العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جرائم الصهاينة في الإبادة الجماعية الشاملة للبشر والشجر والحجر في غزة

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٠٢ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

لم‭ ‬يسلم‭ ‬أي‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬من‭ ‬إنسان،‭ ‬وحيوان،‭ ‬ونبات‭ ‬يعيش‭ ‬ويتحرك‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬قنبلة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬التي‭ ‬أُلقيت‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬متواصلة‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬وهذه‭ ‬القنابل‭ ‬والصواريخ‭ ‬والقذائف‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بيد‭ ‬جيش‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬مباشرة‭ ‬كانت‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬وتتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬وانعكاسات‭ ‬جرائمها،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬دعمت‭ ‬بشكلٍ‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬إلقاء‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬المدمرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقديمها‭ ‬وتزويدها‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ساعة‭ ‬بعد‭ ‬ساعة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬يومي‭ ‬مستمر،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬دعم‭ ‬الكيان‭ ‬مالياً،‭ ‬وإعلامياً،‭ ‬وسياسياً،‭ ‬ودبلوماسياً،‭ ‬بل‭ ‬الأدهى‭ ‬والأمر‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضحت‭ ‬بأبنائها‭ ‬للقتال‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬جنود‭ ‬العدو،‭ ‬حيث‭ ‬لقي‭ ‬23‭ ‬منهم‭ ‬حتفهم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬بحسب‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يناير‭ ‬2024‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الحجر‭ ‬الجماد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتحرك‭ ‬ولا‭ ‬ينطق‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغربي،‭ ‬فقد‭ ‬نطق‭ ‬الحجر‭ ‬أيضاً‭ ‬أمامنا‭ ‬صارخاً‭ ‬ومتألماً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬مسح‭ ‬ومحو‭ ‬آلاف‭ ‬المباني‭ ‬والعمارات‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬والمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وغيرها،‭ ‬واستئصالها‭ ‬وحرقها‭ ‬وتدميرها‭ ‬جذرياً‭ ‬من‭ ‬سطح‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭. ‬وآثار‭ ‬ومردودات‭ ‬تدمير‭ ‬‮«‬الحجر‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإنسانية‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬منازلهم،‭ ‬ومكان‭ ‬سكنهم،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬ممتلكات‭ ‬بَنوها‭ ‬بسواعدهم‭ ‬وخالص‭ ‬مالهم،‭ ‬والآن‭ ‬يفترشون‭ ‬الأرض‭ ‬ويتلحفون‭ ‬السماء،‭ ‬ويعيشون‭ ‬في‭ ‬الخيام،‭ ‬أو‭ ‬الملاجئ‭ ‬ومواقع‭ ‬النازحين‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭. ‬فالتدمير‭ ‬الشامل‭ ‬للحجر‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬إنساني‭ ‬آخر‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬الثقافية‭ ‬المتوارثة‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬البشرية،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني‭ ‬التاريخي‭ ‬العميق‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬تراث‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬خارجها،‭ ‬وسواء‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬أو‭ ‬المسيحيين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬اليهود،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬ترعى‭ ‬وتهتم‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬الحيوي‭ ‬للإنسانية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتربية‭ ‬والعلم‭ ‬والثقافة‮»‬‭ (‬اليونسكو‭) ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬والقيمة‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ونقلها‭ ‬سليمة‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬اللاحقة‭. ‬فهذا‭ ‬التراث‭ ‬التاريخي‭ ‬الثقافي‭ ‬المعماري‭ ‬الإنساني‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬استرجاعه‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬هدمه‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭. ‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬المنْصفة‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لبيئة‭ ‬غزة،‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الحجر‭ ‬والتراث‭ ‬الإنساني‭ ‬التاريخي‭ ‬والثقافي،‭ ‬والفن‭ ‬المعماري‭ ‬الفريد‭ ‬الذي‭ ‬امتزج‭ ‬بين‭ ‬العصور‭ ‬والعهود‭ ‬والإمبراطوريات‭ ‬السابقة،‭ ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬تحقيق‭ ‬قد‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الأمة‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ (‬The‭ ‬Nation‭)‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬هدم‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المسجد‭ ‬العمري‭ ‬العظيم؟‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬المسجد‭ ‬العمري‭ ‬العظيم‮»‬‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التاريخية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والفنية‭ ‬المعمارية‭. ‬فهذا‭ ‬المسجد‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬يحمل‭ ‬تاريخاً‭ ‬عريقاً‭ ‬في‭ ‬صفحاته‭ ‬الغابرة،‭ ‬وهذا‭ ‬المسجد‭ ‬كتاب‭ ‬تاريخي‭ ‬عميق‭ ‬ومتنوع‭ ‬وثري‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬والخبرات‭ ‬والحوادث،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬حضارات‭ ‬وأحداث‭ ‬تاريخية‭ ‬عظيمة‭ ‬شملت‭ ‬عهودا‭ ‬وعصورا‭ ‬كثيرة‭ ‬متنوعة‭ ‬كالعهد‭ ‬البيزنطي،‭ ‬والروماني،‭ ‬والمملوكي،‭ ‬والمغولي،‭ ‬والإسلامي‭. ‬

فهذا‭ ‬المسجد‭ ‬يُقدر‭ ‬عمره‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬عام،‭ ‬وشهد‭ ‬تغييرات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬هويته،‭ ‬كما‭ ‬تعرض‭ ‬إلى‭ ‬زلزال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1033،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬بناؤه‭ ‬ككنيسة‭ ‬على‭ ‬موقعٍ‭ ‬لمعبد‭ ‬وثني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البيزنطيين‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الخامس،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬مسجد‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬وأكبر‭ ‬جامع‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬11،‭ ‬وأخيراً‭ ‬إلى‭ ‬مسجد‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬13،‭ ‬كما‭ ‬أعاد‭ ‬العثمانيون‭ ‬الأتراك‭ ‬بناءه‭ ‬وترميمه‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬16،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1925‭ ‬تم‭ ‬تعديل‭ ‬وترميم‭ ‬الجامع‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭.‬

وأما‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬فقد‭ ‬وقعت‭ ‬النكبة‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬الجامع‭ ‬فسقط‭ ‬صريعاً‭ ‬وتبعثر‭ ‬إلى‭ ‬أشلاء‭ ‬من‭ ‬الركام،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الضربة‭ ‬القاضية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬مسحه‭ ‬بالأرض‭ ‬في‭ ‬الهجمة‭ ‬البربرية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬صهاينة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وبأسلحة‭ ‬ومعدات‭ ‬أمريكية‭ ‬غربية‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬هناك‭ ‬الكنيسة‭ ‬التاريخية‭ ‬الإنسانية‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬مسجد‭ ‬عمر‭ ‬العظيم،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل،‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬الحوادث‭ ‬والتغيرات‭ ‬والتحولات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مرَّت‭ ‬عليها‭ ‬عبر‭ ‬العهود‭ ‬والعصور‭ ‬الغابرة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬فيعكس‭ ‬تراثها‭ ‬وطرازها‭ ‬المعماري‭ ‬الفني‭ ‬المشهود‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬والتغيرات‭ ‬السياسية‭. ‬وقد‭ ‬نُشر‭ ‬مقال‭ ‬حول‭ ‬جريمة‭ ‬هدم‭ ‬هذه‭ ‬الكنيسة‭ ‬والمواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬نشرة‭ ‬‮«‬الإذاعة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأمريكية‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬‭(‬National‭ ‬Public‭ ‬Radio,‭ ‬NPR‭)‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬موقع‭ ‬تراثي‭ ‬إنساني‭ ‬تم‭ ‬هدمه‭ ‬بالهجمات‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭.‬

فهذه‭ ‬الكنيسة‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬الشرقية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الزيتون‭ ‬القديم‭ ‬تُعد‭ ‬ثالث‭ ‬أقدم‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬حيث‭ ‬تَعُود‭ ‬أصولها‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬أو‭ ‬عام‭ ‬407،‭ ‬وتُعرف‭ ‬بكنيسة‭ ‬القديس‭ ‬‮«‬برفيريوس‮»‬‭ ‬‭( ‬Saint‭ ‬Porphyrius‭).‬

ولكن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬الإنساني‭ ‬الفريد،‭ ‬والذاكرة‭ ‬الثقافية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬كُنا‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬هذه‭ ‬الكنيسة‭ ‬العريقة،‭ ‬لم‭ ‬تشفع‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الهمجية‭ ‬العشوائية‭ ‬اللامبالية‭ ‬ببشر‭ ‬أو‭ ‬حجر‭ ‬أو‭ ‬شجر،‭ ‬فذهب‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الموروث‭ ‬البشري‭ ‬مع‭ ‬الريح‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬عندما‭ ‬جاءت‭ ‬أيدي‭ ‬الغدر‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وبمشاركة‭ ‬غربية‭ ‬بقصف‭ ‬هذا‭ ‬المعلم‭ ‬التاريخي‭ ‬وتدميره‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭ ‬العزة‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬فهناك‭ ‬مقابر‭ ‬الأموات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬بربرية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقابر،‭ ‬منها‭ ‬مقبرة‭ ‬رومانية‭ ‬عمرها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬عام،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬رفح‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬مقتنيات‭ ‬أثرية‭ ‬فريدة‭ ‬وثمينة‭ ‬ومركز‭ ‬الأرشيف‭ ‬الوطني‭ ‬التاريخي‭.‬

فما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬جيش‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬من‭ ‬تدميرٍ‭ ‬جماعي‭ ‬وشامل‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إنساناً‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬حيواناً‭ ‬أم‭ ‬زرعاً‭ ‬أم‭ ‬حجراً‭ ‬وجماداً‭ ‬لا‭ ‬يتحرك‭.‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا