العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وحدتنا الخليجية والطموحات الكبرى

بقلم: نجاة بنت علي شويطر

الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬مَثَلُ‭ ‬المُؤْمِنِينَ‭ ‬في‭ ‬تَوادِّهِمْ،‭ ‬وتَراحُمِهِمْ،‭ ‬وتَعاطُفِهِمْ‭ ‬مَثَلُ‭ ‬الجَسَدِ‭ ‬إذا‭ ‬اشْتَكَى‭ ‬منه‭ ‬عُضْوٌ‭ ‬تَداعَى‭ ‬له‭ ‬سائِرُ‭ ‬الجَسَدِ‭ ‬بالسَّهَرِ‭ ‬والْحُمَّى‮»‬‭ ‬‮«‬حديث‭ ‬شريف‮»‬‭ ‬

‮«‬الْمُؤْمِنُ‭ ‬لِلْمُؤْمِنِ‭ ‬كالْبُنْيانِ‭ ‬يَشُدُّ‭ ‬بَعْضُهُ‭ ‬بَعْضًا‮»‬‭ ‬‮«‬حديث‭ ‬شريف‮»‬

في‭ ‬جو‭ ‬مليء‭ ‬بالأخوة‭ ‬والمودة‭ ‬تجدد‭ ‬لقاء‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الرابع‭ ‬والأربعون‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الشقيقة‭ ‬لتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭.‬

ونحن‭ ‬كشعب‭ ‬خليجي‭ ‬واحد‭ ‬تجمعنا‭ ‬أواصر‭ ‬الدين‭ ‬والدم‭ ‬والنسب،‭ ‬نترقب‭ ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬الأخوية‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬صائبة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬شعب‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬فما‭ ‬زلنا‭ ‬نحن‭ ‬الخليجيين‭ ‬نتطلع‭ ‬ونترقب‭ ‬بشوق‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬واستكمال‭ ‬مشروع‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬لربط‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬واستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬التوحيد‭ ‬الجمركي،‭ ‬والسوق‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭.‬

وكما‭ ‬تحققت‭ ‬اليوم‭ ‬وأخيرا‭ ‬التأشيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬للحاصلين‭ ‬على‭ ‬التأشيرة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬خليجي‭ ‬بحرية‭ ‬التنقل‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الست،‭ ‬فإننا‭ ‬نطمح‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬خروج‭ ‬العملة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭ ‬لحيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلغاء‭ ‬نقاط‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وإلى‭ ‬توحيد‭ ‬الاتصالات‭ ‬وشبكات‭ ‬الإنترنت‭ ‬الخليجي‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬وتكملة‭ ‬الطرق‭ ‬البرية‭ ‬ونظام‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬الموحد‭ ‬وقطار‭ ‬الخليج‭ ‬المنتظر‭ ‬منا‭ ‬بفارق‭ ‬الصبر‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬توجيهات‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬والبحرين‭ ‬لاستكمال‭ ‬الخطط‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

فما‭ ‬أجمل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬ملأت‭ ‬البيوت‭ ‬الخليجية‭ ‬فرحاً‭ ‬وسروراً‭ ‬فلم‭ ‬تقتصر‭ ‬الفرحة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬وإنما‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬الخليج‭ ‬لما‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المهم‭ ‬والضخم‭ ‬والذي‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬الروابط‭ ‬الأخوية‭ ‬والتاريخية‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬البلدين،‭ ‬ويعد‭ ‬شريانا‭ ‬جديدا‭ ‬للتنمية‭ ‬والمردود‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وخطا‭ ‬بريا‭ ‬لنقل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وشحن‭ ‬البضائع‭.‬

وكذلك‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬والترابط‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين‭.‬

كما‭ ‬نطمح‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬استراتيجية‭ ‬إعلامية‭ ‬ثقافية‭ ‬خلاقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلام‭ ‬خليجي‭ ‬موحد‭ ‬وتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

وأيضا‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬السياحي‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الخليجية،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬العمراني‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭.‬

كذلك‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬ونبذ‭ ‬ورفض‭ ‬التطرف‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬وصوره،‭ ‬وأكد‭ ‬قادة‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬عليها‭ ‬مجتمعات‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وتعاملها‭ ‬مع‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬تطمح‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوترات‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬للمواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي‭ ‬والسلام‭ ‬الشامل‭.‬

ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الخير‭ ‬والازدهار‭ ‬للخليج‭ ‬والشعوب‭ ‬الخليجية‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬وتماسك‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭.‬

ختاما‭ ‬فإنني‭ ‬أحلم‭ ‬باليوم‭ ‬الذي‭ ‬أتناول‭ ‬فيه‭ ‬إفطاري،‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ثم‭ ‬أتناول‭ ‬قهوة‭ ‬الضحى،‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الغداء‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬ثم‭ ‬أعرج‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وأتناول‭ ‬العشاء‭ ‬في‭ ‬مسقط،‭ ‬عائدة‭ ‬أدراجي‭ ‬إلى‭ ‬قرة‭ ‬العين‭ ‬البحرين‭ ‬مرورا‭ ‬بالكويت‭ ‬الحبيبة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بعملة‭ ‬موحدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أضطر‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬6‭ ‬عملات‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬خليجنا‭ ‬الواحد‭ ‬المتكامل‭ ‬بتوفيق‭ ‬الله‭. ‬

 

nshowaiter98@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا