العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

متى تقول أمريكا «لا» لإسرائيل؟

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حاولت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬التحول‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬الأولي‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬للإجراءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الحذر‭ ‬وخطة‭ ‬غامضة‭ ‬‮«‬لليوم‭ ‬التالي‮»‬‭.‬

في‭ ‬أعقاب‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬ومقتل‭ ‬1200‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬عرض‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬دعماً‭ ‬مبالغاً‭ ‬فيه،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬حقها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬وتعهده‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستواصل‭ ‬دعمها‭ ‬ووقوفها‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭.‬

ربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬للتو‭ ‬مفهوما،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬اعتبرت‭ ‬كلمات‭ ‬السيد‭ ‬بايدن‭ ‬بمثابة‭ ‬ضوء‭ ‬أخضر‭ ‬لإيقاع‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬بالشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ككل‭.‬

ومع‭ ‬تزايد‭ ‬الأعداد‭ ‬المذهلة‭ ‬للقتلى،‭ ‬ومشاهدة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬للأضرار‭ ‬المروعة‭ ‬والمشاهد‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬يسيرون‭ ‬كيلومترات‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬الأمان،‭ ‬حاول‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تغيير‭ ‬موقفه‭ ‬قليلاً‭.‬

وحذرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬استراتيجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬غاراتها‭ ‬الجوية‭ ‬لتجنب‭ ‬تعريض‭ ‬المدنيين‭ ‬للخطر‭. ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬وإذا‭ ‬واصلتم‭ ‬سوف‭...‬‮»‬،‭ ‬اعتبرت‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬بلا‭ ‬جدوى‭.‬

وبينما‭ ‬أظهرت‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الأمريكية‭ ‬تزايد‭ ‬الرفض‭ ‬للأفعال‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والرد‭ ‬الخجول‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإشارات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬تزايد‭ ‬استياء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬أمريكا‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل،‭ ‬حاولت‭ ‬الإدارة‭ ‬خلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المسافة‭.‬

وتضمنت‭ ‬نقاط‭ ‬الحوار‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الآن‭: ‬حث‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بـ«قواعد‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين،‭ ‬والتحذيرات‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لن‭ ‬تقبل‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬غزة،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬النازحين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الطفيف‭ ‬في‭ ‬التوجه،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬السياسة‭. ‬ورفضت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لإسرائيل‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تثن‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬استئناف‭ ‬حربها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬التحذير‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬الحد‮»‬‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬إزاء‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬نهائية‮»‬‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬فقد‭ ‬عرض‭ ‬عدداً‭ ‬قليلاً‭ ‬من‭ ‬أفكاره‭ ‬الخاصة‭ ‬ــ‭ ‬وأغلبها‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬ولا‭ ‬جادة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحذير‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬غزة،‭ ‬دعت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬لإدارة‭ ‬غزة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬ككيان‭ ‬واحد‭ ‬يشكل‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقبلية‭. ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬كبح‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

بعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وإجبار‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬آخرين‭ ‬على‭ ‬الفرار،‭ ‬وهدم‭ ‬نصف‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬تتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ألا‭ ‬تؤدي‭ ‬التفجيرات‭ ‬المتجددة‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين؟‭ ‬ومع‭ ‬ذهاب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬حماس‭ ‬ونشطائها‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬فقيرة‭ ‬مكتظة‭ ‬الآن،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إيقاع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القتلى؟‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بينما‭ ‬يستمر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال؟

ورغم‭ ‬أن‭ ‬شعبية‭ ‬حماس‭ ‬قد‭ ‬كانت‭ ‬منخفضة‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الحرب،‭ ‬فإن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬تظهر‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬شعبية‭ ‬حماس‭ ‬تتزايد،‭ ‬مع‭ ‬خسارة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الشرعية‭. ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬نتيجة‭ ‬لن‭ ‬يقبلها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أبدا؟

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬المقربون‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تتصور‭ ‬أيضًا‭ ‬نهاية‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬واستبدالها‭ ‬بائتلاف‭ ‬جديد،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬الكنيست‭ ‬الحالية‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬سياسات‭ ‬مختلفة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

إنها‭ ‬لن‭ ‬تضمن‭ ‬بروز‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬المستوطنين،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬مهتمة‭ ‬بالحد‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

كلمتان‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬شأنهما‭ ‬أن‭ ‬يعكسا‭ ‬هذه‭ ‬الدوامة‭.  ‬تتمثل‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬بـ‮«‬قواعد‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬مطالبة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بالحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين،‭ ‬أو‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬المستوطنات،‭ ‬أو‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين،‭ ‬ينبغي‭ ‬للرئيس‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭.‬

لا‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الهجومية‭ ‬أو‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنتديات‭ ‬الدولية‭ ‬دون‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬حازمة‭ ‬لنزع‭ ‬سلاح‭ ‬المستوطنين‭ ‬العنيفين،‭ ‬ووقف‭ ‬كل‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬أمريكا‭ ‬جادة‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬للصراع،‭ ‬فلسوف‭ ‬يكون‭ ‬لزاماً‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تجري‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬جذرية‭ ‬لإزالة‭ ‬السرطان‭ ‬الذي‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬العنف‭ ‬وخلق‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭. ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬لاستمرار‭ ‬الاحتلال‭.‬

ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تغيير‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نعم‮»‬‭ ‬ودعم‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يعترف‭ ‬بفلسطين‭ ‬كدولة،‭ ‬ويعلن‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬احتلالها‭ ‬يشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬للسلام‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليميين،‭ ‬ويأمر‭ ‬بإنهاء‭ ‬الاحتلال‭. - ‬تمكين‭ ‬قوة‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬لتوفير‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬صدمة‭ ‬لكلا‭ ‬المجتمعين‭. ‬ولن‭ ‬يتمكن‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬بيتهم‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يوفره‭ ‬تفويض‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإن‭ ‬صدمة‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬و«نعم‮»‬‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬وضع‭ ‬الأراضي‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬سوف‭ ‬يجعل‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يسألون‭ ‬أنفسهم‭ ‬أسئلة‭ ‬صعبة‭ ‬مآل‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الاستحواذ‭ ‬والاستغلال‭ ‬دون‭ ‬رادع‭ ‬وحقيقة‭ ‬ما‭ ‬حققوه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسات‭ ‬التوسع‭.‬

وسوف‭ ‬يضطر‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مع‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬الهزة‭ ‬الارتدادية،‭ ‬سوف‭ ‬تتمكن‭ ‬الأصوات‭ ‬العاقلة‭ ‬من‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العامة‭ ‬لتعيد‭ ‬إشعال‭ ‬قوى‭ ‬السلام‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والمعتدلين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

لن‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬سهلاً،‭ ‬لكن‭ ‬ترك‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وصفة‭ ‬لموت‭ ‬محقق‭. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬للنظام،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يبدأ‭ ‬بـ«لا‮»‬‭ ‬أمريكية‭ ‬تليها‭ ‬‮«‬نعم‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭. ‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا