تغطية: زهراء غريب
ترنّم الحب في حناجر صاغت من الموسيقى والقصيد سماوات تعانق أغصان زيتون تنهض من رماد وطن منهوب بنار صهيونية لا تخطئ القتل والتنكيل بشعبنا الفلسطيني الأبي. وهناك حيث مساحة الرواق للفنون بالمنامة كانت الأغنيات مساء الجمعة الماضي (1 ديسمبر 2023) تحاول حمل شيء من الوجع على كتفيها بأمسية «طريق آخر إلى شجرة الزيتون» التي استلت من اللحن رسائل مساندة وتضامن مع أهلنا في غزة؛ لترسخ حقيقة أن في قلب كل إنسان حر شجرة زيتون فلسطينية لا تقوى أي ريح على اجتثاثها.
قناديل نحو الشجرة
واستأنف الفنانون خطى المسير على الطريق الآخر نحو الشجرة بتحية حارة إلى كل الأمهات عبر أغنية (سلام عليكِ) ثم يمموا النبض شطر القدس من خلال أغنية بلد الزيتون (يا قدس)، ومع ضياء الحب المنبثق من ليل المنامة لسيدة الأرض توقفوا ليصلوا من أجل شهداء فلسطين على وقع ترنيمة ( صلاة)، وواصلوا شق الطريق بمؤازرة من شعر محمود درويش وموسيقى مرسيل خليفة وتحريض مباشر من أغنية ( لا تنسَ) وهي من كلمات زاهي وهبي.
على طريق الزيتون
ويكمل الفنان الموسيقي محمد المرباطي سرد مجريات الأمسية قائلاً: «كانت أغنية (لا تنسَ) المحرض الأقوى في إكمال الطريق إلى شجرة الزيتون وكأننا نرى دماء الشهداء تقاوم التأريخ المقحم والمزيف للمحتل الصهيوني، ومع ذلك فإننا خلال الطريق كنا نمشي ونردد مشددين بإصرار على ضرورة الانتصار لهذه الدماء «إلى فلسطين خذوني معكم» من خلال أغنية (أصبح عندي الآن بندقية). ثم أكملنا الطريق حاملين معنا أحلام الأطفال من خلال مقطوعة (حلم يوسف)؛ لنؤثث للشهيد عرسه الأبدي لأن كل شيء يغادر ولكن حلمه يبقى بقاء أبديا من خلال (العرس الأبدي)».
ليلة عزاء
وبين الحضور كانت الدموع تطبع شيئاً من حزنها على قسمات تأوي الأسى المعجون بالفقد في مشهد أوضح الفنان المرباطي بعض تفاصيله بالقول: «حضر الأمسية شاب فلسطيني وكان يبكي بحرقة شديدة جراء استشهاد أهله في قطاع غزة بزمن قريب جداً من عقد الأمسية التي اعتبرها كليلة عزاء ورثاء لهم، وهذا ما عمق إحساسي بقيمة عملنا الموسيقي التضامني».
سبعة أعمال
ويجدر بالذكر أن «طريق آخر إلى شجرة الزيتون» هي أمسية موسيقية غنائية قدمت فيها سبعة أعمال منها أصلية والأخرى معروفة حيث ضمت عملين غنائيين لمحمود درويش ومرسيل خليفة (سلامُ عليكِ وفي البال أغنية)، وعمل لنزار قباني ومحمد عبد الوهاب (أصبح عندي الآن بندقية). بالإضافة إلى خمسة أعمال أصلية من تلحين وتوزيع موسيقي لمحمد المرباطي وهي: بلد الزيتون (يا قدس) من كلمات نزار قباني، و(صلاة) من كلمات المرباطي أيضاً، و(لا تنسَ) من كلمات زاهي وهبي، مقطوعة (حلم يوسف) ألفها موسيقياً محمد المرباطي، و(العرس الأبدي) من كلمات عبدالحميد القائد.
والأمسية من إعداد وإشراف محمد المرباطي الذي تولى الغناء وعزف البيانو والتلحين الموسيقي. عود جاسم جواد، فيولينة (كمان) كرستيان بشارة، تشيللو إسلام العسّال، رق أحمد معني، إلكتريك جيتار: نادر، أكوستيك جيتار محمد جبّاري، وبيس جيتار خليل محمد.
وفي سياق الامتنان للجهود التي أسهمت في إنتاج العمل، وجه الفنان المرباطي شكرا خاصاً إلى مهندس الصوت مهدي أسيري وكل من كُميل سباع، آية، الأستاذ خليفة زيمان، عارف عامر، فواز الشيخ، جان البلوشي، أكبر حسين، ومتجر music spot للآلات الموسيقية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك