭ ‬كعنصر‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬نضال‭ ‬السكان‭ ‬السود‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬لقد‭ ‬تغذى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الحركتين‭ ‬على‭ ‬شعبية‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬وتصورتا‭ ‬شبكات‭ ‬جديدة‭ ‬وربطتا‭ ‬النضالات‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭ ‬معًا‭ ‬بطريقة‭ ‬أكثر‭ ‬انسجامًا‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬دفع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬الناشطين‭ ‬ونضالاتهم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلية‭ ‬المستقلة‭ ‬كمكونات‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬والتعبئة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مصداقية‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرئيسية‭ ‬موضع‭ ‬شك‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية،‭ ‬فإن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تبدو‭ ‬الآن‭ ‬مصدرا‭ ‬موثوقا‭ ‬للمعلومات‭ ‬حول‭ ‬الأخبار‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجهود‭ ‬التعبئة‭ ‬الشعبية‭ ‬والعمل‭ ‬المباشر‭.‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬قوة‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والخداع‭ ‬المتعمد‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬فلسطين‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭. - ‬خدمة‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‮»‬‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى‭.‬

لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المبالغة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حرباً‭ ‬موازية‭ ‬لتلك‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬الآن،‭ ‬حرب‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ويعملون‭ ‬بجد‭ ‬لهزيمة‭ ‬الدعاية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الغربية‭ ‬والمطالبة‭ ‬بمحاسبة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ينفذون‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

سيكون‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدقيق‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬التزمت‭ ‬‮«‬الصمت‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفظائع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬نضالات‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تتحالف‭ ‬موضوعيا‭ ‬مع‭ ‬نضال‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬والاستعمارية‭ ‬الجديدة‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬خيار‭ ‬آخر‭ ‬سوى‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬الاستعمارية‭.‬

هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬تشارك‭ ‬بشكل‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعمها‭ ‬العسكري‭ ‬السخي‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬والمالي‭.‬

وسواء‭ ‬استمرت‭ ‬الحرب‭ ‬مدة‭ ‬أسبوع‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬شهر‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬عام،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬عواقب‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ستكون‭ ‬محسوسة‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬قادمة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬أيضًا‭.‬

لقد‭ ‬حفزت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬حركات‭ ‬التضامن‭ ‬العالمية‭ ‬وأعطتها‭ ‬زخما‭ ‬كبيرا،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬استثمرت‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يذكرنا‭ ‬بذروة‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬المناهضة‭ ‬للاستعمار‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬مضت‭.‬

وبالتالي،‭ ‬يجب‭ ‬اغتنام‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غزة‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬صحفي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا