العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مضامين القرارات الأممية حول تهديدات الملاحة البحرية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٩ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬الجاري‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬2722‭ ‬بشأن‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وبعد‭ ‬ديباجة‭ ‬مطولة‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬ارتضته‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬لتنظيم‭ ‬الحقوق‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬وهو‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬لعام‭ ‬1982‭ ‬والإشارة‭ ‬الى‭ ‬تهديدات‭ ‬الحوثيين‭ ‬للملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬فقد‭ ‬تضمن‭ ‬القرار‭ ‬إحدى‭ ‬عشرة‭ ‬فقرة‭ ‬دارت‭ ‬حول‭ ‬إدانة‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬والمطالبة‭ ‬باحترام‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ومعالجة‭ ‬أسباب‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وقد‭ ‬أيد‭ ‬القرار‭ ‬11‭ ‬عضواً‭ ‬فيما‭ ‬امتنع‭ ‬4‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬وهم‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬والجزائر‭ ‬وموزمبيق‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬إصدار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬قرارات‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬هو‭ ‬اختصاص‭ ‬أصيل‭ ‬للمجلس،‭ ‬فإن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬قد‭ ‬أثيرت‭ ‬حول‭ ‬ثلاثة‭ ‬تساؤلات‭ ‬أولها‭: ‬هل‭ ‬يعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬أساساً‭ ‬قانونياً‭ ‬لتحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار؟‭ ‬وثانيها‭: ‬هل‭ ‬يشمل‭ ‬القرار‭ ‬كافة‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬لمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عام‭ ‬2008؟‭ ‬وثالثها‭: ‬هل‭ ‬يعد‭ ‬القرار‭ ‬ملزماً‭ ‬لكافة‭ ‬الدول‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية؟

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يبررها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬امتناع‭ ‬دولتان‭ ‬دائمتا‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬وهما‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬الناتو‭ ‬أسساً‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭.‬

ومن‭ ‬دون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬جدل‭ ‬قانوني‭ ‬كبير،‭ ‬وللإجابة‭ ‬عن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأول‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬القرار‭ ‬يعتبر‭ ‬أساساً‭ ‬قانونياً‭ ‬لتحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬فقد‭ ‬استرعى‭ ‬انتباهي‭ ‬الفقرة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬ديباجة‭ ‬القرار،‭ ‬والتي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬وجوب‭ ‬احترام‭ ‬ممارسة‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬وسفن‭ ‬النقل‭ ‬للحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬الملاحية‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ويحيط‭ ‬علماً‭ ‬بحق‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬سفنها‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تقوض‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬الملاحية‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬لم‭ ‬تشر‭ ‬صراحة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬مرتكز‭ ‬للتحالف‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬طبيعة‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بالمرونة،‭ ‬ولكن‭ ‬الصياغة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بذات‭ ‬الوضوح‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬حالة‭ ‬أزمة‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬انعقاداً‭ ‬دائماً‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬متصلة‭ ‬أصدر‭ ‬خلالها‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬قراراً‭ ‬كانت‭ ‬جميعها‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬الميثاق‭ ‬الذي‭ ‬يجيز‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬امتثال‭ ‬الطرف‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬القرارات،‭ ‬ومنها‭ ‬القرار‭ ‬678‭ ‬الذي‭ ‬أذن‭ ‬للكويت‭ ‬والدول‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها‭ ‬باستخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬لإعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬إلى‭ ‬نصابهما‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يشر‭ ‬صراحة‭ ‬الى‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬دولة‭ ‬لذلك‭ ‬الغرض،‭ ‬ولكن‭ ‬تفسير‭ ‬القرار‭ ‬وهدفه‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬تاريخ‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭.‬

وللإجابة‭ ‬عن‭ ‬التساؤل‭ ‬الثاني‭ ‬عند‭ ‬مقارنة‭ ‬مضمون‭ ‬القرار‭ ‬بقرارات‭ ‬مماثلة‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومنها‭ ‬قرارات‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديد‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وخاصة‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬1816‭ ‬الذي‭ ‬حث‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ (‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لإرسال‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬إلى‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬وامتداد‭ ‬تلك‭ ‬المياه‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬القرصنة‭)‬،‭ ‬نجد‭ ‬هوة‭ ‬شاسعة‭ ‬بين‭ ‬مضمون‭ ‬القرارين،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬زاويتين‭ ‬الأولى‭: ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬أشار‭ ‬تحديداً‭ ‬الى‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬المرتكز‭ ‬القانوني‭ ‬لقرار‭ ‬حلف‭ (‬الناتو‭) ‬لإرسال‭ ‬قوات‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ (‬عملية‭ ‬درع‭ ‬المحيط‭) ‬بدأت‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬أغسطس‭ ‬2009،‭ ‬أما‭ ‬الاختلاف‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬مواجهة‭ ‬القرصنة‭ ‬تضمن‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬بحرية،‭ ‬بينما‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬بشأن‭ ‬تهديدات‭ ‬الحوثيين‭ ‬تضمن‭ ‬حق‭ ‬الدول‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬سفنها‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬سبل‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭.‬

ونأتي‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬التساؤل‭ ‬الثالث،‭ ‬تأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬المنطقية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬بشأن‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الحوثية‭ ‬للملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ليس‭ ‬ملزماً‭ ‬للدول‭ ‬كافة‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ترتيبات‭ ‬بحرية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الناتو‭ ‬حال‭ ‬قرر‭ ‬المشاركة‭ ‬كمنظمة،‭ ‬فإنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬أممي‭ ‬جديد‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬وإلا‭ ‬فالبديل‭ ‬هو‭ ‬مشاركة‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬إما‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإما‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬متابعة‭ ‬وتحليل‭ ‬مضامين‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬بشأن‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬تعد‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬حول‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬وبعضها‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬598‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1987،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يجب‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معارضة‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء‭ ‬الدائمين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬جهود‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قامت‭ ‬بغزو‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬بدون‭ ‬قرار‭ ‬أممي،‭ ‬ولكن‭ ‬صدرت‭ ‬قرارات‭ ‬لاحقة‭ ‬تضفي‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو‭ ‬والإجراءات‭ ‬اللاحقة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وثانيها‭: ‬أنه‭ ‬دائماً‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬المضامين‭ ‬القانونية‭ ‬والواقع،‭ ‬فبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مضامين‭ ‬القرارات،‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤل‭: ‬من‭ ‬يضعها‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ؟‭ ‬الإجابة‭ ‬جاءت‭ ‬ببساطة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مسؤول‭ ‬من‭ ‬الناتو‭ ‬أجاب‭ ‬عن‭ ‬تساؤل‭ ‬لماذا‭ ‬يتدخل‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬منوط‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وترتيبات‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬وغيرها؟‭ ‬فقال‭ ‬ببساطة‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬جيش‭ ‬ولكن‭ ‬الحلف‭ ‬لديه‭ ‬ذلك‭ ‬الجيش،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬لا‭ ‬تنص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬أطراف‭ ‬بعينها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬ولكن‭ ‬تترك‭ ‬الفقرات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬تفسيرات‭ ‬مختلفة‭ ‬للأطراف‭ ‬الدولية‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مضمون‭ ‬القرار‭ ‬2722‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬فإنه‭ ‬يعد‭ ‬آلية‭ ‬دولية‭ ‬مهمة‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬مستقبلاً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬ذاتها‭ ‬لإصدار‭ ‬قرارات‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬وصرامة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديد‭ ‬يطول‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬ويستدعي‭ ‬تحركاً‭ ‬دولياً‭ ‬منظماً‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬أزمات‭ ‬أخرى‭. ‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا