يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
رسائل جلالة الملك إلى شعب البحرين والعالم
حين تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم، فإنها تحتفل بتاريخ حضاري مجيد في ظل حكم آل خليفة، وبعهد من النهضة والإصلاح والإنجازات الكبرى منذ أن تولى جلالة الملك الحكم.
في الكلمة التي ألقاها جلالة الملك في الاحتفال بالأعياد الوطنية، لخص جلالته كل المعاني الوطنية النبيلة التي يمكن أن تثار في هذه المناسبة الوطنية الكبرى.
جلالة الملك حرص في كلمته على توجيه أربع رسائل وطنية كبرى إلى شعب البحرين والعالم تلخص هذه المعاني.
الرسالة الأولى: رسالة اعتزاز وفخر.
.. فخر واعتزاز بتاريخ البحرين العريق وحضارتها، وبما قدمه البناة والرواد الأوائل وما حققوه من إنجازات.
جلالته قال: «هذا الوطن العريق بزغ فجر مجده وشعَّت أنوار نجاحاته منذ أكثر من قرنين».
نعم.. البحرين لها أن تفخر وتعتز بريادتها التاريخية والحضارية، وبما حققته من إنجازات كبرى على امتداد أكثر من قرنين.
كان حكم آل خليفة للبحرين فاتحة لحقبة جديدة في تاريخها. حقبة تكرَّست فيها عروبتها، وشهدت بناء الدولة الحديثة خطوة بعد خطوة وحقبة بعد حقبة وجيلا بعد جيل.
على امتداد هذه العقود الطويلة بذل الرواد الأوائل جهودا تاريخية مشهودة وحققوا إنجازات كبرى، حصدت البحرين نتائجها وتم البناء عليها كما قال جلالة الملك.
ومع انطلاق العهد الجديد مع تولي جلالة الملك الحكم وطرح المشروع الإصلاحي التاريخي الكبير، فتحت البحرين فصلا جيدا في تاريخها.. فصلا من الإصلاح والتغيير على كل المستويات، ومن مواكبة تحولات العصر وتحقيق الإنجازات الكبرى.
من حق البحرين أن تعتز وتفتخر بكل هذا الذي حققته تاريخيا وحضاريا.
الرسالة الثانية: رسالة ثقة في تجربة البحرين وقدراتها.
جلالة الملك كان حريصا في كلمته على أن يعبر عن الثقة الكاملة في تجربة البحرين وفي القدرة على تحقيق الإنجازات. تجربة البحرين التي تقوم في جوهرها كما قال جلالته على الالتزام بترسيخ الأمن والاستقرار، وتطوير المؤسسات، وإعلاء المصلحة العليا للوطن والمواطن.
هذه الثقة في تجربة البحرين وقدراتها لم تأت من فراغ. لها مقومات وأسس حدد جلالته بعضا منها في «الحماسة الوطنية، والنشاط الميداني المنظم للحفاظ على موقع البحرين وإمكاناتها المتطورة، حضاريا وبشريا».
ومن أكبر مقومات هذه الثقة قيادة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء للعمل الحكومي وفق استراتيجية مدروسة مخططة، ووفق رؤى تواكب العصر وتسعى إلى حشد كل الطاقات والإمكانيات لتحقيق التنمية والتقدم في مختلف المجالات.
تعبير جلالة الملك عن الثقة في تجربة البحرين هو في الوقت نفسه تعبير عن الثقة المطلقة في أبناء البحرين وقدراتهم.
الرسالة الثالثة: رسالة الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
جلالة الملك في كلمته حرص على أن يبدأ كلمته السامية بالقول إن «آمالنا وطموحنا هو تحقيق الفضل والأجمل لمستقبل مملكتنا الحبيبة».
هذه رسالة أمل وتفاؤل في المستقبل. والحقيقة أن جلالة الملك يحرص دوما على تأكيد هذا المعنى بالإشارة باستمرار إلى أن الأجمل والأفضل قادم.
رسالة الأمل والتفاؤل هذه تجسد أولا إرادة جلالة الملك في تحقيق الأفضل لشعب البحرين والعمل من أجل ذلك.
كما يجسد هذا التفاؤل الثقة الكاملة في قدرة شعب البحرين وقدرة كل أجهزة ومؤسسات الدولة على مواجهة التحديات أيا كانت والتعامل معها بكفاءة. وهذا ما أثبتته التجربة بالفعل.
كما أن هذه دعوة من جلالة الملك إلى كل مؤسسات الدولة وكل المواطنين إلى العمل بكل إخلاص وجهد وطاقة من أجل بناء المستقبل الأجمل للبحرين.
حديث الأمل والتفاؤل على هذا النحو هو في الوقت نفسه بمثابة تطمين للمواطنين في الظروف الحالية التي ينتاب فيها الكل القلق مما يجري في المنطقة من أحداث وتطورات.
الرسالة الرابعة: رسالة من بحرين العروبة إلى العالم.
هذه رسالة وجهها جلالة الملك في كلمته ونصها «أن ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، كما سائر الشعوب، وذلك بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، وعلى الدول الفاعلة والمؤثرة أن تبدأ باتخاذ الخطوات المؤدية لتحقيق هذا الهدف النبيل».
من الملاحظ أن جلالة الملك حرص على أن يؤكد أن هذه الرسالة هي رسالة من البحرين وشعبها، أي أن هذا الموقف الذي عبر عنه جلالته هو موقف البحرين كلها، قيادة وشعبا.
وأن يختار جلالة الملك مناسبة وطنية كبرى مثل الأعياد الوطنية لتكون هذه هي الرسالة الأكبر للبحرين له معنى كبير يجسد التزام البحرين، قيادة وشعبا الذي لا يتزعزع بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق والوقوف بجانبه في محنته الحالية وحتى ينال حقوقه كاملة.
هذه الرسائل الأربع التي حرص جلال الملك على توجيهها إلى شعب البحرين والعالم في أعياد البحرين الوطنية لها معنى أساسي عام كبير، إن في البحرين قيادة حكيمة بعيدة النظر تعمل من أجل تقدم البحرين ونهضتها وكي تحتل مكانتها الرائدة في العالم. كما تحمل معنى أن البحرين مملكة واثقة قادرة على التعامل مع التحديات وتجاوزها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك