يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
عن انتخابات الرئاسة المصرية
انتخابات الرئاسة المصرية آليا انتهت بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي فوزا كبيرا ليست كأي انتخابات سابقة شهدتها مصر، وتعتبر من زوايا كثيرة نقطة تحول في الحياة السياسية المصرية.
عوامل كثيرة اجتمعت وأعطت الانتخابات أهميتها الاستثنائية.
بداية، قبل أشهر من انطلاق حملة انتخابات الرئاسة شهدت مصر حوارا وطنيا واسعا شاركت فيه كل القوى السياسية وقوى المجتمع المختلفة. هذا الحوار شهد جدلا واسعا وإسهامات من جانب كل القوى السياسية والمجتمعية حول مختلف القضايا الوطنية في المحاور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقدمت فيه أفكار كثيرة حول حل مختلف المشاكل والأزمات وحول تطوير العمل في كل المجالات. الحوار توصل إلى نتائج مهمة تعهدت الرئاسة بتنفيذها.
هذا الحوار الوطني رسخ اعتقادا عاما لدى المصريين بجدية الدولة في الانفتاح على مختلف الأفكار والتصورات من أجل التغيير والإصلاح.
هذا التطور كان في حد ذاته عاملا أساسيا في إعطاء أهمية خاصة لانتخابات الرئاسة.
غير هذا، شهدت الانتخابات منذ انطلاق حملة المرشحين تطورات إيجابية عدة.
أهم هذه التطورات أن المرشحين الى جانب الرئيس السيسي، وهم رؤساء أحزاب معارضة، أتيحت لهم الفرص كاملة لعرض برامجهم وتصوراتهم وآرائهم حول كل القضايا الوطنية سواء عبر أجهزة الإعلام او المؤتمرات الانتخابية، وغير ذلك من صور الدعاية الانتخابية.
تابعت على عدة محطات تلفزيونية مصرية لقاءات مطولة جدا مع هؤلاء المرشحين امتدت ساعات تحدثوا فيها بحرية كاملة وعرضوا كل أفكارهم وانتقاداتهم وبرامجهم.
هذا تطور جديد في الحياة السياسية المصرية وفي العملية الانتخابية. قدرة المرشحين على عرض برامجهم والدعاية لأنفسهم على هذا النحو رسخت اعتقادا بجدية العملية الانتخابية والرغبة العامة في أن تكون الانتخابات مختلفة بشكل إيجابي عن الانتخابات السابقة.
هذه الاعتبارات وغيرها قادت إلى أهم ظاهرة شهدتها انتخابات الرئاسة المصرية. نعني النسبة المرتفعة جدا للمشاركة الشعبية في الانتخابات والتي وصلت إلى 66.8%. هذه أعلى نسبة مشاركة في أي انتخابات مصرية سابقة.
هذه المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات ظاهرة تستحق التوقف عندها، أسبابها ومغزاها.
بالإضافة إلى الاعتبارات التي أشرنا إليها المتعلقة بمصداقية العملية الانتخابية، كان للتطورات العاصفة التي تشهدها المنطقة وبالأخص حرب الإبادة الصهيونية في غزة دور أساسي.
هذه الحرب تمثل كما نعلم خطرا داهما لمصر وأمنها القومي، وخاصة مع المخططات المعلنة للعدو الصهيوني حول طرد الفلسطينيين من أرضهم وترحيلهم إلى سيناء، الأمر الذي أعلنت مصر أنها ستتصدى له بكل قوة.
الشعب المصري كله يستشعر هذا الخطر الذي يمثله العدو ويهدد أمن البلاد.
وعبر التاريخ أثبت الشعب المصري أنه في وقت الأزمات الكبرى والأخطار التي تهدد البلاد يوحد صفوفه ويقف جبهة واحدة دفاعا عن الدولة في مواجهة الخطر وينسى أي خلافات أو مشاكل.
الشعب المصري بهذه المشاركة الشعبية غير المسبوقة في انتخابات الرئاسة أراد أن يبعث رسالة واضحة إلى العدو وإلى العالم. رسالة مؤداها أن الشعب يقف صفا واحدا مع القيادة في الدفاع عن أمن مصر ومن أجل إحباط أي مخططات عدوانية تستهدف البلاد.
عموما تعتبر انتخابات الرئاسة -كما ذكرت- نقطة تحول أساسية في الحياة السياسية في مصر جوهرها الانفتاح على كل القوى السياسية، والاستفادة من كل التصورات والآراء من أجل تطوير العمل السياسي ومعالجة مختلف المشاكل. كما تعد الانتخابات مؤشرا لوحدة الشعب المصري وإصراره على الدفاع عن أمن البلاد في مواجهة الأخطار.
ويأمل الشعب المصري أن يستمر هذا الانفتاح الذي شهدته مرحلة الانتخابات بعد ذلك، وأن يتم إشراك قوى المعارضة ومختلف القوى في برامج التغيير والإصلاح والاستفادة الجادة من أفكارها وتصوراتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك