يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
يهربون من الكيان الصهيوني معا
تحدثت في المقال السابق عن ورطة العدو الصهيوني بعد أن فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها رغم كل جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها في غزة، واضطراره في النهاية للرضوخ والتفاوض مع حماس.
ورطة العدو لا تقف عند هذا الحد.
عملية «طوفان الأقصى» البطولية كانت بمثابة زلزال هز أركان الكيان الصهيوني وأدخله في أزمات طاحنة على جميع المستويات.
ومنذ أن بدأ العدو الصهيوني حرب الإبادة التي يشنها على غزة وأهلها، تتفاقم أزماته يوما بعد يوم.
«طوفان الأقصى» وقدرة المقاومة الفلسطينية على تحطيم كل الحصون التي بناها العدو واختراقه إلى هذا الحد وتحقيق ما حققته أظهر هشاشة مخابرات العدو وجيشه في مواجهة إرادة مقاومة الشعب الفلسطيني.
هذا الذي فعلته المقاومة فجَّر كما قلت زلزالا في الكيان الصهيوني وأدخله في أزمات كبرى.
التقارير التي تصدر عن جهات في الكيان الصهيوني نفسه ترسم صورة قاتمة عن هذه الأزمات على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
هذه الأزمات تتجسد أساسا في جانبين كبيرين لهما أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الكيان الصهيوني.
الجانب الأول: الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي غرق فيها الكيان بسبب طوفان الأقصى وحرب الإبادة التي يشنها.
تقارير إسرائيلية رسمية وغير رسمية كثيرة رصدت بالأرقام والحقائق أبعاد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ومؤشرات انهيار اقتصاد العدو.
أحد جوانب الأزمة ما كشفت عنه وزارة العمل الإسرائيلية من أن 764 ألفَ إسرائيلي تركوا وظائفهم العادية نتيجة استدعائهم للخدمة الاحتياطية بسبب الحرب. وقالت الوزارة إنه ضمن الأسباب المؤدية إلى ترك العمل هو توقف عمل المحال التجارية والاستهلاكية عن العمل خوفا من الضربات الصاروخية التي باتت تنهال على مدن ومستوطنات الكيان الصهيوني من المقاومة وطال بعضها تل أبيب.
هذا العدد الضخم الذي ترك أعماله منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية على غزة يمثل 28% من قوة العمل.
وغير هذا ذكرت الوزارة الإسرائيلية أن عمليات استدعاء الاحتياط قد أجبرت 300 ألف من العاملين والموظفين الإسرائيليين على ترك وظائفهم إلى أن يتم اتخاذ قرار بإنهاء استدعاءاتهم العسكرية.
صحيفة «ذا ماركر» الإسرائيلية ذكرت أن «كل شهر حرب قد يؤدي إلى خسارة الناتج المحلي الإجمالي بنحو 2.4 مليار دولار.
هذه الأزمة الاقتصادية التي غرق فيها الكيان الصهيوني دفعت 300 من كبار الخبراء الإسرائيليين إلى أن يبعثوا رسالة تحذير إلى الإرهابي نتنياهو ورئيس وزراء العدو يحذرون فيها من الانهيار الاقتصادي وتبعاته الخطيرة ويقولون فيها: «أنتم لا تستوعبون حجم الأزمة التي يواجهها الاقتصاد، يجب أن تتصرفوا بطريقة مختلفة».
الجانب الثاني، وهو الأكثر خطورة بالنسبة إلى الكيان الصهيوني هو تفاقم ظاهرة الهجرة العكسية من الكيان بشكل كبير جدا بعد طوفان الأقصى.
الإحصاءات الإسرائيلية المبدئية تشير إلى أنه في غضون نحو ثلاثة أسابيع فقط بعد طوفان الأقصى غادر أكثر من 230 ألف يهودي الكيان الصهيوني إلى الخارج. وبالطبع من المتوقع أن يكون العدد قد ارتفع كثيرا في الأسابيع الماضية.
قبل أن تبدأ حرب الإبادة الصهيونية وحين صعد اليمين الإرهابي إلى الحكم في الكيان الصهيوني تأسست حركة إسرائيلية تدعى «لنغادر البلاد معا» تدعو إلى الهجرة الجماعية من الكيان الصهيوني، وبعد «طوفان الأقصى» نشطت هذه الحركة أكثر وتقود الدعوة إلى مغادرة الكيان.
هذه الهجرة الجماعية من الكيان الصهيوني وراءها بالطبع اليقين بعدم الأمن والاستقرار وبعدم قدرة لا الجيش ولا الزمرة السياسية الحاكمة على حماية الإسرائيليين، وأيضا تجسد عدم الثقة في المستقبل.
لهذا تعدُّ هذه الظاهرة بالنسبة إلى الصهاينة أخطر ما يواجهه الكيان على الإطلاق.
حين نشير إلى هذه الأزمات التي يغرق فيها الكيان الصهيوني كنتيجة مباشرة لعملية «طوفان الأقصى» فإننا في نفس الوقت يجب أن نؤكد أن كل هذا ليس معناه أن العدوان الصهيوني سوف يتراجع، ولا يجب أن نقلل من مخططات الإبادة الوحشية، ذلك أن هذا الكيان يعتبر أنه يخوض معركة وجود بكل معنى الكلمة ليس مهمًّا معها أي خسائر أو أزمات يواجهها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك