العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كل التحية والتقدير للشرطة البحرينية

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ١٤ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬بيوم‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬بسط‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وبث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتقديرا‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬لدور‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬ليكون‭ ‬دور‭ ‬الشرطة‭ ‬عاملا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬الاستقرار‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬النماء‭ ‬والتقدم‭ ‬باعتبارهم‭ ‬الدرع‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭ ‬ومنجزاته‭ ‬بالتضحية‭ ‬والفداء‭ ‬بما‭ ‬يسطرونه‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬عبر‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭ ‬أيام‭ ‬الرخاء‭ ‬وأيام‭ ‬الصعوبات‭ ‬وهم‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬الواقفون‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬واستقراره‭ ‬بما‭ ‬يقدمونه‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬والمخاطر‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬يحمل‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬دلالات‭ ‬مهمة‭ ‬يمكن‭ ‬اختزالها‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭:‬

الأولى‭: ‬إن‭ ‬الشرطة‭ ‬كمؤسسة‭ ‬وكأفراد‭ ‬وكجزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬علامة‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ورمزا‭ ‬للدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭ ‬المتقدمة‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أمن‭ ‬ولا‭ ‬استقرار‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬قوتها‭ ‬وتقدمها‭ ‬وأخذها‭ ‬بأسباب‭ ‬التحضر‭ ‬والتدريب‭ ‬عالي‭ ‬المستوى‭ ‬باستمرار‭ ‬باستخدام‭ ‬الأجهزة‭ ‬والإدارة‭ ‬المتقدمة‭ ‬للكشف‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يضر‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬ومؤسساته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭.‬

الثانية‭: ‬إن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتعزيز‭ ‬وبناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والسياحية‭ ‬والثقافية‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬مطلقا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬وجود‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬يطمئن‭ ‬المستثمر‭ ‬ورجال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والسياسة‭ ‬وغيرهم‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬توفره‭ ‬الشرطة‭ ‬ورجال‭ ‬الأمن‭ ‬عامة‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تعتبر‭ ‬الدول‭ ‬الحديثة‭ ‬المتقدمة‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للازدهار‭ ‬والنماء‭.‬

الثالثة‭: ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬شرطة‭ ‬تأخذ‭ ‬بأسباب‭ ‬التقدم‭ ‬والتدريب‭ ‬العالي‭ ‬المستوى‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬صورة‭ ‬رجل‭ ‬الأمن‭ ‬عامة‭ ‬والشرطة‭ ‬خاصة‭ ‬وذلك‭ ‬بأخذ‭ ‬مفاهيم‭ ‬وقيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتعامل‭ ‬الحضاري‭ ‬الراقي‭ ‬والمتقدم‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬صورة‭ ‬الشرطي‭ ‬مثلما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬السابقة‭ ‬رمزا‭ ‬للقوة‭ ‬فهو‭ ‬اليوم‭ ‬رمزا‭ ‬لقوة‭ ‬المعرفة‭ ‬والذكاء‭ ‬والاستخدام‭ ‬المتقن‭ ‬للتقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الإجرام‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وتبيض‭ ‬الأموال‭ ‬والجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭ ‬كليا‭ ‬وأصبحت‭ ‬فيه‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وتهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬والقارات‭ ‬ولذلك‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشرطي‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬المعرفة‭ ‬والذكاء‭ ‬واستخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نهنئ‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬ونسائها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حققوه‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭ ‬والمناسبات‭ ‬لأنهم‭ ‬موجودون‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬احتفال‭ ‬وكل‭ ‬برنامج‭ ‬واستحقاق‭ ‬وطني‭ ‬واقتصادي‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬ومحافظة‭ ‬وقرية‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬الخدمة‭ ‬وتوفر‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المنجزات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬المتميزة‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزيرها‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬هو‭ ‬تطوير‭ ‬مفهوم‭ ‬التواصل‭ ‬المجتمعي‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بمواطنيه‭ ‬ومقيميه‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬للمسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتوفير‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬والمادي‭ ‬للجميع‭ ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬يؤكد‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬حيث‭ ‬أثبت‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬انفتاحه‭ ‬وتقدمه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الفاعلة‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مشروع‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬اللذين‭ ‬تنفذهما‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬واقتدار‭ ‬والتي‭ ‬نقلت‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬العقابي‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬العقاب‭ ‬والحرمان‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬حضاري‭ ‬متقدم‭ ‬يشهد‭ ‬به‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬والشرطة‭ ‬البحرينية‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا