العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج العربي وأمن الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٥ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬متصلة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬مواقف‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬استكمالاً‭ ‬لتلك‭ ‬السلسلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخياراتها‭ ‬لمواجهتها‭ ‬وأبرز‭ ‬تحدياتها‭.‬

وبادئ‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬توجد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مداخل‭ ‬مهمة‭ ‬لتحليل‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتطورات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الدراماتيكية‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬ولكنها‭ ‬ممتدة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬توتراً‭ ‬أو‭ ‬هدوءا‭ ‬وفقاً‭ ‬لحالة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ذاتها،‭ ‬وثانيها‭: ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬مفهوم‭ ‬التهديدات‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬تشابك‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬البحار‭ ‬ضمن‭ ‬مسافات‭ ‬ممتدة‭ ‬تواجه‭ ‬فيها‭ ‬تجارتها‭ ‬مخاطر‭ ‬جمة‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬مجدداً‭ ‬أهمية‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬وثالثها‭: ‬انتقال‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭  ‬والجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بطبيعة‭ ‬وقواعد‭ ‬مغايرة‭ ‬تماماً،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭.‬

وانطلاقاً‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬تعد‭ ‬تحدياً‭ ‬هائلاً‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬فأولاً‭: ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬توصيف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كونها‭ ‬دولاً‭ ‬بحرية‭ ‬وليست‭ ‬حبيسة‭ ‬بما‭ ‬يمنحها‭ ‬فرصا‭ ‬ويفرض‭ ‬عليها‭ ‬استحقاقات‭ ‬ترتبط‭ ‬بمسألة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬انتظام‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬الممرات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وتعد‭ ‬شرايين‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬ثانياً‭: ‬تأثير‭ ‬تهديد‭ ‬صراعات‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الجيواستراتيجي،‭ ‬فالمسألة‭ ‬ليست‭ ‬خلافات‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬بحرية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬ولكن‭ ‬نقل‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬وجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬يرتبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعل‭ ‬والفعل‭ ‬المضاد‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬آثاره‭ ‬وقتية‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬ترتيبات‭ ‬أمنية‭ ‬تطال‭ ‬المنطقة‭ ‬توافقاً‭ ‬أو‭ ‬تعارضاً‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬أطرافها،‭ ‬ثالثاً‭: ‬إعادة‭ ‬النقاش‭ ‬مجدداً‭ ‬حول‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتضمن‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬فحسب؟‭ ‬أم‭ ‬الامتدادات‭ ‬الجيواستراتيجية‭ ‬مثل‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط؟‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ببعيدة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الامتدادات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬سياسات‭ ‬وقتية‭ ‬أم‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬تتسم‭ ‬بالشمول‭ ‬والتكامل؟

ولست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬لمضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬كممر‭ ‬مائي‭ ‬استراتيجي‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬مرور‭ ‬حوالي‭ ‬13%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬النفط‭ ‬المنقول‭ ‬بحرياً‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وحوالي‭ ‬8%‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فبعضها‭ ‬أعلن‭ ‬الإيقاف‭ ‬المؤقت‭ ‬لناقلات‭ ‬النفط‭ ‬عبر‭  ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬أعلن‭ ‬تأثر‭ ‬شحناتها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية،‭ ‬فحالة‭ ‬الفوضى‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬تتيح‭ ‬زيادة‭ ‬موجات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬لليمن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديدات‭ ‬القرصنة‭ ‬مجدداً‭ ‬والتي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬مباشرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬فاتورة‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬وكذلك‭ ‬أسعار‭ ‬الشحن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬وتشير‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أجبرت‭ ‬حوالي‭ ‬18‭ ‬شركة‭ ‬نقل‭ ‬عالمية‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬مسارها‭ ‬نحو‭ ‬طريق‭ ‬رأس‭ ‬الرجاء‭ ‬الصالح‭ ‬الذي‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬مناسباً‭ ‬لنقل‭ ‬البضائع‭ ‬سريعة‭ ‬التلف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تواجهها‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬البديلة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ثمة‭ ‬تساؤل‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭ ‬هل‭ ‬ارتبط‭ ‬تعامل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬بشكل‭ ‬وقتي‭ ‬ومفاجئ؟‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬خطط‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬مسبقة‭ ‬بشأن‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري؟

أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬لجهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬والتي‭ ‬حظيت‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المنصرم‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬وتسارعت‭ ‬وتيرتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬وطبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬الجديدة‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬ضمن‭ ‬مسارات‭ ‬فكرية‭ ‬أصبح‭ ‬فيها‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المقررات‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومادة‭ ‬ثرية‭ ‬لمحاضراتها‭ ‬وفعالياتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬المعنية،‭ ‬ولكن‭ ‬يظل‭ ‬هناك‭ ‬تساؤل‭ ‬مهم‭ ‬مفاده‭ ‬أي‭ ‬المسارين‭ ‬تتجه‭ ‬جهود‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭: ‬الردع‭ ‬أم‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية؟‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬كباحث‭ ‬مهتم‭ ‬بالأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والبحار‭ ‬جوهر‭ ‬تهديدات‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن،‭ ‬يبقى‭ ‬الردع‭ ‬مهماً‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬مهمة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تناسب‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬مع‭ ‬الفعل،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬بأن‭ ‬إقدامه‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الخطوط‭ ‬الحمراء‮»‬‭ ‬سيكون‭ ‬باهظ‭ ‬الثمن،‭ ‬وربما‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬التوترات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬الأمر‭ ‬منتهاه‭  ‬ضمن‭ ‬مواجهات‭ ‬تحتمل‭ ‬كل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توافق‭ ‬واختلاف‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬بشأن‭ ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬فبعض‭ ‬السفن‭ ‬قررت‭ ‬تغيير‭ ‬وجهتها‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬آثر‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬الإبحار‭ ‬عبر‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق،‭ ‬وبافتراض‭ ‬إخفاق‭ ‬الردع‭ ‬وزيادة‭ ‬التهديدات‭ ‬هل‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة؟‭ ‬تساؤل‭ ‬له‭ ‬وجاهته‭ ‬فأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬والممرات‭ ‬المائية‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬ومجال‭ ‬لاختبار‭ ‬القوة‭ ‬والنفوذ،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬خبرات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الردع‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تحالف‭ ‬الراغبين‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وإيران‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬تجبر‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فخلال‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬أصيبت‭ ‬سفينة‭ ‬حربية‭ ‬أمريكية‭ ‬بصاروخين‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفرادها‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬حوادث‭ ‬أخرى‭ ‬متزامنة‭ ‬اضطرت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬الإيرانية‭ ‬كانت‭ ‬نتيجتها‭ ‬إغراق‭ ‬نصف‭ ‬الأسطول‭ ‬الإيراني‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬الإيرانية‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‮»‬‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬سيناريو‭ ‬مشابه‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭ ‬الذي‭ ‬يزداد‭ ‬تعقيداً‭ ‬بل‭ ‬وضبابية‭ ‬حول‭ ‬أي‭ ‬مسار‭ ‬سوف‭ ‬يتجه‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تأثير‭ ‬تطورات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬قطاع‭ ‬حيوي‭ ‬لاقتصادات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإنها‭ ‬معنية‭ ‬جميعها‭ ‬بمسألة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬اتخذ‭ ‬الأمر‭ ‬تحالفات‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬ضمن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬مدونات‭ ‬سلوك‭ ‬لمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬كرؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬اقتصادي‭ ‬ولكن‭ ‬بشأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا