العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صراع الشركات الكبرى على التحكم في إنتاج الغذاء والزراعة في العالم

بقلم: يوسف صوفـي {

الخميس ٢٥ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

يعمل‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬تسري‭ ‬لتحقيق‭ ‬الربح‭. ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬خسارة‭ ‬أراضي‭ ‬المزارعين‭ ‬لصالح‭ ‬المستثمرين‭ ‬العالميين‭ ‬والمخاوف‭ ‬الكبرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأعمال‭ ‬الزراعية‭ ‬بحجة‭ ‬‮«‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الناس‭ ‬يشعرون‭ ‬بالاشمئزاز‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والنظام‭ ‬الذي‭ ‬يتغذى‭ ‬على‭ ‬الترويج‭ ‬للأغذية‭ ‬الوجبات‭ ‬السريعة‭ (‬فائقة‭ ‬المعالجة‭) ‬المليئة‭ ‬بالمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬الضارة‭ ‬والمزروعة‭ ‬باستخدام‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬الزراعية‭ ‬السامة‭.‬

إنه‭ ‬وضع‭ ‬مربح‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لشركات‭ ‬الاستثمار‭ ‬مثل‭ ‬بلاك‭ ‬روك،‭ ‬وفانجارد،‭ ‬وكابيتال‭ ‬جروب‭ ‬وغيرهم‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬الأغذية‭ ‬الزراعية‭. ‬لكن‭ ‬بلاك‭ ‬روك‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬تستثمر‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يستفيدون‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬امتلاكهم‭ ‬حصصًا‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬الصيدلة‭ ‬والأدوية‭ ‬أيضًا‭. ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬إنه‭ ‬وضع‭ ‬مربح‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭.‬

إن‭ ‬الضغط‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬شركات‭ ‬الأغذية‭ ‬الزراعية‭ ‬ومجموعاتها‭ ‬الأمامية‭ ‬ذات‭ ‬المكانة‭ ‬الجيدة‭ ‬والممولة‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬يضمن‭ ‬سيادة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭. ‬وهم‭ ‬يواصلون‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬صنع‭ ‬السياسات‭ ‬والتنظيم‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الدولي‭ ‬والمحلي‭ ‬ويروجون‭ ‬للسرد‭ (‬الكاذب‭) ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬سيتضور‭ ‬جوعًا‭ ‬بدون‭ ‬منتجاتهم‭ ‬الغذائية‭.‬

إنهم‭ ‬يدفعون‭ ‬الآن‭ ‬أيضًا‭ ‬بأجندة‭ ‬خضراء‭ ‬زائفة‭ ‬ويطرحون‭ ‬تقنياتهم‭ ‬الجديدة‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬قبضتهم‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬عالمي‭ ‬ينتج‭ ‬طعامًا‭ ‬سيئًا‭ ‬ومرضًا‭ ‬وتدهورًا‭ ‬بيئيًا‭ ‬والاتكال‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭. (‬راجع‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬حملة‭ ‬ترويج‭ ‬أكل‭ ‬الحشرات‭ ‬والصراصير‭ ‬وكيفية‭ ‬حمايتها‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭).‬

إن‭ ‬نموذج‭ ‬الأغذية‭ ‬الزراعية‭ ‬العالمي‭ ‬السائد‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬تجارية‭ ‬غير‭ ‬عادلة،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬السيادية‭ ‬لصالح‭ ‬المصالح‭ ‬القوية،‭ ‬وتشريد‭ ‬السكان،‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأراضي‭. ‬فهو‭ ‬يروج‭ ‬للزراعة‭ ‬الأحادية‭ ‬المحصول‭ ‬للسلع‭ ‬الموجهة‭ ‬نحو‭ ‬التصدير‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الإقليمي‭.‬‮ ‬

وهذا‭ ‬النموذج‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬المرض،‭ ‬والأنظمة‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬المغذيات،‭ ‬وتضييق‭ ‬نطاق‭ ‬المحاصيل‭ ‬الغذائية،‭ ‬وزيادة‭ ‬مستويات‭ ‬مديونية‭ ‬المزارعين،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭. ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬سياسي‭ ‬يفضل‭ ‬التوسع‭ ‬الحضري‭ ‬والأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬واحتياجات‭ ‬شركات‭ ‬الأغذية‭ ‬الزراعية‭ ‬قبل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الريفية‭ ‬والأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والموارد‭ ‬الزراعية‭ ‬والسيادة‭ ‬الغذائية‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬الجوانب‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الأوسع‭ ‬للأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الموسمية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالتضخم‭ ‬الغذائي‭ ‬والمصاعب‭ ‬والديون‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬عدة‭ ‬تريليونات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭. ‬هناك‭ ‬قضايا‭ ‬بيئية‭ ‬وسياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وصحية‭ ‬ضخمة‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬غذائنا‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬واستهلاكها‭ ‬حاليًا‭. ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬نموذجي‭.‬

تم‭ ‬توضيح‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الأرباح‭ ‬المرضية‭: ‬الغذاء‭ ‬المسموم‭ ‬والثروة‭ ‬السامة‭ ‬للنظام‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‮»‬‭ (‬ديسمبر‭ ‬2023‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬ككتاب‭ ‬إلكتروني‭ ‬مفتوح‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ (‬مجانا‭) ‬يمكن‭ ‬قراءته‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬Global‭ ‬Research‭ ‬الإلكتروني‭. ‬وهو‭ ‬متابعة‭ ‬لكتاب‭ ‬المؤلف‭ ‬الغذاء‭ ‬والحرمان‭ ‬والتبعية‭: ‬مقاومة‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ (‬2022‭). ‬

يحتوي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬أقسام‭ ‬كبيرة‭ ‬حول‭ ‬الأزمة‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭. ‬وتستمر‭ ‬‮«‬الأرباح‭ ‬المرضية‮»‬‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المنوال‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬وصف‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والهند‭ ‬وهولندا‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬فهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬رعب‭ ‬مصورة‭ ‬أخرى‭ ‬قيد‭ ‬الإعداد‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬تكثيفها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬والسؤال‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬إيقافه؟‮ ‬

في‭ ‬29‭ ‬نوفمبر2023،‭ ‬نشرت‭ ‬لجنة‭ ‬التدقيق‭ ‬البيئي‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني‭ ‬تقريرا‭ ‬جديدا‭ ‬حول‭ ‬‮«‬التغير‭ ‬البيئي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‮»‬‭. ‬يعد‭ ‬توقيت‭ ‬التقرير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬COP28‭ ‬نشرت‭ ‬‮«‬إعلانها‭ ‬بشأن‭ ‬الزراعة‭ ‬المستدامة‭ ‬والأنظمة‭ ‬الغذائية‭ ‬المرنة‭ ‬والعمل‭ ‬المناخي‮»‬‭. ‬يزعم‭ ‬التقرير‭ ‬‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬‭ ‬أننا‭... ‬‮«‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تكييف‭ ‬نظامنا‭ ‬الغذائي‭ ‬والزراعي‭ ‬ليصبح‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وفقدان‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‮»‬‭.‬

وهذا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬عكس‭ ‬الحجة‭ ‬المعتادة‭. ‬الخط‭ ‬المعياري‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نغير‭ ‬عاداتنا‭ ‬الغذائية‭ ‬لمنع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ (‬لا‭ ‬يزال‭ ‬التقرير‭ ‬يدعي‭ ‬هذا‭ ‬أيضا‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬يقال‭ ‬لنا‭ ‬إننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نغير‭ ‬عاداتنا‭ ‬الغذائية‭ ‬وإلا‭ ‬فإن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬سوف‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬موتنا‭ ‬جوعا‭. ‬تمامًا‭ ‬مثل‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬المناخ‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬عامة،‭ ‬فإن‭ ‬قلب‭ ‬هذه‭ ‬الحجة‭ ‬يتعلق‭ ‬بخلق‭ ‬شعور‭ ‬بالتهديد،‭ ‬وإخافة‭ ‬الناس‭. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتعلق‭ ‬دائمًا‭ ‬بإخافة‭ ‬الناس‭.‬

ولكن،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬دواعي‭ ‬سرورك‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬قد‭ ‬تغير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يظل‭ ‬كما‭ ‬هو‭: ‬‮«‬تناول‭ ‬كميات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬اللحوم‮»‬‭. ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭. ‬ويكرر‭ ‬التقرير،‭ ‬مرات‭ ‬لا‭ ‬تحصى،‭ ‬توصية‭ ‬لجنة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬بأن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬تخفض‭ ‬استهلاكها‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬ومنتجات‭ ‬الألبان‭ ‬بنسبة‭ ‬20%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وبنسبة‭ ‬35%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬خدعة‭ ‬بلاغية‭ ‬صارخة،‭ ‬تحاول‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬التسوية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المشاهير‭ ‬يؤيدون‭ ‬عدم‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬أو‭ ‬المنتجات‭ ‬الحيوانية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭. ‬التقرير‭ ‬مليء‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬المتلاعبة‭.‬

يوصي‭ ‬التقرير‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬باستخدام‭ ‬أموال‭ ‬دافعي‭ ‬الضرائب‭ ‬لإنشاء‭ ‬وتوزيع‭ ‬الدعاية‭ ‬المناهضة‭ ‬للحوم،‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬أن‭ ‬أكل‭ ‬اللحوم‭ ‬خطأ‮»‬،‭ ‬نشر‭ ‬‮«‬الأنظمة‭ ‬الغذائية‭ ‬الموصى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‮»‬،‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬صيد‭ ‬الأشخاص‭ ‬وما‭ ‬يُسمح‭ ‬لهم‭ ‬بصيده،‭ ‬استخدام‭ ‬الضرائب‭ ‬لرفع‭ ‬أسعار‭ ‬الأطعمة‭ ‬‮«‬المضرة‭ ‬بالبيئة‮»‬‭ ‬وأيضًا‭ ‬‮«‬الدفع‭ ‬للمزارعين‭ ‬مقابل‭ ‬القيام‭ ‬بأشياء‭ ‬معينة»؟‭ ‬هذه‭ ‬امور‭ ‬غامضة‭ ‬للغاية،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬بالضبط‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الأشياء‭ ‬المعينة»؟‭ ‬حسنًا،‭ ‬هناك‭ ‬قائمة‭ ‬قصيرة‭ ‬مدرجة‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬أقل‭ ‬غموضًا‭. ‬يذكر‭ ‬التقرير‭: ‬‮«‬القيام‭ ‬ببعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬المفيدة‭ ‬بيئيًا‮»‬،‭ ‬‮«‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬استعادة‭ ‬الطبيعة‭ ‬المحلية‭ ‬وتلبي‭ ‬الأولويات‭ ‬البيئية‭ ‬المحلية‮»‬،‭ ‬و«المشاريع‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬استعادة‭ ‬المناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬والنظام‭ ‬البيئي‮»‬،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصه‭ ‬بدقة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أوقفوا‭ ‬الإنتاج‭ ‬والمحاصيل‭ ‬الزراعية‮»‬‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬تدفع‭ ‬للمزارعين‭ ‬أموالاً‭ ‬مقابل‭ ‬عدم‭ ‬قيامهم‭ ‬بالزراعة،‭ ‬وهي‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مخططات‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بمجرد‭ ‬‮«‬إخبار‭ ‬الناس‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأكلوه‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬يوجهوننا‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬يتم‭ ‬التحكم‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يأكله‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وكمياته‭.‬‮ ‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬بحريني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا