العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا اعتذر رئيس الوزراء الأسترالي؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسترالي‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬ألبانيز‮»‬‭ ‬وقف‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬الاتحادي‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الأسترالي،‭ ‬وأمام‭ ‬أعين‭ ‬ومسمع‭ ‬الناس‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأسترالية‭ ‬والأجنبية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬وقال‭ ‬ونبرات‭ ‬الأسف‭ ‬والحزن‭ ‬تتقطر‭ ‬من‭ ‬لسانه‭ ‬وقلبه‭ ‬إنه‭ ‬اليوم‭ ‬نيابةً‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الأسترالي،‭ ‬تُقدِّم‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان‭ ‬اعتذاراً‭ ‬رسمياً‭ ‬كاملاً‭ ‬متأخراً‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬تحفظات‭ ‬لجميع‭ ‬الناجين‭ ‬وأسرهم‭ ‬وأحبائهم‭ ‬ومقدمي‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬بسبب‭ ‬واحدٍ‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أحلك‭ ‬الفصول‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أستراليا‭ ‬الطبي‭.‬‮   ‬‭ ‬

ما‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬الضحايا‭ ‬والشعب‭ ‬الأسترالي‭ ‬برمته‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬بحيث‭ ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينقشها‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أمته،‭ ‬ويخلِّد‭ ‬ذكرى‭ ‬هذه‭ ‬الطامة‭ ‬الصحية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الأسترالي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬نصب‭ ‬تذكاري‭ ‬للناجين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬متنزه‭ ‬عام‭ ‬أمام‭ ‬بحيرة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كانبيرا؟‭ ‬

فما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬ولم‭ ‬تقع‭ ‬أحداثه‭ ‬ومشاهده‭ ‬المأساوية‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬بدأت‭ ‬خيوط‭ ‬الكارثة‭ ‬العقيمة‭ ‬تتضح‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬عاماً‭. ‬

فالفصل‭ ‬والمشهد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬النكبة‭ ‬الصحية‭ ‬المؤلمة‭ ‬الحزينة‭ ‬يفتح‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كيمي‭ ‬جرونينثال‮»‬‭ (‬Chemie‭ ‬Grünenthal‭) ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬تقوم‭ ‬الشركة‭ ‬بتقديم‭ ‬دوائها‭ ‬السحري‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الثاليدوميد‮»‬‭ (‬Thalidomide‭)‬،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬موجهاً‭ ‬للنساء‭ ‬الحوامل‭ ‬اللاتي‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭ ‬مزمنة‭ ‬عند‭ ‬الاستيقاظ‭ ‬في‭ ‬الصباح،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الصداع‭ ‬الحاد،‭ ‬والقيء،‭ ‬والشعور‭ ‬بالغثيان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأرق‭ ‬والقلق‭. ‬فجاء‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬الأعجوبة‭ ‬ليعالج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭. ‬وبالفعل‭ ‬قدَّم‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬العلاج‭ ‬الشافي‭ ‬والكافي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المرضية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنساء،‭ ‬ولذلك‭ ‬اكتسب‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وزادت‭ ‬أعداد‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬تناولن‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭. ‬

وهنا‭ ‬يسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬قصتنا‭.‬

ويأتي‭ ‬المشهد‭ ‬الثاني،‭ ‬فيُفتح‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬طفلة‭ ‬في‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬ولكنها‭ ‬منذ‭ ‬ولادتها‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭ ‬الأطراف،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذراعٍ‭ ‬كلياً،‭ ‬وبعض‭ ‬أصابع‭ ‬الرجل‭ ‬مفقود‭.‬‮ ‬‭ ‬كما‭ ‬تشاهد‭ ‬أيضاً‭ ‬صوراً‭ ‬لم‭ ‬يرها‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أبداً‭ ‬للضحايا‭ ‬‮«‬شبه‭ ‬البشرية‮»‬‭ ‬الغريبة‭ ‬المظهر‭ ‬الذين‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬تشوهات‭ ‬خَلْقية‭ ‬جسدية‭ ‬منذ‭ ‬خروجهم‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬قضى‭ ‬نحبه،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬ينتظر‭ ‬ويحكي‭ ‬قصته‭ ‬الأليمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬وهو‭ ‬معوق‭ ‬جسدياً،‭ ‬ومشوه‭ ‬خَلْقياً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬رجله‭ ‬ويده‭ ‬وأصابعه‭. ‬فكانت‭ ‬المعاناة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬العصيبة‭ ‬طويلة‭ ‬جداً‭ ‬وصلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬الستين‭ ‬عاماً،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬المعاناة‭ ‬مُركبة،‭ ‬جسدية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ونفسية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬الألم‭ ‬العميق‭ ‬والمعاناة‭ ‬المستمرة‭ ‬عقوداً‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬وباقي‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬جميعهم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهتم‭ ‬وترعى‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬الطفولة‭ ‬والمراهقة‭ ‬هذا‭ ‬الجنين‭ ‬الغريب‭ ‬والمشوه،‭ ‬فالألم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جسدياً‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬نفسياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء‭. ‬‮ ‬

فالذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬لهذه‭ ‬التشوهات‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعلموا‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬أسباب‭ ‬ولادة‭ ‬هذه‭ ‬الأجنة‭ ‬الغريبة،‭ ‬وكأنها‭ ‬مخلوقات‭ ‬فضائية‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬آخر‭ ‬نزلت‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬فقد‭ ‬وقع‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬المتزايدة‭ ‬والمتفاقمة‭ ‬والتي‭ ‬أخذت‭ ‬في‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توزيع‭ ‬الدواء‭ ‬عليها‭. ‬ومضت‭ ‬سنوات‭ ‬والظاهرة‭ ‬تزداد،‭ ‬والحالات‭ ‬الغريبة‭ ‬من‭ ‬الأجنة‭ ‬تتنوع‭ ‬في‭ ‬تشوهاتها‭ ‬الجسدية‭ ‬العضوية،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتدقيق‭ ‬تأكد‭ ‬الأطباء‭ ‬المعالجون‭ ‬لهذه‭ ‬الحالات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬تناول‭ ‬النساء‭ ‬الحوامل‭ ‬لهذه‭ ‬الأدوية‭ ‬وولادة‭ ‬الأجنة‭ ‬المعوقة‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬إثبات‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬السببية‭ ‬بين‭ ‬الدواء‭ ‬والمرض‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬تسويقه‭ ‬وبيعه،‭ ‬حتى‭ ‬زادت‭ ‬الضغوط‭ ‬عليها‭ ‬واشتدت،‭ ‬وارتفعت‭ ‬أصوات‭ ‬المنادين‭ ‬للتوقف‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل‭. ‬

وأخيراً‭ ‬نأتي‭ ‬إلى‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬المرعبة‭ ‬والمحزنة‭ ‬لكي‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬الدروس‭ ‬والعبر،‭ ‬ونستفيد‭ ‬من‭ ‬هفواتها‭ ‬وفجواتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نزِّل‭ ‬ونسقط‭ ‬فيها‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬أولاً‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬هنا‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير‭ ‬واللقاحات‭ ‬لا‭ ‬تُعير‭ ‬أي‭ ‬اهتمامٍ‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وسلامة‭ ‬بيئته،‭ ‬فهي‭ ‬تحاول‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬والملتوية‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬وبأسرع‭ ‬وقتٍ‭ ‬ممكن‭.‬

والثانية‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬تُحذرنا‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير‭ ‬مهما‭ ‬ادعتْ‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬سلامتها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أمانها‭ ‬وثبوت‭ ‬سلامتها،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬أعراضها‭ ‬الجانبية‭ ‬المحتملة،‭ ‬فمعظم‭ ‬الأدوية‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬جانبية‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬حدتها‭ ‬وقوتها‭ ‬من‭ ‬إنسان‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬تكون‭ ‬مهلكة‭.‬

وختاماً‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬أكثر‭ ‬وأدق‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الصحية،‭ ‬فيمكنه‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬كتابٍ‭ ‬جديد‭ ‬صدر‭ ‬مؤخراً‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬432‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬‮«‬جينيفر‭ ‬فاندربس‮»‬‭ (‬Jennifer‭ ‬Vanderbes‭) ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الدواء‭ ‬الأعجوبة‭: ‬الأسرار‭ ‬التاريخية‭ ‬لدواء‭ ‬الثاليدوميد‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وضحاياه‭ ‬المخفيين‮»‬‭. ‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا