يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
يريدون العرب حراسا للعدو
تحدثت أمس عن مسألة «اليوم التالي في غزة» التي أعلنت الخارجية الأمريكية ان وزير الخارجية بلينكن سيبحثها في جولته الحالية والتي يزور خلالها عدة دول عربية. وتحدثت عن بعض أبعاد المخطط الصهيوني الأمريكي بهذا الخصوص، وقلت انه لا يجوز ان تبحث أي دولة عربية هذه المسألة بناء على التصورات التي تطرحها أمريكا.
لكن ماذا تريد أمريكا من الدول العربية بالضبط حين تبحث معها مسألة «اليوم التالي»؟
من خلال متابعة الأفكار الأمريكية المطروحة في الفترة الماضية والأخبار عن المحادثات التي أجراها بلينكن نفسه في جولاته السابقة، يتضح ان أمريكا طرحت على الدول العربية ثلاث أفكار أساسية لا نتردد في القول إنها أفكار شيطانية هي على النحو التالي:
أولا: في البداية طرح بلينكن على بعض الدول العربية فكرة ان تقبل أعدادا من الفلسطينيين الذين يتم ترحيلهم من غزة. أمريكا فعلت هذا بعد أن تصدت مصر بقوة وحزم للمخطط الأساسي بتهجير أهل غزة الى سيناء.
يعني ما طرحه بلينكن على الدول العربية مباشرة انه أراد من هذه الدول ان تدعم المخطط الصهيوني بتهجير كل أهل غزة وطردهم من بلادهم وأن تكون طرفا في تنفيذ هذا المخطط.
التطور الايجابي المهم هنا أن كل الدول العربية أجمعت في مواقفها المعلنة وكذلك في البيانات التي صدرت عن الاجتماعات والمؤتمرات العربية المشتركة على الرفض الكامل لأيّ مخطط أيا كان لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني وطردهم من بلادهم.
ثانيا: من الأفكار التي تم طرحها أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة سياسيا وأمنيا بعد الحرب.
أيضا كان الرفض المصري قاطعا لأي حديث بهذا الخصوص من منطلق مبدئي وعربي حفاظا على القضية الفلسطينية واحتراما لخيارات الشعب الفلسطيني ومن منطلق أن مصر لا يمكن ان تقبل أي خطة تخدم العدو الصهيوني.
ثالثا: من الأفكار التي تم طرحها أيضا علنا أن تتولى عدة دول عربية المسؤولية الأمنية في غزة بعد الحرب.
أيضا كان الرفض العربي مباشرا وحازما لهذه الفكرة على اعتبار ان إدارة غزة في أي وقت هي مسؤولية الشعب الفلسطيني ويقررها الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا.
اذا تأملنا هذ الأفكار التي تم طرحها على الدول العربية، ماذا تعني؟.. ماذا يريدون من الدول العربية بالضبط؟
بهذه الأفكار الشيطانية يريدون من الدول العربية ان تكون عمليا شريكا للعدو الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها في غزة. يريدون ان تساهم الدول العربية بشكل عملي في تحقيق الأهداف التي يريد العدو تحقيقها من وراء حربه الهمجية.
ليس هذا فحسب، هم يريدون من الدول العربية ان تساعد العدو الصهيوني على تحقيق ما عجز عن تحقيقه رغم كل حرب الإبادة التي يشنها. العدو الذي تعهد بالقضاء نهائيا على حركة حماس والسيطرة الكاملة على غزة الآن ومستقبلا عاجز عن تحقيق هذ الهدف، وأدرك أنه لن يستطيع تحقيقه ابدا. وهم يريدون من الدول العربية أن تفعل هذا نيابة عن العدو.
حقيقة الأمر أن جوهر ما تريده أمريكا من الدول العربية عبر الأفكار التي تطرحها عليها عن «اليوم التالي» ومستقبل غزة أنها تريد من العرب ان يكونوا حراسا للعدو الصهيوني.. ان يتولوا هم مهمة حماية العدو من المقاومة الفلسطينية ومن غضب الشعب الفلسطيني وأن يتولوا هم تأمين الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية بشكل دائم.
ان تفكر أمريكا على هذا النحو وتريد هذا من الدول العربية يعتبر قمة العدوانية والاستفزاز والاحتقار لأبسط المشاعر العربية.
وعلى الرغم من الرفض العربي للأفكار الأمريكية الا انه من الواضح ان أمريكا لم تتخلّ عنها، ويصرّ بلينكن في جولته الحالية أن يعيد طرحها كلها أو بعضها، وأضاف الى هذا مطلبا آخر هو أن تتولى الدول العربية مهمة إعمار ما دمره العدو الصهيوني في حرب الابادة التي يشنها.
أحد التقارير نقل عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يرافق الوزير في جولته الحالية قوله إن بلينكن «سيستخدم جولته للضغط على الدول الإسلامية المترددة للاستعداد للعب دور في إعادة إعمار غزة وإدارتها وأمنها حين تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس»
بلينكن يطلب من الدول العربية ان تنتظر حتى يحقق العدو الصهيوني هدفه بالقضاء على حماس ثم تتولى هي إكمال المهمة بعد ذلك.
للحديث بقية بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك