العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اغتيال العاروري لن يغير من واقع الهزيمة الإسرائيلية

بقلم: وسام رفيدي

السبت ٠٦ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

تعلم‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأجهزتها‭ ‬وكبار‭ ‬مسؤوليها‭ ‬ومحللوها‭ ‬وإعلاميوها‭ ‬أن‭ ‬اغتيال‭ ‬القائد‭ ‬القسامي‭ ‬الكبير‭ ‬الشيخ‭ ‬صالح‭ ‬العاروري‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬وضع‭ ‬المقاومة‭ ‬شيئا،‭ ‬فهم‭ ‬على‭ ‬غباء‭ ‬حساباتهم‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الحالية،‭ ‬ينجحون‭ ‬أحياناً‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬بعضٍ‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ‭ ‬ويعلمونها‭ ‬جيداً‭. ‬

لقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬أجهزة‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬ومختلف‭ ‬الفصائل،‭ ‬وتاريخ‭ ‬الثورة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حافل‭ ‬بسجل‭ ‬الاغتيالات‭. ‬ينجح‭ ‬العدو‭ ‬تكتيكياً‭ ‬بالاغتيال؟‭ ‬نعم‭ ‬ينجح‭ ‬تكتيكيا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ (‬نصراً‭)‬؟‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يمكنه‭ ‬فقد‭ ‬حقق‭ ‬هدفاً‭ ‬وضعه‭ ‬لنفسه‭. ‬ولكنه‭ ‬استراتيجياً‭ ‬لا‭ ‬ينجح،‭ ‬فلا‭ ‬المقاومة‭ ‬تنتهي‭ ‬ولا‭ ‬بروز‭ ‬القيادات‭ ‬الجديدة‭ ‬كذلك‭. ‬من‭ ‬حماس‭ ‬مثلاً‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬الصف‭ ‬القيادي‭ ‬الأول‭ ‬برمته‭ ‬شهيداً،‭ ‬من‭ ‬أحمد‭ ‬ياسين‭ ‬ومروراً‭ ‬بعبدالعزيز‭ ‬الرنتيسي‭ ‬وصلاح‭ ‬شحادة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الجعبري،‭ ‬وبعدهم‭ ‬ظهر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬التي‭ ‬امتلكت‭ ‬جرأة‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬وقلب‭ ‬معالم‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬هذه‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬والشيخ‭ ‬العاروري‭ ‬من‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ومعه‭  ‬يحيى‭ ‬السنوار‭ ‬ومحمد‭ ‬الضيف‭ ‬ومروان‭ ‬عيسى‭ ‬وإسماعيل‭ ‬هنية‭. ‬أما‭ (‬انتصاره‭) ‬هذا‭ ‬فيتحول‭ ‬إلى‭ ‬خزي،‭ ‬إذ‭ ‬يتقزم‭ ‬أمام‭ ‬هزيمته‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬متراً‭ ‬واحداً‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬باهظ،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬البقاء‭ ‬فيه‭.‬

أما‭ ‬الحديث‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬عن‭ ‬الترتيبات‭ ‬للتقدم‭ ‬للمرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬فيجب‭ ‬قراءته‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مجريات‭ ‬الحرب‭ ‬ذاتها‭ ‬بكل‭ ‬تداخلاتها‭.‬

من‭ ‬الوجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬الصرف‭ ‬ينبغي‭ ‬تأكيد‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يقر‭ ‬بها‭ ‬الاحتلال‭ ‬قبل‭ ‬المقاومة،‭ ‬وهي‭ ‬الفشل‭ ‬المدوّي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬للحرب‭. ‬ليس‭ ‬من‭ ‬هدف‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬وهذا‭ ‬معروف‭ ‬تماماً،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬تشتد‭ ‬عمليات‭ ‬المقاومة‭ ‬قوة‭ ‬واتساعاً،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬دخلوها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين،‭ ‬ولم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬يتعرضون‭ ‬لضربات‭ ‬المقاومة‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬يومياً‭. ‬

أما‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭ ‬فلم‭ ‬تحرر‭ (‬العملية‭ ‬العسكرية‭) ‬كما‭ ‬يسمونها‭ ‬أي‭ ‬أسير،‭ ‬فيما‭ ‬قدرات‭ ‬المقاومة،‭ ‬وهي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬تضررت‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قصف‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬85‭ ‬للحرب،‭ ‬وتنظيم‭ ‬الكمائن‭ ‬وتفخيخ‭ ‬الأنفاق‭ ‬وقنص‭ ‬الجنود‭ ‬واقتناص‭ ‬الدبابات‭ ‬والآليات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عليهم‭ ‬إعلان‭ ‬الفشل‭ ‬رسمياً،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬جنرالاتهم‭ ‬المتقاعدين‭ ‬وصحفييهم‭ ‬لم‭ ‬يبخلوا‭ ‬باستخدام‭ ‬هذا‭ ‬التوصيف‭ (‬الفشل‭).‬

والوضع‭ ‬الداخلي‭ ‬غير‭ ‬المواتي‭ ‬نهائياً‭ ‬لحالة‭ ‬حرب‭ ‬يزداد‭ ‬تأزماً،‭ ‬سواء‭ ‬بفعل‭ ‬الخلافات‭ ‬المحتدمة‭ ‬داخل‭ (‬فريق‭ ‬قرار‭ ‬الحرب‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الشارع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬أهالي‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭. ‬لقد‭ ‬ازداد‭ ‬وضع‭ ‬التأزم‭ ‬تأزماً‭ ‬إضافياً‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬نتنياهو‭ ‬تحديداً‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬بخصوص‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬المعقولية،‭ ‬بحيث‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬تكرار‭ ‬السؤال،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بقوة‭ ‬أكثر‭: ‬هل‭ ‬يتجه‭ ‬الكيان‭ ‬إلى‭ ‬الانفجار‭ ‬الداخلي‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬مداياته؟‭. ‬سؤال‭ ‬افتراضي‭ ‬منطقي‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬فتزداد‭ ‬عزلة‭ ‬الكيان،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬سوى‭ ‬سيده‭ ‬الأمريكي‭ ‬يدعم‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬ويرفض‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وظهر‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬فيما‭ ‬موقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تحول،‭ ‬ولو‭ ‬كموقف‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ (‬الكلام‭) ‬بالحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬للمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وجاءت‭ ‬مطالبة‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬الصديقة‭ ‬بطلب‭ ‬فحص‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لتزيد‭ ‬عزلة‭ ‬الاحتلال‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬أما‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬العالم‭ ‬فتهتف‭ ‬بحرية‭ ‬فلسطين‭ ‬وسقوط‭ ‬الاحتلال‭.‬

ضمن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬بالأساس‭ ‬نتاج‭ ‬المقاومة‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬الميدانية،‭ ‬أضف‭ ‬إليه‭ ‬تأزم‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬كما‭ ‬يعلن‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تباعاً،‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬خطوة‭ ‬الشروع‭ ‬بالحملة‭ ‬الثالثة‭ ‬لما‭ ‬يسمونه‭ (‬العملية‭ ‬العسكرية‭).‬

ماذا‭ ‬يعنون‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثالثة؟‭ ‬مرة‭ ‬يقولون‭ ‬توقف‭ ‬القصف‭ ‬المكثف‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬والضربات‭ ‬المركزة،‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬الاغتيالات‭ ‬وضرب‭ ‬مراكز‭ ‬محددة‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬واجتياحات‭ ‬محدودة‭ ‬يتبعها‭ ‬الانسحاب،‭ ‬تقريباً‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الآن‭. ‬ومرة‭ ‬يقولون‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭ ‬باتجاه‭ (‬منطقة‭ ‬عازلة‭)‬،‭ ‬تطوّق‭ ‬القطاع‭ ‬شمالاً‭ ‬وشرقاً‭ ‬بعرض‭ ‬كيلو‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬ومرة‭ ‬ثالثة‭ ‬يقولون‭ ‬الاستمرار‭ ‬بالعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ (‬حدود‭ ‬إسرائيل‭) ‬لا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬أوردت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬الجيش‭.‬

واضح‭ ‬أن‭ ‬الارتباك‭ ‬سيد‭ ‬الموقف،‭ ‬وتلك‭ ‬ميزة‭ ‬المهزومين‭ ‬الذين‭ ‬يتلقون‭ ‬ضربات‭ ‬يومية‭ ‬ويحاولون‭ ‬جهدهم‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الواقع،‭ ‬بالضبط‭ ‬كما‭ ‬يتصرفون‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬يرتبكون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قراراتهم‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬الإبادة‭ ‬والإيغال‭ ‬في‭ ‬دماء‭ ‬شعبنا‭. ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬ينطق‭ ‬بشيء‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬وكل‭ ‬وزير‭ ‬يصرح‭ ‬برغباته‭ ‬الدموية‭ ‬بطريقته،‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أنهم‭ ‬يعانون‭ ‬الهزيمة‭ ‬الميدانية،‭ ‬وما‭ ‬تصرفهم‭ ‬هكذا‭ ‬إلا‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الهزيمة‭.‬

أما‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬هو‭ ‬استجابة‭ ‬لطلب‭ ‬أمريكي،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬تعمية‭ ‬على‭ ‬الهزيمة،‭ ‬وبذات‭ ‬الوقت‭ ‬آلية‭ ‬نزول‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومسؤوليها‭ ‬عن‭ ‬الشجرة،‭ ‬آلية‭ ‬تقدمها‭ ‬أمريكا‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أداتهم‭ ‬المدللة‭ ‬من‭ ‬حماقات‭ ‬قراراتها‭.‬

لا‭ ‬استجابة‭ ‬للطلب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ولا‭ ‬اعتبارات‭ ‬تكتيكية‭ ‬عسكرية،‭ ‬بل‭ ‬فض‭ ‬للاشتباك‭ ‬الذي‭ ‬يوقع‭ ‬الخسائر‭ ‬اليومية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬صفوفهم‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬وفي‭ ‬محيطهما،‭ ‬وانسحاب‭ ‬المهزوم‭ ‬الذي‭ ‬يموّه‭ ‬هزيمته‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬والاعتبارات‭ ‬التكتيكية‭ ‬العسكرية‭.‬

أما‭ ‬حديث‭ ‬نتنياهو‭ ‬وجالانت‭ ‬المتكرر‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬والعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬فهو‭ ‬هروب‭ ‬للأمام‭ ‬لا‭ ‬أكثر،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬العدوان‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيستمر‭ ‬ولكن‭ ‬سيأخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬جديدة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬خسائرهم‭ ‬الميدانية‭.‬

يمكن‭ ‬للمستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬أن‭ ‬تتبجح‭ (‬بالانتصار‭) ‬الجديد‭ ‬باغتيال‭ ‬الشيخ‭ ‬العاروري،‭ ‬فيقدمون‭ ‬العملية‭ (‬كصورة‭ ‬نصر‭ ‬عظيم‭)‬،‭ ‬فيحاولون‭ ‬تهدئة‭ ‬الشارع‭ ‬والمنتقدين‭ ‬والغاضبين‭ ‬لفشل‭ ‬حربهم‭ ‬وعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬ينفعهم،‭ ‬فمنذ‭ ‬شهرين‭ ‬وهم‭ ‬يقدمون‭ ‬صوراً‭ ‬عديدة‭ ‬لم‭ ‬تنقذهم‭ ‬من‭ ‬وحل‭ ‬رمال‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ولم‭ ‬تنقذهم‭ ‬بالتالي‭ ‬من‭ ‬هزيمتهم‭ ‬في‭ ‬الميدان‭.‬

استشهاد‭ ‬المجاهد‭ ‬صالح‭ ‬العاروري‭ ‬مؤلم‭ ‬لشعبنا‭ ‬وخبر‭ ‬أليم‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬ولكن‭ ‬سبقه‭ ‬مئات‭ ‬القادة‭ ‬ومئات‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬الشهداء،‭ ‬ومسيرة‭ ‬شعبنا‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬والمقاومة‭ ‬لم‭ ‬تُهزم،‭ ‬والطريق‭ ‬الذي‭ ‬اختطه‭ ‬الشهيد‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتجسد‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬مقاومة‭ ‬وصمود،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬دخولهم‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬حربهم،‭ ‬ولا‭ ‬اغتيالهم‭ ‬الشيخ‭ ‬المجاهد‭ ‬العاروري‭ ‬سينفعانهم‭ ‬وينقذانهم‭ ‬من‭ ‬هزيمتهم‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا