العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صراع القوى الكـبـرى على الثروات المعـدنية فـي أعـماق الـمحيطات

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني 

الأربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

الصراع‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الأرضية‭ ‬والثروات‭ ‬والخيرات‭ ‬الموجودة‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬باطنها‭ ‬قد‭ ‬حُسم‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وانتهى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬بعيد،‭ ‬فكل‭ ‬دولة‭ ‬أخذت‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الثروات‭ ‬والموارد‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬واستقرت‭ ‬الأمور‭ ‬وتمت‭ ‬الموافقات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬كل‭ ‬دولة‭.‬

واليوم‭ ‬بدأ‭ ‬صراع‭ ‬آخر‭ ‬يحتدم‭ ‬على‭ ‬مصدرٍ‭ ‬جديد‭ ‬للثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬الفطرية‭ ‬التي‭ ‬خزَّنها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالي‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وبدأت‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬تتشكل‭ ‬وتتحد‭ ‬لاحتلال‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬ثم‭ ‬توزيعها‭ ‬وإعطاء‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬حصتها‭ ‬حسب‭ ‬نفوذها،‭ ‬وقوتها،‭ ‬وهيمنتها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬

وهذا‭ ‬المصدر‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬المعارك‭ ‬تحوم‭ ‬حوله‭ ‬وتشتد‭ ‬هو‭ ‬الثروات‭ ‬المعدنية‭ ‬القابعة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المحيطات‭ ‬الشديدة‭ ‬البرودة،‭ ‬والمظلمة‭ ‬على‭ ‬أعماق‭ ‬كيلومترات‭ ‬طويلة‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ثروة‭ ‬التنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬النباتي‭ ‬والحيواني‭ ‬النادرة،‭ ‬والفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬وغير‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬كوكبنا‭.‬

وهنا‭ ‬بالتحديد‭ ‬أقصد‭ ‬مناطق‭ ‬البحار‭ ‬العليا‭ ‬العميقة‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬والخيرات‭ ‬المعدنية‭ ‬والحيوية‭ ‬الجاثمة‭ ‬في‭ ‬قاعها،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬وليست‭ ‬لأية‭ ‬السيادة‭ ‬عليها‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فهي‭ ‬مناطق‭ ‬عامة‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء،‭ ‬ولذلك‭ ‬فالثروات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تُكتشف‭ ‬فيها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توزع‭ ‬بالعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

فهذا‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النظرية،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الواقعية‭ ‬والعملية‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تسود‭ ‬فيه‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬وإعطاء‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه،‭ ‬وإنما‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متجبر‭ ‬دكتاتوري،‭ ‬يأكل‭ ‬فيه‭ ‬القوي‭ ‬الضعيف،‭ ‬ويعتدي‭ ‬فيه‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬حرمات‭ ‬الضعيف،‭ ‬ويسرق‭ ‬فيه‭ ‬الغني‭ ‬والمتسلط‭ ‬مال‭ ‬الفقير‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭.‬

ولذلك‭ ‬فالدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الغنية‭ ‬المتقدمة‭ ‬توجهت‭ ‬أنظارها‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المصدر‭ ‬الجديد‭ ‬للثروة‭ ‬المعدنية‭ ‬والحيوية‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المحيطات،‭ ‬وبدأ‭ ‬سباق‭ ‬التنافس‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وجعلها‭ ‬تحت‭ ‬نفوذها،‭ ‬وبخاصة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يتجه‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬نحو‭ ‬ثورة‭ ‬جديدة‭ ‬لتطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة‭ ‬بعيداً‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬وألواح‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬وغيرها‭. ‬وهذه‭ ‬الثورة‭ ‬لكي‭ ‬تنجح‭ ‬وتستديم‭ ‬وتؤتي‭ ‬أكلها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬معدنية‭ ‬خام‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬وتُشغل‭ ‬مصانعها،‭ ‬كالليثيوم،‭ ‬والنيكل،‭ ‬والنحاس،‭ ‬والعناصر‭ ‬الأرضية‭ ‬النادرة،‭ ‬والمنغنيز،‭ ‬والخارصين،‭ ‬وهذه‭ ‬المعادن‭ ‬مخزنة‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬قاع‭ ‬المحيطات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬سيادة‭ ‬أحد‭.‬

ومن‭ ‬الحِيل‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬القوية‭ ‬والمؤثرة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬توسعة‭ ‬ومد‭ ‬مساحة‭ ‬الجرف‭ ‬القاري‭ ‬تحت‭ ‬البحر‭ ‬لمساحات‭ ‬واسعة‭ ‬جداً،‭ ‬فتُدْخِلها‭ ‬وتَضُمها‭ ‬كجزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬إلى‭ ‬مساحة‭ ‬الدولة‭ ‬تحت‭ ‬البحر،‭ ‬وهذه‭ ‬المساحات‭ ‬التي‭ ‬تصبح‭ ‬تحت‭ ‬سيادتها‭ ‬وهيمنتها،‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬غنية‭ ‬وثريَّة‭ ‬بالمعادن‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬وتعتمد‭ ‬عليها‭ ‬ثورة‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬العالمية‭ ‬القادمة،‭ ‬وتكون‭ ‬هي‭ ‬الخطوة‭ ‬الاستباقية‭ ‬لتأمين‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬لتشغيل‭ ‬مصانعها،‭ ‬واحتكار‭ ‬سوق‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬البديلة‭.‬

فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬المنشور‭ ‬الصادر‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬إعلان‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬الخارجية‭ ‬الممتدة‭ ‬للجرف‭ ‬القاري‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬الخارجية‭ ‬للجرف‭ ‬القاري‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تتجاوز‭ ‬200‭ ‬ميل‭ ‬بحري‭ ‬من‭ ‬الساحل،‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الجرف‭ ‬القاري‭ ‬الممتد‮»‬‭ ‬‭(‬Extended‭ ‬Continental‭ ‬Shelf‭).‬‭ ‬وهذه‭ ‬المساحة‭ ‬اللامتناهية‭ ‬التي‭ ‬ضمتها‭ ‬أمريكا‭ ‬إلى‭ ‬مساحتها‭ ‬تُقدر‭ ‬بنحو‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬أي‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬ولاياتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬كولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬وتكساس‭. ‬وتحتوي‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بها‭ ‬أمريكا‭ ‬والواقعة‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬وبحر‭ ‬برنج‭ (‬Bering‭ ‬Sea‭) ‬على‭ ‬ثروات‭ ‬بحرية‭ ‬فطرية‭ ‬كسرطان‭ ‬البحر،‭ ‬والشعاب‭ ‬المرجانية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬والموارد‭ ‬والثروات‭ ‬المعدنية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬النجاح‭ ‬والتفوق‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬المتجددة‭. ‬وقد‭ ‬أَكدتْ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبيرج‮»‬‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬عن‭ ‬حصة‭ ‬الأسد‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بها‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬خيرات‭ ‬قاع‭ ‬المحيطات‭ ‬والموارد‭ ‬المخزنة‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬حيث‭ ‬ورد‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تطالب‭ ‬بجزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قاع‭ ‬البحر‭ ‬وسط‭ ‬دفعة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للموارد‮»‬‭. ‬وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أخذت‭ ‬أيضاً‭ ‬مساحات‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬وخليج‭ ‬مكسيكو‭ ‬تحت‭ ‬مبرر‭ ‬وحجة‭ ‬الجرف‭ ‬القاري‭.‬

ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمستضعفة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تأثير‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬نفوذ‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري،‭ ‬فتحديد‭ ‬مساحة‭ ‬الجرف‭ ‬القاري‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬موافقة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬معاهدة‭ ‬البحار‭ ‬لعام‭ ‬1982‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الدولية،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬أمريكا‭ ‬لم‭ ‬تصادق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة،‭ ‬فقامت‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص،‭ ‬ودون‭ ‬مراجعتها‭ ‬واستشارتها،‭ ‬وكأنها‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بوجودها‭ ‬أصلاً‭ ‬كأداة‭ ‬دولية،‭ ‬فرَسَمتْ‭ ‬حدودها‭ ‬تحت‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬وعلى‭ ‬حسب‭ ‬أهوائها‭ ‬ومصالحها‭ ‬القومية‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الأحادية‭ ‬وفرضت‭ ‬رأيها‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬ستتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬أخرى‭ ‬بهدف‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المنابع‭ ‬المعدنية‭ ‬القابعة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المحيطات‭ ‬والتي‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬المعادن،‭ ‬فالأول‭ ‬هو‭ ‬الترسبات‭ ‬متعددة‭ ‬المعادن‭ ‬بحجم‭ ‬البطاطس‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬المحيط‭ ‬(deposit-rich polymetallic nodules)،‭ ‬ومن‭ ‬أشهرها‭ ‬منطقة‭ ‬(Clarion-Clipperton Fracture Zone) في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغربي‭ ‬بين‭ ‬هاواي‭ ‬والمكسيك،‭ ‬ومساحتها‭ ‬نحو‭ ‬4‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭. ‬وأما‭ ‬النوع‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬ترسبات‭ ‬مركبات‭ ‬الكبريتيد (polymetallic sulphides)،‭ ‬والثالث‭ ‬فهو‭ ‬الصخور‭ ‬القاعية (crusts)،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬جبال‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬المحيط (seamounts).

وهذه‭ ‬الثروات‭ ‬المعدنية‭ ‬والحيوية‭ ‬المشتركة‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬مسؤولية‭ ‬وكالةْ،‭ ‬أو‭ ‬سلطة‭ ‬أممية‭ ‬معنية‭ ‬بتنظيم‭ ‬أعماق‭ ‬المحيطات،‭ ‬أو‭ ‬مناطق‭ ‬البحار‭ ‬العليا‭ ‬(The International Seabed Authority)،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التنقيب‭ ‬والاستخراج،‭ ‬أو‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ثرواتها‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭. ‬ولذلك‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬ومنظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لعبة‭ ‬تحت‭ ‬يد‭ ‬وسلطة‭ ‬الدول‭ ‬العظمى،‭ ‬وستقع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬النفوذ‭ ‬والسلطة‭ ‬الأكبر‭. ‬وستُمثل‭ ‬هذه‭ ‬الوكالة‭ ‬الأممية‭ ‬مجرد‭ ‬الغطاء‭ ‬الشرعي‭ ‬والقانوني‭ ‬للدول‭ ‬المتنفذة‭ ‬العظمى‭ ‬لتعبث‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البحار‭ ‬فساداً،‭ ‬ونهباً‭ ‬لخيراتها‭ ‬ومواردها‭ ‬العامة‭ ‬والمشتركة،‭ ‬وتشغيلاً‭ ‬لمصانعها‭ ‬وبرامجها‭ ‬التنموية،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬ستنتظر‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والنامية‭ ‬ليُلقى‭ ‬عليها‭ ‬الفتات‭ ‬والقليل‭ ‬مما‭ ‬يتبقى‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬أعماق‭ ‬المحيطات‭.‬

‮ ‬bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا