يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
مجرمو الحرب يحكمون العالم
هذا وضع لم يحدث في تاريخ البشرية كلها. العالم كله أصبح في قبضة مجرمي الحرب والإبادة. هم الذين يحكمون العالم ويفرضون إرادتهم الهمجية على الجميع.
يكفي فقط أن نتأمل ما جرى في مجلس الأمن الدولي في الأيام الماضية.
على امتداد أكثر من أسبوع جرت مشاورات ومفاوضات في مجلس الأمن حول مشروع قرار يطالب فقط بوقف انساني لإطلاق النار في غزة للسماح بإغاثة الشعب الفلسطيني ودخول المساعدات الإنسانية.
كل دول العالم ممثلة في أعضاء مجلس الأمن كانت منذ البداية مؤيدة للقرار باستثناء أمريكا. أمريكا تلاعبت بكل الدول الأعضاء، وظلت كل يوم تطلب تأجيل التصويت بزعم إجراء تعديلات على مشروع القرار كي توافق عليه.
في النهاية اتضحت حقيقة النوايا الأمريكية، المعروفة على أي حال. اتضح أن أمريكا لا تريد أي وقف لإطلاق النار وفقا لأي صيغة، وتريد للعدو الصهيوني أن يكون حرا ويمضي قدما في حرب الإبادة التي يشنها بكل شناعتها، وألا يضع أي أحد أو قرار أي قيد عليه.
استخدمت أمريكا الفيتو ضد تعديلات روسيا على مشروع القرار كي يتضمن وقفا لإطلاق النار. واتخذ المجلس قرارا لا معنى ولا قيمة له على الإطلاق بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ما معنى هذا الذي جرى؟.
معناه أن مجرمي الحرب الصهاينة ومجرمي الحرب الأمريكيين الذين يتحملون مسئولية أكبر من الصهاينة، فرضوا إرادتهم على العالم على الرغم من أن هذه الإرادة وحشية همجية بما لا يتصوره بشر.
معناه أن العالم كله يقف عاجزا تماما أمام إرادة هؤلاء المجرمين، ولا يستطيع أن يفعل شيئا.
العالم كله عاجز عن أن يحمي رضيعا أو طفلا أو فتاة أو امرأة أو شابا أو رجلا من القتل الجماعي، وعن أن يمنع تدميرا همجيا لمسجد أو كنيسة أو مدرسة أو مستشفى أو ملجأ تابع للأمم المتحدة.
يحدث هذا في الوقت الذي يتابع فيه العالم كله جرائم لم يسبق أن شاهدها تحدث في أي مكان.. يتابع العالم شعبا يباد بكامله، وبلدا يتم تسويته بالأرض.
ويحدث هذا على الرغم من انتفاضة شعوب العالم كلها تقريبا في وجه الهمجية الصهيونية وتأييدا للشعب الفلسطيني ومطالبة بالوقف الفوري لجرائم الإبادة. حتى الذين كانوا مترددين أو صامتين في بداية الحرب لم يستطيعوا الاستمرار في صمتهم أمام هول ما يجري في غزة، بمن في ذلك مثلا آلاف المسئولين والموظفين الأمريكيين في وزارة الخارجية ومختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية الذين بعثوا رسائل لبايدن وأصدروا بيانات تندد بالموقف الأمريكي وتطالب بوقف الحرب فورا.
ليست هناك جريمة واحدة من جرائم الحرب والإبادة إلا ويرتكبها العدو الصهيوني على مدار الساعة وبأبشع وأفظع الصور في غزة.
لكن كل هذا في عرف المجتمع الدولي على نحو ما تجسد في مجلس الأمن كأنه لا يحدث، أو كأن الفلسطينيين ليسوا بشرا ويستحقون ما يجري لهم.
العالم كله رضخ لإرادة مجرمي الحرب والإبادة.
ما حدث في مجلس الأمن الدولي ليس مجرد عجز عن حماية شعب فلسطين من الإبادة الجماعية وعن وقف هذه الإبادة، لكنه بمثابة ضوء أخضر لمجرمي الحرب الصهاينة كي يمضوا قدما في إجرامهم ويكملوا إبادة ما تبقى من غزة وأهلها وهم مطمئنون إلى جبن العالم وعجزه. وهذا ما حدث بالفعل. كل التقارير تشير إلى تصاعد العدوان الصهيوني بشكل غير مسبوق بعد عجز مجلس الأمن عن تقرير وقف إطلاق النار.
العالم كله سيدفع ثمنا فادحا لهذا الوضع وللرضوخ لإرادة مجرمي الحرب والإبادة.
وهذا حديث آخر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك