يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
اليوم التالي.. أي يوم؟!
وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بدأ جولة في المنطقة سيزور خلالها عددا من الدول العربية.
قبل كل شيء يجب ان نلاحظ ان بلينكن حين يزور المنطقة فإن هدفه الأساسي هو حماية الكيان الصهيوني وعدوانه الهمجي، وضمان ان تمضي خططه الإجرامية الوحشية على النحو الذي يريد.
ليس هذا تجنيا ولا مبالغة، هذا هو ما فعله في جولاته السابقة.
في الجولات السابقة أتى الوزير الأمريكي الى المنطقة رافعا شعار «إسرائيل تدافع عن نفسها»، وشعار «لا وقف لإطلاق النار قبل ان تحقق اسرائيل أهدافها». واليوم يأتي رافعا شعار «لا توجد إبادة في غزة».
عشية الجولة في المنطقة أعلنت الخارجية الأمريكية وبشكل مستفز انه «لا يوجد أي دليل على ان ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية». أعلنت ذلك في معرض رفضها للجوء جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولية مطالبة بإدانة الكيان الصهيوني لارتكابه جرائم الإبادة الجماعية في غزة. ومعنى ان تعلن الخارجية الأمريكية هذا ان من حق العدو المضي قدما في عدوانه كما يشاء. وحتى اللحظة الموقف الأمريكي الرسمي هو رفض وقف اطلاق النار.
على خلفية من هذه المواقف يأتي بلينكن الى المنطقة.
المهم انه بحسب ما تم إعلانه فإن الوزير الأمريكي سوف يناقش عدة قضايا من أهمها ما سيحدث في اليوم التالي في غزة. المقصود طبعا مناقشة مستقبل غزة بعد كل الإبادة التي تتعرض لها.
هذه قضية نريد ان نتوقف عندها.
بداية، مجرد طرح ومناقشة هذه القضية هي في حد ذاتها جريمة كبرى.
لنا ان نتساءل: حين يتحدثون عن اليوم التالي في غزة.. اليوم التالي لماذا؟. المقصود هو اليوم التالي لإنهاء العدو الصهيوني لمهمته الهمجية بإبادة غزة.
بعبارة أخرى، المقصود باليوم التالي هو المرحلة الثانية من مخطط العدو الصهيوني بعد مرحلة الإبادة الشاملة.
أي ان وزير الخارجية الأمريكي حين يصر على بحث هذه القضية في الدول التي يزورها، فهو يريد البحث في كيفية مكافأة العدو الصهيوني على كل جرائمه الهمجية الني ارتكبها ومساعدته على اكمال المهمة.
بعبارة أخرى الرسالة غير المعلن عنها التي يحملها الوزير هي: دعوا الكيان الإسرائيلي يكمل مهمته بإبادة غزة، ودعونا نبحث كيف نساعده بعد ذلك لإكمال المهمة.
حقيقة الأمر ان كل من يقبل الانخراط في بحث مسألة اليوم التالي يقر مبدئيا بأن من حق العدو الصهيوني وهو محتل غاصب لأرض فلسطين، وبعد كل جرائم الإبادة التي يرتكبها، ان يحدد هو مستقبل غزة ومن يحكم أو لا يحكم فيها. هذه في حد ذاتها جريمة بحق القانون الدولي. كل من يقبل بحث القضية على أساس الطرح الأمريكي يقر بأن من حق العدو ان يجني الثمار السياسية لجرائمه التي يرتكبها.
لا أمريكا ولا العدو الصهيوني لديهما أي تصور تفصيلي عن مستقبل غزة على النحو الذي يريدانه وكيف يمكن ان يتحقق.
امر جوهري واضح بالنسبة لهم هو ان اليوم التالي يجب ان يعني تصفية القضية الفلسطينية أو على الأقل انطلاق عملية التصفية النهائية للقضية. وجوهر تصفية القضية يتمثل في المخطط الصهيوني في تنفيذ عملية التهجير الكامل للفلسطينيين من غزة، وفرض من يحكم غزة على النحو الذي يخدم مخططات العدو ويؤمن الحماية الكاملة الدائمة لاستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية.
ليس من الغريب بالطبع ان يكون هذا هو مخطط الكيان الصهيوني ومعه أمريكا لما يطلقون عليه اليوم التالي في غزة.
لكن الغريب حقا هو ان تكون أي دولة عربية طرفا في هذا الحديث بناء على ما تطرحه أمريكا.
وهذا حديث آخر بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك