على العالم في ضوء حرب الإبادة الصهيونية المستمرة لأكثر من ثلاثة أشهر على أهالي غزة أن يتجهز ويعي ما يأتي:
1- أننا أمة الإسلام ليست أمة الثأر، ولا قتل الناس على الهوية، ولا أكل حقوقهم، بل نحن أمة مبادئ وقيم وأخلاق.
2- أننا أمة الإسلام لا نسكت على ضيم، ولا نرضى بانتهاك حقوقنا، وسلب أرضنا، مهما طال الزمن.
3- أن الخلاف بيننا وبين اليهود لا لأنهم يهود ونحن مسلمون، بل لأنهم أكلوا حقوقنا وسلبوا أرضنا، وظلموا أهلنا أبشع الظلم.
4- لا يوجد في التاريخ المعاصر شعب ظلم بمقدار ما ظُلم الشعب الفلسطيني، فقد ظلمته كثير من الدول ظلما شديدا، لأنهم اعتقدوا أن هذا الظلم يقربهم من أمريكا الظالمة.
5- أن اليهود قد فعلوا ما لا يخطر على قلب بشر من الجرائم في حق أهلنا في فلسطين، من اليوم الأول الذي لفظتهم فيه الدول الغربية، لتعيق إفاقة المارد الإسلامي في نفوس المسلمين، وتأخير تعاون الدول الإسلامية وتآلفها لتشكل أمة واحدة، مع كل المقومات التي لديها.
6- أن الشعوب الإسلامية لا ترضى أبدا بأي اتفاق مع اليهود تلجئنا إليه قوى العدوان، وظروف التراجع التي فيها دولنا، بحيث يكون لليهود حق في فلسطين، ونعد ذلك كله من الحبر على الورق الذي لا قيمة له.
وبناء على ذلك فإن على اليهود حتى يتمكنوا من الأمن لهم ولذراريهم اختيار طريقا من طريقين إذا أرادوا ذلك:
الطريق الأول: أن يعودوا من حيث أتوا إلى الدول الغربية التي لفظتهم، لتستغلهم لإقامة مصالحها الدنيوية غير النبيلة، وإذا اقتنعوا بهذا الحل فإن على الدول الغربية أن تستعد لمطالبتنا إياها بالحقوق المسلوبة في فلسطين، وأن تدفع التعويضات للشعب الفلسطيني في كل أرجاء الدنيا، من أجل العيش بسلام في هذه الدنيا، وإننا لن نتخلى عن مطالبة اليهود والدول التي أعانتهم على باطلهم في فلسطين مهما كان هذا الشيء قليلا، ليعلموا أنه ما ضاع حق وراءه مطالب.
الطريق الثاني: هو الصمود في وجه العدوان، فإننا لن نسمح لليهود بالبقاء في أرضنا وسنقاتلهم جميعا كما يحاربوننا منذ وطأت اقدامهم ارض فلسطين، إن لم يرضوا بالخروج الطوعي منها كما في الخيار الأول، لأن العالم كله بات اليوم يعي جيدا أن هذه فلسطين أرض المسلمين وليست لغيرهم، ولم تعد تنطلي عليه الأكاذيب اليهودية التي نشرها وزوقها كذبا وزورا على العالم خلال السبعين سنة الماضية، والعالم كله مع المسلمين يرون أن اليهود في فلسطين كلهم جنود، وليس فيهم مدنيون لانهم قوة احتلال واستعمار واستيطان إحلالي، ولهذا فليستعد العالم لهذا الأمر، فقد لاح قربه من بداية طوفان النصر، ولن نسمح للصهاينة الذين يُقتلون في أرضنا أن يدفنوا فيها، أو سنطالب الدول التي لفظتهم إلينا أن يأخذوا جثثهم ليدفنوها في بلادهم.
هذا حتم قادم لأننا لا نكذّب ربنا ولا نكذب رسولنا فقد وُعدنا في كلام نبينا أن المسجد الأقصى عائد إلينا، فلا محالة نحن نعتقد ذلك ونصدقه، ولو تكالب علينا العالم كله، فلا بد أن نسترد أقصانا، وإذا تم ذلك فهذا هو عنوان تحرير كل فلسطين من الصهاينة المحتلين الغاصبين، وتحرير الأمة الإسلامية من الخور والضعف والمهانة التي وضعت نفسها فيها، وكذلك هو تحرير للشعوب من عقدة الجبن والخوف والهلع، والسعي بهم نحو آفاق الحرية الإنسانية التي وضعها الله في خلقة.
وقد وُعدنا اله تعالى في تضاعيف سورة الإسراء أننا سنحرر فلسطين وسنفعل الأعاجيب بالمحتلين الغزاة ونهدم كل ما بنوه في هذا العالم بدءا من ذلك البناء في فلسطين، فقد:
أ- علا اليهود سياسيا.
ب- وعلوا اقتصاديا وماليا.
ت- وعلوا تكنولوجيا.
ث- وعلوا في مكانتهم من تحفيز العالم لمصالحهم.
ج- وعلوا بتزيين الأكاذيب للعالم من أجل تصديقها.
ح- وعلوا وعلوا.
وكل ذلك وغيره قد وعدنا الله بأنا سندمره فقال: «وليتبروا ما علوا تتبيرا»، فعلى المجاهدين الصبر والثبات، وعلى الشعوب المسلمة ألا تخذل المجاهدين من أبنائها الذين يقارعون الصهاينة الغزاة المحتلين اليوم في كل أرجاء فلسطين، وعلى الأنظمة العربية أولا أن تعي هذه الحقيقة، وتضع قدراتها في أيدي شعوبها، فإن هذه الأنظمة إذا خاصمت شعوبها انتصرت الشعوب في النهاية، ونحن لا نريد بكل أمتنا إلا الخير والمعروف.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
* عضو هيئة علماء فلسطين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك