يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
البحرين والسعودية: الطريق إلى الاتحاد
الاجتماع الأخير لمجلس التنسيق السعودي البحريني وما انتهى اليه من نتائج يعتبر نقطة تحول مهمة وكبيرة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
عوامل كثيرة تعطي للاجتماع أهميته البالغة في مقدمتها ما يلي:
أولا: إن الاجتماع أظهر وجود إرادة لدى قيادة البلدين في الوصول بعلاقات البلدين الى أعلى المستويات، أي الى مستوى التكامل والاتحاد.
كان ملفتا ان سمو الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس الوزراء في افتتاح المجلس وضع أعماله ونتائجه في إطار «تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وصولا الى تحقيق التكامل المنشود في كل المجالات».
كما أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية وضع بدوره اعمال المجلس في إطار «الجهود لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية تجاه وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي من شأنها تحقيق الاستقرار والنماء لشعوبها».
ما قاله سمو الأمير سلمان بن حمد وسمو الأمير محمد بن سلمان يعني ان هناك رؤية واضحة لدى قيادة البلدين تقوم على ان هذا المجلس وما تنتهي اليه اجتماعاته من نتائج واتفاقات لها هدف استراتيجي محدد هو، تحقيق التكامل الشامل بين البلدين وصولا إلى الاتحاد.
وتقوم هذه الرؤية على اعتبار ان هذا التكامل والاتحاد ليس فقط تحقيقا لآمال وطموحات الشعبين الشقيقين، وانما هو ضرورة لأمن واستقرار وازدهار دول مجلس التعاون وشعوبها.
هذه الرؤية والإرادة هي الأساس الصلب للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وهي المرشد والموجه والضامن لتطورها نحو الآفاق المنشودة.
ثانيا: من الملاحظ ان المشاريع التي تم اقرارها واتفاقيات التعاون والتفاهم التي تم توقيعها في الاجتماع الأخير لمجلس التنسيق شملت كل المجالات تقريبا. شملت مجالات الاستثمار المشترك، والتجارة، والاقتصاد، والعلم والتكنولوجيا، والتعليم، والثقافة، والشباب، والتعاون والتنسيق السياسي.. الخ.
يعني هذا ان تنفيذ هذه المشاريع ووضع كل هذه الاتفاقات موضع التنفيذ سيكون من شأنه وضع الأساس الصلب للتكامل المنشود بين البلدين.
تنفيذ كل هذه المشاريع والاتفاقات سيكون من شأنه خلق روابط متينة ومصالح مشتركة وتنسيق وتعاون كامل في كل المجالات على المستويات الرسمية والشعبية، وجعل التكامل حقيقة فعلية على أرض الواقع.
ثالثا: من السهل ان ندرك أن هذا الحرص من قيادة البلدين وعبر مجلس التنسيق على وضع الأسس للتكامل وصولا إلى الاتحاد بين البلدين وراءه إدراك عميق بطبيعة التحديات التي يواجهها البلدان والأخطار التي تعصف بمنطقة الخليج العربي وبالمنطقة العربية كلها.
حين أطلق الزعيم الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، قبل سنوات الدعوة إلى ضرورة انتقال مجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد كان هذا تعبيرا عن ادراك عميق بأنه لا بديل عن هذا التحول، اذا كان لدول المجلس ان تواجه التحديات الجسيمة وان تضمن الأمن والتقدم لدولها وشعوبها.
اليوم مع وجود قيادات شابة تقود عمل مجلس التنسيق السعودي البحريني ممثلة في الأمير سلمان بن حمد والأمير محمد بن سلمان، فإن لديها نفس الوعي ونفس الإدراك. تدرك تماما كما يتضح من مواقفها وتصريحاتها ان التكامل والاتحاد هو الخيار الأمثل ضمانا لأمن وتنمية وازدهار دولنا وشعوبنا.
الأمر المهم الذي يجب تأكيده هنا ان وجود هذه الرؤية والإرادة، وان يتمكن مجلس التنسيق السعودي البحريني من الوصول بعلاقات البلدين فعلا الى مرحلة التكامل وصولا الى الاتحاد له أهمية استراتيجية كبرى من زاوية انه سيقدم النموذج الملهم لكل دول مجلس التعاون.
بعبارة أخرى، الذي نأمله هو ان يكون نموذج التكامل البحريني السعودي حافزا وملهما لتحقيق حلم الشعوب الخليجية الذي طال انتظاره، أي حلم الاتحاد الخليجي العربي.
وفي هذه المرحلة نتمنى من كل القوى المدنية الشعبية في البحرين والسعودية ان تواكب هذا التحول وان تدفع بدورها كل في مجاله في اتجاه تحقيق هذا الأمل.. امل الاتحاد البحريني السعودي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك