العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

علماء وسياسيون في خدمة شركات التدخين!

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٠٩ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

نشرتْ‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التايمز‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬تحقيقا‭ ‬خاصا‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬تُمول‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬الكبرى‭ ‬حملة‭ ‬سرية‭ ‬مؤيدة‭ ‬للسجائر‭ ‬الإلكترونية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬هدف‭ ‬التحقيق‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوسائل‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬شركات‭ ‬التدخين‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسويق‭ ‬وتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬منتجاتها‭ ‬وتوزيعها‭ ‬لأكبر‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطاني،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭. ‬كما‭ ‬ولج‭ ‬التحقيق‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬بمختلف‭ ‬خلفياتها‭ ‬وتخصصاتها‭ ‬العلمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬كجنود‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬وفي‭ ‬الظلام،‭ ‬ويتم‭ ‬تجنيدهم‭ ‬كعملاء‭ ‬سريين‭ ‬يُسوقون‭ ‬ويروجون‭ ‬لمنتجات‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬فتستعمل‭ ‬وتُكيِّف‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬وجماعة‭ ‬أدواتها‭ ‬وتخصصاتها‭ ‬العلمية‭ ‬لإقناع‭ ‬الناس‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬مخاطر‭ ‬صحية‭ ‬وبيئية‭ ‬لهذه‭ ‬المنتجات،‭ ‬ثم‭ ‬ترغيبهم‭ ‬في‭ ‬شرائها‭ ‬وتعاطيها‭.‬

وقد‭ ‬توصل‭ ‬التحقيق‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬حقائق‭ ‬واستنتاجات‭ ‬مقلقة‭ ‬جداً،‭ ‬بل‭ ‬ومخيفة‭ ‬لكل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الطبقة‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬إقناعها‭ ‬وجذبها‭ ‬لتجربة‭ ‬أي‭ ‬منتجٍ‭ ‬جديد،‭ ‬وهم‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادنا‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭. ‬أما‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬إن‭ ‬المصنعين‭ ‬والمنتجين‭ ‬للسجائر‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لهم‭ ‬علاقات‭ ‬واتصالات‭ ‬وطيدة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬أفراد‭ ‬وجهات‭ ‬علمية‭ ‬متخصصة،‭ ‬منهم‭ ‬الأطباء،‭ ‬ومنهم‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدخين،‭ ‬ومنهم‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشطاء‭ ‬وإعلاميين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الترويج‭ ‬والترغيب‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬الحديث‭ ‬نسبياً‭ ‬من‭ ‬التدخين،‭ ‬وهو‭ ‬السجائر‭ ‬الإلكترونية‭.‬

والاستنتاج‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬تمخض‭ ‬عن‭ ‬التحقيق‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬قامت‭ ‬بتمويل‭ ‬أبحاث‭ ‬وأوراق‭ ‬علمية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تدخين‭ ‬الأطفال‭ ‬للسجائر‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تشتري‭ ‬ضمائر‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬والمختصين‭ ‬الذين‭ ‬يُعرضون‭ ‬ضمائرهم‭ ‬لمن‭ ‬يدفع‭ ‬أكثر،‭ ‬ويستغلون‭ ‬أقلامهم،‭ ‬وعلمهم،‭ ‬وخبراتهم‭ ‬للبيع‭ ‬وبعرضٍ‭ ‬من‭ ‬الدنيا‭ ‬قليل،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ضاراً‭ ‬وعلى‭ ‬حساب‭ ‬صحة‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭. ‬وأما‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الثالث‭ ‬فإن‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬إحباط‭ ‬وعرقلة‭ ‬المحاولات‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والجمعيات‭ ‬الطبية‭ ‬المعنية‭ ‬بوضع‭ ‬تشريعات‭ ‬تُنظم،‭ ‬أو‭ ‬تمنع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السجائر،‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬إقناع‭ ‬الناس‭ ‬بمخاطر‭ ‬هذه‭ ‬السجائر‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬والحقائق،‭ ‬فإنني‭ ‬بعد‭ ‬اطلاعي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاص،‭ ‬أجريتُ‭ ‬دراسة‭ ‬بسيطة‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬وتوصلت‭ ‬إلى‭ ‬استنتاجين‭ ‬عامين،‭ ‬أولهما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬قديمة‭ ‬ومتجددة‭ ‬وليست‭ ‬مقصورة‭ ‬على‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وستستمر‭ ‬أبد‭ ‬الدهر‭ ‬مادام‭ ‬هناك‭ ‬أناس‭ ‬لهم‭ ‬مكرهم‭ ‬وحيلهم‭ ‬فمعظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬استغلال‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬لكل‭ ‬الأدوات‭ ‬والوسائل‭ ‬الشرعية‭ ‬وغير‭ ‬الشرعية،‭ ‬وتتبنى‭ ‬أية‭ ‬حيلة‭ ‬مجدية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الربح‭ ‬السريع‭ ‬والمال‭ ‬الوفير‭ ‬واستدامة‭ ‬بقاء‭ ‬شركاتهم‭. ‬والاستنتاج‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ليست‭ ‬منعزلة‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الضارة‭ ‬منها‭ ‬صحياً‭ ‬وبيئياً‭ ‬واجتماعياً،‭ ‬وليست‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السجائر‭ ‬والتدخين،‭ ‬وإنما‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬والحيل‭ ‬اللاأخلاقية‭ ‬واللاإنسانية‭ ‬تستخدمها‭ ‬أيضاً‭ ‬الشركات‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬شركات‭ ‬الكحوليات،‭ ‬والأدوية‭ ‬واللقاحات،‭ ‬والمشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬وغيرها‭.‬

وأُقدم‭ ‬لكم‭ ‬نماذج‭ ‬قليلة‭ ‬لبعض‭ ‬الوثائق‭ ‬والدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬شيوع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬وقِدَمها‭ ‬واستمراريتها‭ ‬اليوم،‭ ‬وحتى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬نُشرت‭ ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أبحاث‭ ‬وممارسات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬‭(‬Public‭ ‬Health‭ ‬Research‭ ‬and‭ ‬Practice‭ )‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬تستخدم‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬الباب‭ ‬الدوار‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والصناعة‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬صُنع‭ ‬السياسات‭: ‬دراسة‭ ‬حالة‭ ‬أسترالية‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬55%‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتبغ‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬قد‭ ‬تقلدوا‭ ‬مناصب‭ ‬حكومية‭ ‬سابقاً،‭ ‬وتغلغلوا‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاتحادي،‭ ‬أو‭ ‬مستوى‭ ‬الولايات،‭ ‬أو‭ ‬المقاطعات‭. ‬كما‭ ‬كشفت‭ ‬الدراسة‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬بتجنيد‭ ‬مسؤولين‭ ‬رفيعي‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬أو‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬للعمل‭ ‬لصالح‭ ‬تدخين‭ ‬السجائر‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها،‭ ‬وبخاصة‭ ‬السجائر‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حث‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬السماح‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬السجائر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬منع،‭ ‬أو‭ ‬تخفيف‭ ‬لغة‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬متعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬التدخين،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القومي،‭ ‬أو‭ ‬المستوى‭ ‬الخارجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬ترعاها،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬المعاهدة‭ ‬الإطارية‭ ‬المعنية‭ ‬بالتحكم‭ ‬في‭ ‬التبغ‮»‬‭. ‬

وهناك‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬المؤشرات‭ ‬الحيوية‭ ‬لعلم‭ ‬الأوبئة‭ ‬السرطانية‭ ‬والوقاية‭ ‬منها‮»‬‭ ‬( Cancer Epidemiology Biomarkers and Prevention)‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يونيو‭ ‬2007،‭ ‬وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬السجائر‮»‬‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬في‭ ‬تجنيد‭ ‬المرتزقة‭ ‬قديمة‭ ‬ومستمرة‭. ‬وقد‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬حقائق،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬كانت‭ ‬تعلم‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬بأن‭ ‬التدخين‭ ‬يسبب‭ ‬السرطان،‭ ‬والإدمان،‭ ‬والموت‭ ‬المبكر،‭ ‬ولكنها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إخفاء‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬تجارتهم‭ ‬والمهددة‭ ‬بإغلاقها‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬قامت‭ ‬بتمويل‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تضلل‭ ‬الناس،‭ ‬وتشوش‭ ‬أفكارهم‭ ‬حول‭ ‬أضرار‭ ‬التدخين‭ ‬الصحية،‭ ‬وتبين‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نتائج‭ ‬أبحاث‭ ‬العلماء‭ ‬المرتزقة‭ ‬بأن‭ ‬الجانب‭ ‬الصحي‭ ‬‮«‬مختلف‭ ‬عليه‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أدلة‭ ‬علمية‭ ‬قاطعة‭ ‬ودامغة‭ ‬تثبت‭ ‬تداعياتها‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬المدخن،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬الشكوك‭ ‬والعيوب‭ ‬حول‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬الموثوقة‭ ‬والصحيحة‭ ‬حول‭ ‬سلبيات‭ ‬التدخين‭. ‬وهذه‭ ‬السياسية‭ ‬الشريرة،‭ ‬وهذا‭ ‬‮«‬التكتيك‭ ‬القذر‮»‬‭ ‬في‭ ‬الكذب‭ ‬والتضليل‭ ‬وتقديم‭ ‬معلومات‭ ‬مشوشة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجنيد‭ ‬العلماء‭ ‬وذوي‭ ‬السلطة‭ ‬والنفوذ‭ ‬مازال‭ ‬يستخدم‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنتجات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬كالسجائر‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وغيرها‭.‬

كذلك‭ ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬بلاس‭ ‬وان‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬(PLOS ONE)‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬نموذج‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الربح‭-‬كيف‭ ‬ولماذا‭ ‬تؤثر‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬واستخدام‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والممارسات‮»‬‭. ‬فهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬تبني‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة،‭ ‬كشركات‭ ‬التبغ،‭ ‬والأدوية،‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬أداة‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تأخير‭ ‬أية‭ ‬محاولة‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬تهديدات‭ ‬منتجاتهم‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬عرقلة‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬يقننن‭ ‬أو‭ ‬يمنع‭ ‬استخدامها‭. ‬فقد‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬تُحوِّر‭ ‬وتُكيِّف‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية،‭ ‬وتتلاعب‭ ‬في‭ ‬استنتاجاتها‭ ‬لما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحها،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬العلماء‭ ‬واتجاهاتهم‭ ‬البحثية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمويل‭ ‬دراساتهم‭ ‬العلمية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ودعم‭ ‬جامعاتهم‭ ‬ومراكز‭ ‬أبحاثهم‭ ‬بالأموال‭ ‬السخية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬ويجب‭ ‬إثارة‭ ‬الشكوك‭ ‬العلمية‭ ‬المنهجية‭ ‬حول‭ ‬جميع‭ ‬منتجاتها،‭ ‬مهما‭ ‬ادعتْ‭ ‬سلامتها‭ ‬وأمنها‭ ‬لاستخدام‭ ‬البشر‭ ‬أو‭ ‬الشجر‭ ‬أو‭ ‬الحيوان،‭ ‬فهذه‭ ‬الشركات‭ ‬لا‭ ‬ترقُب‭ ‬في‭ ‬أحدٍ‭ ‬إلا‭ ‬ولا‭ ‬ذمة،‭ ‬ولا‭ ‬يهمها‭ ‬إلا‭ ‬مصالحها‭ ‬وازدهار‭ ‬شركاتها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا