العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الانحطاط الصهيوني في معاملة الأسرى الفلسطينيين

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأحد ٠٧ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬موضوع‭ ‬تفاقم‭ ‬أوضاع‭ ‬الأسرى،‭ ‬من‭ ‬صفوف‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬تحديداً،‭ ‬تكشفت‭ ‬للعالم‭ ‬الانتهاكات‭ ‬العنصرية‭ ‬الصهيونية،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التعذيب،‭ ‬والعزل‭ ‬الانفرادي،‭ ‬والإذلال،‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬النوم‭ ‬والأكل‭ ‬والدواء‭ ‬والنظافة،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬استشهاد‭ ‬سبعة‭ ‬أسرى‭ ‬كان‭ ‬آخرهم‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الصامد‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الوطن‭.‬

وبحسب‭ ‬مؤسسات‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬هناك‭ ‬تصاعد‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجرائم‭ ‬والانتهاكات‭ ‬بحق‭ ‬المعتقلين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ممارسة‭ ‬القتل،‭ ‬وترك‭ ‬الأسرى‭ ‬المصابين‭ ‬بعد‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الوحشية‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علاج،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬سياسة‭ ‬التجويع‭ ‬بحقهم،‭ ‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬القمع‭ ‬ضدهم،‭ ‬والتنكيل‭ ‬بهم‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬الكلاب‭ ‬البوليسية،‭ ‬وقنابل‭ ‬الصوت،‭ ‬والغاز‭ ‬الحارق،‭ ‬والهراوات‭ ‬ومصادرة‭ ‬أغراضهم‭ ‬الشخصية‭. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬حرمان‭ ‬الأسرى‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬إهمال‭ ‬طبي‭ ‬متعمد‭ ‬وصارخ‭.‬

لقد‭ ‬حذرت‭ ‬‮«‬مصلحة‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬من‭ ‬الارتفاع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الأسرى‭ ‬الأمنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬قدرة‭ ‬‮«‬المصلحة‮»‬‭ ‬على‭ ‬استيعابهم‭ ‬جميعاً‭. ‬

فبحسب‭ ‬خطاب‭ (‬إليساف‭ ‬زكاي‭) ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التخطيط‭ ‬والسجون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬المصلحة‮»‬‭ ‬لأعضاء‭ ‬الكنيست‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬قريبون‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬استنفاد‭ ‬جميع‭ ‬الأماكن‭ ‬للسجناء‭. ‬ومن‭ ‬المستحيل‭ ‬استمرار‭ ‬اكتظاظ‭ ‬السجناء‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‮»‬‭. ‬مضيفا‭: ‬‮«‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬19,372‭ ‬أسيراً،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3000‭ ‬أسير‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وأكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬لعدد‭ ‬السجناء‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬القانون،‭ ‬والذي‭ ‬يبلغ‭ ‬14,500‭. ‬ويعيش‭ ‬84%‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬الأمنيين‭ (‬الفلسطينيين‭) ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬الحدّ‭ ‬القانوني‭ ‬المسموح‭ ‬به،‭ ‬وينام‭ ‬3000‭ ‬أسير‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الأسرّة‮»‬‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبحسب‭ ‬الإعلام‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬فإن‭ ‬مئات‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬بينهم‭ ‬الأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭) ‬اعتُقلوا‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬مات‭ ‬بعضهم‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬يزالون‭! ‬

ويتم‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعتقلين‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬محددة،‭ ‬معصوبي‭ ‬الأعين‭ ‬ومقيدي‭ ‬الأيدي‭ ‬أغلب‭ ‬ساعات‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تطفئ‭ ‬الأضواء‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬اعتقالهم‭ ‬طوال‭ ‬النهار‭ ‬والليل‭. ‬وبحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مئات‭ ‬المعتقلين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬توثيقهم‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬مهينة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬هناك‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10%‭ ‬و15%‭ ‬منهم‭ ‬يشتبه‭ ‬في‭ ‬أنهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ليأتي‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬ليطالب‭ -‬في‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭- ‬بجعل‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬أكثر‭ ‬جحيما‭!‬

بالمقابل،‭ ‬شاهد‭ ‬العالم‭ ‬الرقي‭ ‬الأخلاقي‭ ‬لحركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬متجسداً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصور‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرحيمة‭ (‬التي‭ ‬أظهرها‭ ‬الاعلام‭) ‬وهم‭ ‬يُسلمون‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬صفقات‭ ‬التبادل‭! ‬ففضلاً‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭ ‬خرجوا‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حال‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النفسي‭ ‬والجسدي،‭ ‬فإن‭ ‬نظرات‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتقدير‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬نحو‭ ‬صبايا‭ ‬وشباب‭ ‬المقاومة،‭ ‬والتحايا‭ ‬التي‭ ‬أرسلوها‭ ‬لهم‭ ‬خلال‭ ‬نقلهم‭ ‬بسيارات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬الدولي،‭ ‬والتي‭ ‬رصدتها‭ ‬كاميرات‭ ‬الصحافة‭ ‬العالمية،‭ ‬أثارت‭ ‬الدهشة،‭ ‬والاستغراب‭ ‬الممزوج‭ ‬بمشاعر‭ ‬الإعجاب‭ ‬والاحترام‭ ‬لدى‭ ‬الغربيين‭ ‬وعديد‭ ‬الاسرائيليين‭. ‬

ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬نقلت‭ ‬فيديوهات‭ ‬وصور‭ ‬الأسرى‭ ‬مع‭ ‬عناصر‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وكيف‭ ‬أحسنوا‭ ‬معاملتهم،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتعرضوا‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإهانة‭ ‬أو‭ ‬التعذيب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬تزويده‭ ‬بأدويته‭ ‬الاعتيادية‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬أمنية‭ ‬خطيرة‭ ‬وقاسية‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬وداخل‭ ‬الأنفاق،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬فيديوهات‭ ‬وشهادات‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬لاحقاً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وسائط‭ ‬الإعلام‭ ‬الورقي‭ ‬والتلفزيوني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وغيره‭.‬

فأي‭ ‬انحطاط‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يتبدى‭ ‬في‭ ‬المعاملة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لأسرى‭ ‬فلسطين،‭ ‬وأي‭ ‬أخلاق‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬تعامل‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مع‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين؟

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا