يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
في ذكرى إشراقة الضوء الأول لقوة دفاع البحرين
هذه مناسبة وطنية جليلة نقف عندها بكل الاعتزاز والتقدير والفخر.
نعني مناسبة احتفال قوة دفاع البحرين بذكرى تأسيسها السادسة والخمسين.
في ذكرى إشراقة الضوء الأول لتأسيس قوة دفاع البحرين على يد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبل ستة وخمسين عاما، حين نتأمل مسيرة القوة نجد أننا أمام مسيرة وطنية حافلة وإنجازات وطنية كبرى.
ستة وخمسون عاما في حماية الوطن.. حماية أرضه وحدوده ومقدراته وسيادته الوطنية.
ستة وخمسون عاما من حماية الدولة ومؤسساتها وضمان الأمن والاستقرار الداخلي.
ستة وخمسون عاما من حماية مكتسبات الوطن ومنجزاته وضمان البيئة الآمنة لما شهدته البلاد من تنمية ونهضة على كل المستويات.
ستة وخمسون عاما من الإسهام المباشر في التنمية والتقدم والنهضة عبر الأدوار المباشرة التي تلعبها القوة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والرياضة.. الخ.
ستة وخمسون عاما من الأدوار الخارجية العربية في نصرة الأشقاء والدفاع عن أمنهم والإسهام في حمايتهم.
حين نتأمل هذه الإنجازات والإسهامات الكبرى لقوة دفاع البحرين عبر هذه المسيرة، لا بد أن نتذكر أن كل هذا ما كان له أن يتحقق لولا العمل الجاد الدؤوب والجهد الهائل لكل منتسبي القوة جيلا بعد جيل.
وما كان لكل هذا أن يتحقق لولا التضحيات الجسيمة التي قدمها منتسبو القوة في سبيل أداء مهامهم الوطنية والعربية النبيلة. نتذكر هنا بكل الإجلال والتقدير تضحيات الشهداء من منتسبي القوة الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ودفاعا عنه.
وما كان لقوة الدفاع أن تحقق كل هذه الإنجازات وتقوم بكل هذه الأدوار الوطنية لولا حرص القيادة على أن توفر لها أحدث الأسلحة والمعدات، وحرص قيادة القوة على أن تواكب تطورات العصر بأحدث برامج الإعداد والتأهيل والتدريب لمنتسبي القوة.
اليوم ونحن نحتفل بذكرى تأسيس قوة الدفاع فليست هذه مناسبة فقط للتعبير عن التقدير والاعتزاز بما وصلت إليه من مكانة وما حققته من إنجازات عبر العقود الماضية، وإنما هي مناسبة أيضا لتأكيد حقيقة مهمة.. إن الأوضاع الحالية في المنطقة والعالم تجعل دور قوة الدفاع في الوقت الحاضر والمستقبل أكثر حسما، وتلقي على عاتقها مهاما وطنية كبيرة وخطيرة.
كما نعلم ونتابع، فإن المنطقة تشهد أوضاعا متفجرة متسارعة وخطيرة وصراعات إقليمية ودولية حادة وغير مسبوقة.
هذه الأوضاع والتطورات مفتوحة على كل الاحتمالات ولا أحد يستطيع أن يتكهن بالضبط بما ستنتهي إليه، لكنها في كل الأحوال تحمل للبحرين كما لكل دول المنطقة أخطارا وتهديدات وتفرض تحديات جسيمة.
هذه التطورات والأخطار والتحديات تعني أمورا حاسمة كثيرة في مقدمتها:
1 - أن حماية الأمن الوطني للبحرين هدف يجب ألا يتقدمه أو يعلوه هدف آخر الآن ومستقبلا.
بعبارة أخرى أن أمن واستقرار البحرين أولوية قصوى في العمل الوطني عامة وبالنسبة إلى قوة الدفاع وأجهزة الأمن خصوصا.
2 – إنه يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة للأخطار والتهديدات التي تفرضها الأوضاع الحالية وتصور واضح للاحتمالات المختلفة التي يمكن أن تتطور إليها. وبناء على ذلك بناء الاستراتيجية الدفاعية والأمنية.
3 – أن تكون قوة الدفاع بناء على ذلك على أعلى درجة من الجاهزية والاستعداد للقيام بهذه المهام ومواجهة أي تطورات أيا كانت.
نقول هذا لننبه إلى أن قوة دفاع البحرين تتحمل مسؤولية استراتيجية وطنية كبرى اليوم ومستقبلا أكثر من أي وقت مضى لحماية الأمن الوطني ومواجهة الأخطار والتحديات.
ونحن بالطبع على ثقة تامة بأن قوة الدفاع بقيادتها ومنتسبيها أهل للقيام بهذه المهام الجسيمة وأداء واجبها الوطني على أكمل وجه وهو ما عهدناه بهم دائما.
تحية تقدير واعتزاز وثقة لقوة دفاع البحرين قيادتها وكل منتسبيها في هذه المناسبة الوطنية الجليلة، الذكرى السادسة والخمسون لإشراقة الضوء الأول للقوة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك