يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
تحية لحماة الحق والوطن
يوم الشرطة البحرينية الذي تحتفل به البلاد في 14 ديسمبر كل عام هي مناسبة وطنية للاحتفاء برجال الأمن في البلاد وللتعبير عن التقدير والامتنان لهم لدورهم الوطني المشهود.
حين نتحدث عن الدور الوطني للشرطة ولكل المنتسبين لوزارة الداخلية، فإن جوانب كثيرة يجب أن نتوقف عندها في مقدمتها جانبان أساسيان:
الجانب الأول: الدور الوطني المشهود الذي تلعبه الشرطة وكل المنتسبين لأجهزة الأمن في حفظ أمن المواطن والوطن وفي استقرار البلاد.
هذا الدور في حفظ الأمن والاستقرار هو الركيزة الأساسية لكل جهود التنمية والتقدم والنهضة. كما قال سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في تحيته لرجال الشرطة، ليست هناك تنمية من دون أمن واستقرار.
وينبغي أن ندرك أن قيام الشرطة بدورها الوطني في حفظ الأمن والاستقرار يتم بجهود هائلة وبتضحيات كثيرة.
يكفي أن نتذكر الظروف الصعبة التي مرت بها البحرين في السنوات الماضية والتي مثلت تحديات جسيمة لأمن البلاد واستقرارها وكيف نجحت قوات الشرطة والأمن في التعامل معها بكفاءة وحفظت أمن الوطن واستقراره، وقدمت في سبيل ذلك العديد من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن.
ويجب أن ندرك أن هذه المهمة في حفظ الأمن والاستقرار تزداد أهمية وإلحاحا في الوقت الحاضر وفي المستقبل على ضوء ما تواجهه المنطقة كلها من أخطار وتهديدات وتحديات.
والجانب الثاني: إن شرطة البحرين ووزارة الداخلية عموما في أدائها لمهامها وأدوارها الوطنية تفعل ذلك ليس بمنظور أمني ضيق ولكن من منظور اجتماعي وإنساني وحضاري عام وشامل.
يكفي أن نتوقف هنا عند تجربة العقوبات البديلة والسجون المفتوحة التي تعد تجربة إنسانية حضارية رائدة في العالم.
كما يكفي أن نشير إلى الدور الذي تلعبه الداخلية في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني.
وغير هذه هناك مبادرات اجتماعية وإنسانية كثيرة أخرى لا يتسع المجال هنا للحديث عنها تفصيلا، كلها تجسد الدور لاجتماعي الإنساني الذي تلعبه الداخلية ومن منطلق الحرص على مراعاة حقوق الإنسان وتعزيزها عبر مبادراتها.
الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية حين تحدث في الاحتفال الذي أقامته وزارة الداخلية بمناسبة يوم شرطة البحرين جاءت كلمته دقيقة ومعبرة أفضل تعبير عن أبعاد الأدوار الوطنية التي تلعبها الشرطة.
بداية، حدد وزير الداخلية بشكل بليغ جوهر الدور الوطني لمنتسبي الشرطة حين خاطبهم بالقول: «أنتم ركيزة حفظ النظام والسكينة والاستقرار وحماة الحق وسلامة الوطن والإنسان، وأداة القانون بحزم وعدالة وإنسانية وشجاعة وإقدام».
هذا بالفعل هو جوهر الدور الوطني للشرطة، وهو دور نبيل جليل.
وحرِص وزير الداخلية أن يؤكد معنى كبيرا وقيمة سامية حين قال، وعن حق تام، إن منتسبي الشرطة بالأدوار الوطنية التي يلعبونها، يمثلون أفضل تجسيد لحب الوطن والولاء الوطني ومن يحافظ على هذا الولاء في المجتمع في نفس الوقت. الوزير عبَّر عن هذا بشكل بليغ حين قال: «إن الانتماء الوطني، قيمة عظيمة يستوعبها الشرفاء ويجسدها الأوفياء. وأنتم خير من يحافظ على هذه المسيرة الأمنية بما لديكم من علم وخبرة وبما تتميزون به من عزيمة وولاء وإخلاص للتعامل مع التحديات».
ومن أهم الجوانب التي تطرق إليها وزير الداخلية في كلمته تحديده لأهم أبعاد وجوانب الاستراتيجية الأمنية المستقبلية التي تحكم أداء الشرطة وقوى الأمن لمهامها.
الوزير تطرق خصوصا إلى جانبين أساسيين لهذه الاستراتيجية المستقبلية يمثلان أهم مرتكزاتها:
الأول: إننا أمام مرحلة انتقالية من شرطة تقليدية إلى شرطة عصرية، أساسها التطور الهائل الذي طرأ على تقنية المعلومات، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على الأداء الأمني بشكل عام وسرعة ودقة وكفاءة الخدمات الأمنية التي تقدمها وزارة الداخلية.
والثاني: حماية هويتنا الوطنية وعاداتنا الحميدة من خلال تفعيل مختلف مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» بمشاركة المواطنين.
هذان هما المرتكزان الأساسيان للإستراتيجية الأمنية المستقبلية. ويعني هذا أن قيادات الأمن في البلاد وعلى رأسها وزير الداخلية تمارس مهامها الوطنية بشكل مدروس بدقة وبشكل يراعي كل الجوانب الأمنية والاجتماعية والإنسانية في وقت واحد.
يوم الشرطة البحرينية هو كما ذكرت في البداية مناسبة للتعبير عن الشكر والامتنان والتقدير لكل منتسبي الشرطة ووزارة الداخلية.
تحية من القلب لحماة الحق والوطن والمجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك