العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سلبية الموقف الأمريكي من العدوان الإسرائيلي على غزة

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ٠٩ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬مقالين‭ ‬منفصلين‭ ‬يصفان‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة،‭ ‬ويرسمان‭ ‬معاً‭ ‬صورة‭ ‬مزعجة‭ ‬للوضع‭ ‬الذي‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭.‬

جاء‭ ‬المقال‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬يجبر‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬هويتهم‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عنوان‭ ‬فرعي‭ ‬‮«‬الهجوم‭ ‬هز‭ ‬الإيمان‭ ‬بوجود‭ ‬ملاذ‭ ‬آمن،‭ ‬ولكنه‭ ‬وحد‭ ‬أيضًا‭ ‬شعبًا‭ ‬منقسمًا‮»‬‭.‬

أما‭ ‬المقال‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مخيم‭ ‬جنين‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عنوان‭ ‬فرعي‭: ‬‮«‬مواجهة‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والدمار،‭ ‬مع‭ ‬التعهد‭ ‬بالبقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‮»‬‭ ‬وتضمن‭ ‬اقتباسًا‭ ‬جاء‭ ‬فيه،‭ ‬‮«‬القتل،‭ ‬والغزو،‭ ‬والغارات‭ ‬‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬سيؤجج‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المقاومة‮»‬‭.‬

يركز‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المقال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬نقاط‭ ‬البيانات‭ ‬حول‭ ‬اليهود‭ ‬المتشددين‭ ‬الذين‭ ‬يعبرون‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بالخدمة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قاوموه‭ ‬دائمًا‭ ‬‭.‬

لا‭ ‬ينبغي‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مفاجئا،‭ ‬لأنه‭ ‬يشبه‭ ‬الوحدة‭ ‬الأولية‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬الأمريكيون‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬العاطفية‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إلا‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬إلى‭ ‬سد‭ ‬خطوط‭ ‬الصدع‭ ‬التي‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬معالجتها‭ ‬فسوف‭ ‬تظهر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وكما‭ ‬يوضح‭ ‬المقال‭ ‬الأول،‭ ‬فإن‭ ‬خطوط‭ ‬الصدع‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭. ‬ورغم‭ ‬اهتزاز‭ ‬فكرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬باعتبارها‭ ‬ملاذاً‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬اليهود،‭ ‬فإن‭ ‬الإحساس‭ ‬بالوحدة‭ ‬والهوية‭ ‬الذي‭ ‬يتقاسمه‭ ‬أغلب‭ ‬اليهود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الآن‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬يهوديتهم‭ ‬وشعورهم‭ ‬بعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬للصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وربما‭ ‬مازالوا‭ ‬يكرهون‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائهم،‭ ‬لكن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬مازالوا‭ ‬يؤيدون‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ويلتزمون‭ ‬الصمت‭ ‬إزاء‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬غارات‭ ‬الشرطة‭ ‬والمستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬حكومتهم‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والقمع‭ ‬المكثف‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬سينجح‭ ‬في‭ ‬إخضاع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬المقال‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬واستطلاع‭ ‬المواقف‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الذي‭ ‬تمت‭ ‬تغطيته‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬العكس‭ ‬قد‭ ‬حدث‭.‬

إن‭ ‬سبعين‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يؤيدون‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنته‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬ألف‭ ‬قتيل،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬ألف‭ ‬جريح‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬تأثير‭ ‬الغارات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أقل‭ ‬شهرة‭.‬

وفي‭ ‬مخيم‭ ‬جنين،‭ ‬أخضع‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬سكانه‭ ‬لهجوم‭ ‬شبيه‭ ‬بهجوم‭ ‬غزة‭. ‬إليكم‭ ‬وصف‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬للوضع‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬تضررت‭ ‬خطوط‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وثقبت‭ ‬خزانات‭ ‬المياه،‭ ‬وتحولت‭ ‬الطرق‭ ‬المعبدة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬حصى‭ ‬وركام‭.‬

ورائحة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬تنتشر‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭. ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين،‭ ‬انتقل‭ ‬نحو‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭...‬‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬القصيرة،‭ ‬تم‭ ‬اعتقال‭ ‬330‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬جنين‭ ‬وقتل‭ ‬67‭ ‬منهم‭.‬

وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬ذلك،‭ ‬نُقل‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬السكان‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬ما‭ ‬يحاول‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬فعله‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬هو‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬ودق‭ ‬إسفين‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬والمقاومة‭ ‬‭ ‬لذلك‭ ‬يلوم‭ ‬الناس‭ ‬المقاومة‭. ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يدركونه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬قوتنا‭ ‬الكبرى‭ ‬هي‭ ‬وحدتنا‮»‬‭.‬

والمشكلة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تستمر‭ ‬قصة‭ ‬الموت‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الظهور،‭ ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنها‭ ‬أيضاً‭ ‬لم‭ ‬تتعلم‭ ‬أي‭ ‬دروس‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬الماضي‭.‬

وبعد‭ ‬تحذير‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وقفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬موقف‭ ‬المتفرج‭ ‬بصمت‭ ‬بينما‭ ‬فعلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ذلك‭. ‬وقد‭ ‬حذرتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬ثم‭ ‬قامت‭ ‬بشحنها‭ ‬للقنابل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين‭. ‬وقد‭ ‬تصدت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لجميع‭ ‬النداءات‭ ‬الدولية‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

ليس‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬أخفت‭ ‬نواياها‭. ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نتنياهو‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سيكون‭ ‬مثل‭ ‬مصير‭ ‬‮«‬العماليق‮»‬،‭ ‬ضحايا‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬القديم‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬يوآف‭ ‬غالانت‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬تسوية‭ ‬غزة‭ ‬بالأرض،‭ ‬ووصف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬حيوانات‮»‬‭ ‬قائلا‭ ‬إنهم‭ ‬سيعاملون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭. ‬والآن‭ ‬يدعو‭ ‬أعضاء‭ ‬بارزون‭ ‬في‭ ‬حزبه‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬طرد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تقبلهم‭. ‬وكان‭ ‬الرد‭ ‬الأمريكي‭ ‬ضعيفا‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬قول‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬لإعادة‭ ‬الاحتلال‭ ‬و«لا‮»‬‭ ‬لإعادة‭ ‬التوطين‭ ‬القسري،‭ ‬فقد‭ ‬اقترحت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬خطة‮»‬‭ ‬للمضي‭ ‬قدماً،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬إلا‭ ‬بأنها‭ ‬تزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭.‬

إن‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬وهمية‭. ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفكرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الائتلاف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬ائتلاف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬مستقبلي‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتحرك‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التفاوض‭. ‬والسؤال‭ ‬المعقول‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يطرحه‭ ‬المرء‭ ‬هو‭: ‬‮«‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬ماذا؟‮»‬

ومع‭ ‬تدمير‭ ‬قطاع‭ ‬غزة؛‭ ‬ومع‭ ‬استيلاء‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬متصلة‭ ‬الأراضي‭ ‬وقابلة‭ ‬للحياة‭.‬

ومع‭ ‬قيام‭ ‬المستوطنين‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬باجتياح‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإخراجهم‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬وممتلكاتهم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس؛‭ ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬ائتلافية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬محتملة‭ ‬مستعدة‭ ‬لقبول‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة؛‭ ‬ومع‭ ‬إضعاف‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحماس‭ ‬ومع‭ ‬رفض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬سيتم‭ ‬التفاوض‭ ‬عليه‭ ‬ومع‭ ‬من‭ ‬سيتمكن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬من‭ ‬التفاوض؟

إذا‭ ‬تعلمنا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬السلوك‭ ‬السيئ‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬دون‭ ‬رادع‭ ‬سوف‭ ‬ينمو‭ ‬ويتفاقم‭. ‬لقد‭ ‬مكنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭.‬

وإلى‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الشجاعة‭ ‬السياسية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ووقف‭ ‬المساعدات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬فإن‭ ‬دائرة‭ ‬العنف‭ ‬والقمع‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭. ‬يبدأ‭ ‬الأمر‭ ‬برمته‭ ‬بتعلم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬إخفاقاتها‭ ‬السابقة‭ ‬والحالية‭ ‬ثم‭ ‬تغيير‭ ‬مسارها‭.‬

وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬لن‭ ‬ينهي‭ ‬الصراع،‭ ‬لكنه‭ ‬سيخلق‭ ‬بيئة‭ ‬يضطر‭ ‬فيها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬التكاليف‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬قادتهم،‭ ‬ويمكن‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالأمل‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬محنتهم‭. ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمثل‭ ‬بداية‭ ‬عملية‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا