العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الموقف الأوروبي تجاه أمن الملاحة البحرية في باب المندب

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٥ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

ما‭ ‬بين‭ ‬إعلان‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬حارس‭ ‬الازدهار‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أعلنته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬وانسحاب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬لاحقاً‭ ‬منه،‭ ‬تساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬أثيرت‭ ‬حول‭ ‬الموقف‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬وتأثير‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الأوروبية؟‭ ‬وحدود‭ ‬المساهمة‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬بحرية‭ ‬خارج‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية؟،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭  ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬بعضوية‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬فرنسا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬أعلنت‭ ‬مصادر‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مشاركات‭ ‬من‭ ‬قواتها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإنما‭ ‬تحت‭ ‬قيادتها‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬انهيار‭ ‬التحالف‭ ‬بل‭ ‬تباين‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬يجد‭ ‬تفسيره‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬البحار‭ ‬تعد‭ ‬خطراً‭ ‬مشتركاً‭ ‬يواجه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنها‭ ‬أوروبا،‭ ‬فإن‭ ‬المسألة‭ ‬ترتبط‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬بفكرة‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الأوروبية‭ ‬فلطالما‭ ‬سعت‭ ‬فرنسا‭ ‬لحث‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬بديل‭ ‬أمني‭ ‬أوروبي‭ ‬الهوية‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مظلة‭ ‬الناتو،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بإجماع‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ذاته،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تضمنت‭ ‬التصريحات‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإيطالية‭ ‬أن‭ ‬قواتهما‭ ‬لن‭ ‬تعمل‭ ‬سوى‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬بلديهما،‭ ‬فإن‭ ‬إسبانيا‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬لن‭ ‬تعمل‭ ‬سوى‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬ومع‭ ‬إعلان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يناير2024‭ ‬نيته‭ ‬بحث‭ ‬إمكانية‭ ‬إرسال‭ ‬قوة‭ ‬بحرية‭ ‬أوروبية‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسباني‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لن‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬القوة‭ ‬حال‭ ‬إقرارها،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬التحالفات‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬تستهدف‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬فإن‭ ‬التهديدات‭ ‬الرئيسية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬ودخول‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬التفاعل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الأوروبية‭ ‬دائماً‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬تماس‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬ويؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬لم‭ ‬تنضم‭ ‬إليه‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬فرنسا‭ ‬أعلنت‭ ‬تأسيس‭ ‬البعثة‭ ‬الأوروبية‭ ‬لمراقبة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بدعم‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬ومقرها‭ ‬أبوظبي،‭ ‬ولكن‭ ‬لوحظ‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬بعثة‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التحالف‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتقتصر‭ ‬مهمتها‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬السفن‭ ‬بمخاطر‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬المضيق،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضمن‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬بالخارج‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يواجه‭ ‬صعوبات،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬لموافقة‭ ‬برلمانات‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المشاركات،‭ ‬وداخل‭ ‬أروقة‭ ‬الاتحاد‭ ‬ذاته‭ ‬توجد‭ ‬تباينات‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭.‬

ولا‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬للمصالح‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فالمضيق‭ ‬تمر‭ ‬منه‭ ‬حوالي‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬منها‭ ‬12%‭ ‬بين‭ ‬أوروبا‭ ‬وآسيا،‭ ‬وحال‭ ‬توقف‭ ‬أو‭ ‬عرقلة‭ ‬الملاحة‭ ‬عبر‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬سوف‭ ‬ترتفع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بنسبة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و15%‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬رسوم‭ ‬الشحن‭ ‬والتأمين‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬المتضرر‭ ‬الأكبر‭ ‬حال‭ ‬تفاقم‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭.‬

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬القوات‭ ‬الأوروبية‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القارة،‭ ‬فإن‭ ‬أوروبا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬البحرية‭ ‬منها،‭ ‬فخلال‭ ‬عملية‭ ‬الإرادة‭ ‬الجادة‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬ممكناً‭ ‬سوى‭ ‬بالمساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬ففي‭ ‬ذروة‭ ‬التدخل‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬40‭ ‬سفينة‭ ‬تتبع‭ ‬بلجيكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وهولندا،‭ ‬وقد‭ ‬شاركت‭ ‬البحرية‭ ‬البريطانية‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬1026‭ ‬عملية‭ ‬عبور‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬عام‭ ‬1987،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الآراء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أوروبا‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تسهم‭ ‬بحوالي‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬الأصول‭ ‬البحرية‭ ‬للعمليات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬إصدار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬لمواجهة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬القرار‭ ‬1816‭ ‬والذي‭ ‬طالب‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬بإرسال‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬لتلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬دولية‭ ‬شارك‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بعملية‭ ‬أتلانتا‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬بدأت‭ ‬البعثة‭ ‬الأوروبية‭ ‬العسكرية‭ ‬البحرية‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬إيريني‮»‬‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬تطبيقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬توريد‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬وهي‭ ‬البعثة‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬مجلس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تمديد‭ ‬عملها‭ ‬إلى‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬2025‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ففي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وشركائها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬تعكس‭ ‬ثلاث‭ ‬إشكاليات،‭ ‬الأولى‭: ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬اتفاق‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسارات‭ ‬وهي‭ ‬توجهات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والمعضلة‭ ‬الكبرى‭ ‬تواجه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فبرغم‭ ‬تعدد‭ ‬المقترحات‭ ‬والخطط‭ ‬لتأسيس‭ ‬هوية‭ ‬أمنية‭ ‬موحدة‭ ‬لم‭ ‬يحالفها‭ ‬النجاح‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قد‭ ‬عززت‭ ‬حاجة‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬كمظلة‭ ‬أمنية‭ ‬للدعم‭ ‬العسكري‭ ‬المحدود‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وممارسة‭ ‬الردع،‭ ‬والثانية‭: ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬لا‭ ‬تنبع‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الهوية‭ ‬الأمنية‭ ‬بل‭ ‬الإشكاليات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬فأوروبا‭ ‬كانت‭ ‬تتولى‭ ‬تنسيق‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬أما‭ ‬الإشكالية‭ ‬الثالثة‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬ولكن‭ ‬ركيزة‭ ‬تلك‭ ‬المشاركة،‭ ‬فالتهديدات‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬المنظمتين‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬كأساس‭ ‬للمشاركة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬لمواجهة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬وكذلك‭ ‬الحالة‭ ‬الليبية‭.‬

ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬انخراط‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬عضوية‭ ‬في‭ ‬مدونة‭ ‬السلوك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقمع‭ ‬أعمال‭ ‬القرصنة‭ ‬والسطو‭ ‬المسلح‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬السفن‭ ‬والنشاط‭ ‬البحري‭ ‬غير‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬غربي‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬ومنطقة‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬21‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬وإفريقيا‭ ‬بينما‭ ‬فرنسا‭ ‬هي‭ ‬العضو‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الإقليم‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتحاد‭ ‬كمنظمة‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬بحرية‭ ‬خارج‭ ‬أراضيه‭ ‬يعد‭ ‬تطوراً‭ ‬مهماً‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬بعد‭ ‬مسألة‭ ‬تشكيل‭ ‬التحالفات‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬جيش‭ ‬لوضع‭ ‬قراراتها‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ‭.   ‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا