العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

اليوم التالي.. أي يوم؟!

وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬بلينكن‭ ‬بدأ‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬سيزور‭ ‬خلالها‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نلاحظ‭ ‬ان‭ ‬بلينكن‭ ‬حين‭ ‬يزور‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬هدفه‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وعدوانه‭ ‬الهمجي،‭ ‬وضمان‭ ‬ان‭ ‬تمضي‭ ‬خططه‭ ‬الإجرامية‭ ‬الوحشية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬تجنيا‭ ‬ولا‭ ‬مبالغة،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬جولاته‭ ‬السابقة‭. ‬

في‭ ‬الجولات‭ ‬السابقة‭ ‬أتى‭ ‬الوزير‭ ‬الأمريكي‭ ‬الى‭ ‬المنطقة‭ ‬رافعا‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬،‭ ‬وشعار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬اسرائيل‭ ‬أهدافها‮»‬‭. ‬واليوم‭ ‬يأتي‭ ‬رافعا‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬إبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

عشية‭ ‬الجولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أعلنت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبشكل‭ ‬مستفز‭ ‬انه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭. ‬أعلنت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬رفضها‭ ‬للجوء‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا‭ ‬الى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬مطالبة‭ ‬بإدانة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لارتكابه‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ومعنى‭ ‬ان‭ ‬تعلن‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬هذا‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬العدو‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬عدوانه‭ ‬كما‭ ‬يشاء‭. ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬الرسمي‭ ‬هو‭ ‬رفض‭ ‬وقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭.‬

على‭ ‬خلفية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬يأتي‭ ‬بلينكن‭ ‬الى‭ ‬المنطقة‭.‬

المهم‭ ‬انه‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬فإن‭ ‬الوزير‭ ‬الأمريكي‭ ‬سوف‭ ‬يناقش‭ ‬عدة‭ ‬قضايا‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬المقصود‭ ‬طبعا‭ ‬مناقشة‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭.‬

هذه‭ ‬قضية‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬عندها‭.‬

بداية،‭ ‬مجرد‭ ‬طرح‭ ‬ومناقشة‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬جريمة‭ ‬كبرى‭.‬

لنا‭ ‬ان‭ ‬نتساءل‭: ‬حين‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لماذا؟‭. ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لإنهاء‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬لمهمته‭ ‬الهمجية‭ ‬بإبادة‭ ‬غزة‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬المقصود‭ ‬باليوم‭ ‬التالي‭ ‬هو‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭.‬

أي‭ ‬ان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬حين‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬بحث‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يزورها،‭ ‬فهو‭ ‬يريد‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬مكافأة‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جرائمه‭ ‬الهمجية‭ ‬الني‭ ‬ارتكبها‭ ‬ومساعدته‭ ‬على‭ ‬اكمال‭ ‬المهمة‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬الرسالة‭ ‬غير‭ ‬المعلن‭ ‬عنها‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬الوزير‭ ‬هي‭: ‬دعوا‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يكمل‭ ‬مهمته‭ ‬بإبادة‭ ‬غزة،‭ ‬ودعونا‭ ‬نبحث‭ ‬كيف‭ ‬نساعده‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لإكمال‭ ‬المهمة‭.‬

حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقبل‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬بحث‭ ‬مسألة‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬يقر‭ ‬مبدئيا‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬وهو‭ ‬محتل‭ ‬غاصب‭ ‬لأرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها،‭ ‬ان‭ ‬يحدد‭ ‬هو‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬ومن‭ ‬يحكم‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يحكم‭ ‬فيها‭. ‬هذه‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬جريمة‭ ‬بحق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقبل‭ ‬بحث‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الطرح‭ ‬الأمريكي‭ ‬يقر‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬العدو‭ ‬ان‭ ‬يجني‭ ‬الثمار‭ ‬السياسية‭ ‬لجرائمه‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭.‬

لا‭ ‬أمريكا‭ ‬ولا‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬لديهما‭ ‬أي‭ ‬تصور‭ ‬تفصيلي‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يريدانه‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتحقق‭.‬

امر‭ ‬جوهري‭ ‬واضح‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يعني‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬انطلاق‭ ‬عملية‭ ‬التصفية‭ ‬النهائية‭ ‬للقضية‭. ‬وجوهر‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬التهجير‭ ‬الكامل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬وفرض‭ ‬من‭ ‬يحكم‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬مخططات‭ ‬العدو‭ ‬ويؤمن‭ ‬الحماية‭ ‬الكاملة‭ ‬الدائمة‭ ‬لاستمرار‭ ‬احتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬بالطبع‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مخطط‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ومعه‭ ‬أمريكا‭ ‬لما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

لكن‭ ‬الغريب‭ ‬حقا‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬أمريكا‭.‬

وهذا‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا