يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
القائد العام والمهمة الوطنية الكبرى
المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين رعى الأسبوع الماضي حفل تكريم الوحدات الحائزة المراكز الأولى في اختبارات الجاهزية القتالية والإدارية لعام 2023.
القائد العام ألقى كلمة تحدث فيها عن تاريخ جاهزية قوة الدفاع والحرص على إمدادها بالمنظومات العسكرية الحديثة والذي بدا منذ إنشاء القوة.
تطرق القائد العام في كلمته إلى الوضع في المنطقة والعالم وما يطرحه من تحديات ويفرضه من مهام وطنية.
مع ان القائد العام تطرق باختصار الى القضية إلا أنه قدم في الحقيقة رؤية استراتيجية واضحة لا بد أن نتوقف عندها بالتأمل والتحليل.
أربعة جوانب كبرى طرحها القائد العام في كلمته هي على النحو التالي:
أولا: قال ان «أمتنا العربية والإسلامية مستهدفة في أوطانها وفي شعوبها وفي خيرات أراضيها وفي كل مجال حتى في دينها».
هذا توصيف دقيق لما تتعرض له الدول العربية والإسلامية اليوم.
الدول العربية بالذات تتعرض لأخطار وجودية بكل معنى الكلمة. هي أخطار وجودية لأنها تستهدف جوهر وجود دولنا وجوهر هويتنا وحضارتنا وحتى ديننا.
نعرف أن المخططات الغربية والصهيونية لتدمير أوطاننا ونهب ثروات بلادنا وتمزيقنا الى دويلات طائفية متناحرة مخططات قديمة. وهي ليست مجرد مخططات فقط لكن شهدنا في السنوات الماضية في التطبيق العملي ترجمة لها على أرض الواقع. رأينا دولا عربية يتم تدميرها وتمزيقها، وباقي الدول العربية ينتظرها نفس المصير ان استمرت الأوضاع كما هي عليه.
إذن، القائد العام برؤيته الاستراتيجية أراد أن ينبه إلى فداحة الأخطار والتهديدات لدولنا العربية والإسلامية.
ثانيا: قال القائد العام: «ليس هناك أكثر مما يجري حالياً في غزة».
يقصد هنا ان ما يجري في غزة وما يتابعه العالم كله من جرائم حرب وإبادة يرتكبها العدو الصهيوني هو تجسيد واضح للتهديدات والأخطار التي تواجهنا.
إشارة القائد العام الى ما يجري في غزة في هذا السياق قراءة استراتيجية دقيقة. ما يجري في غزة ليس مقصودا به فلسطين وحدها ولا الشعب الفلسطيني وحده. ما يجري يندرج في إطار نفس مخطط تدمير الدول العربية، إذ تعتبر الدوائر الصهيونية والغربية أن تصفية القضية الفلسطينية وطرد أهلها الى الخارج خطوة كبيرة على طريق تنفيذ هذا المخطط.
ثالثا: وقال القائد العام: «من المحتمل أن يحدث أي شيء آخر في الوقت الراهن».
المقصود هنا بالطبع انه على ضوء ما يجري في غزة والمواقف والتطورات في المنطقة وفي العالم، فإن علينا ألا نستبعد أي تطورات خطيرة تجري في المنطقة. لا أحد بمقدوره اليوم ان يتكهن بما يمكن أن يحدث لكن علينا أن نعرف أن المستقبل القريب والبعيد مفتوح على كل الاحتمالات.
رابعا: إن كل ما سبق يقتضي استعدادا لمواجهة التهديدات الحالية والمتوقعة التي تفرضها هذه التحديات. ويعني هذا اول ما يعني ان تكون قوة دفاع البحرين على أعلى درجة من الجاهزية والاستعداد وامدادها بأحدث المنظومات العسكرية الجديدة.
كما نرى، أراد القائد العام ان ينبه الى خطورة الوضع في المنطقة وما يحمله من أخطار وتهديدات جسيمة للبحرين كما لكل الدول العربية. وأراد أن ينبه إلى أننا يجب ألا نستبعد أي احتمالات بتطورات خطيرة أخرى في المنطقة في المستقبل القريب والبعيد.
هذا التنبيه يعني ان المهمة الكبرى اليوم التي يجب ان تكون لها الأولوية المطلقة هي التفكير في كيفية التعامل مع هذه التحديات ومواجهة هذه الأخطار.
بعبارة أدق يعني ان المهمة الكبرى اليوم هي حماية أمن البحرين الوطني.
واذا كانت مهمة حماية أمن البحرين الوطني تقتضي أول ما تقتضي ان تكون قوة الدفاع أعلى درجة من الجاهزية والاستعداد كما قال القائد العام، فإن المسؤولية ليست مسؤولية القوة وحدها.
حماية أمن البحرين الوطني اليوم مهمة كل مؤسسات وقوى المجتمع بلا استثناء. الكل يجب أن يتحلى اليوم بأقصى درجات الإحساس بالمسئولية الوطنية تجاه الوطن والمجتمع وأن يتصرف بناء على ذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك