العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل تتجه الولايات المتحدة إلى مواجهة انتخابية بين ترامب وبايدن؟

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬أطلق‭ ‬أخي‭ ‬جون‭ ‬زغبي‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬انتخابات‭ ‬أرمجدون‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يصف‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬البلاد‭ ‬والعالم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فوز‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭.‬

منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬أي‭ -‬‮«‬انتخابات‭ ‬أرمجدون‮»‬‭-  ‬لوصف‭ ‬كل‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬التذكير‭ ‬به‭ ‬وإعادة‭ ‬استخدامه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬ولسبب‭ ‬وجيه‭.‬

وكما‭ ‬يقول‭ ‬ستيفن‭ ‬والت‭ ‬بشكل‭ ‬مدروس‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬فإن‭ ‬الاختلافات‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬والرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختلافات،‭ ‬ولكن‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحديات‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬ــ‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والصين‭ ‬ــ‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬بايدن‭ ‬الثانية‭ ‬سوف‭ ‬تتبع‭ ‬نفس‭ ‬المسار‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬إن‭ ‬الصراع‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬خوض‭ ‬‮«‬انتخابات‭ ‬أرمجدون‮»‬‭ ‬أو‭ ‬تجنبها‭ ‬سوف‭ ‬يدور‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭.‬

ما‭ ‬زلنا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬التقويم‭ ‬التمهيدي،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬مواجهة‭ ‬بايدن‭ ‬أي‭ ‬معارضة‭ ‬حقيقية‭ ‬لترشيح‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وتغلب‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬الذين‭ ‬تحدوه،‭ ‬يبدو‭ ‬أننا‭ ‬مستعدون‭ ‬لمباراة‭ ‬العودة‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬وترامب‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تُظهر‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬قدرة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬ومنافسه‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬الفوز،‭ ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬تشيران‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬لدى‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين‭.‬

وقد‭ ‬صدق‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬رؤيته‭ ‬الكارثية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬النخب‭ ‬الصحيحة‭ ‬سياسيا‭ ‬تدمر‭ ‬ثقافتنا‭ ‬التقليدية‭ ‬وتسمح‭ ‬لبلادنا‭ ‬بأن‭ ‬يجتاحها‭ ‬أجانب‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬يستولون‭ ‬على‭ ‬وظائفنا،‭ ‬ويجلبون‭ ‬الجريمة‭ ‬والمرض،‭ ‬و‮«‬يلوثون‭ ‬دماءنا‮»‬‭.  ‬

وقد‭ ‬أصبح‭ ‬الموالون‭ ‬لترامب‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬زعيمهم‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬والمحاكم‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لأنهم‭ ‬يقبلون‭ ‬تفاخره‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬وفوضى‭ ‬نهاية‭ ‬العالم‭.  ‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬سيشير‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬ومؤيدو‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬ترامب‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬الاحتيال‭ ‬المالي‭ ‬والاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬إلى‭ ‬تعريض‭ ‬أسرار‭ ‬حكومية‭ ‬وتشجيع‭ ‬التمرد،‭ ‬وسيشيرون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تهديداته‭ ‬بالانتقام‭ ‬ورفض‭ ‬قبول‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الماضية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬طبيعته‭ ‬باعتباره‭ ‬سياسيا‭ ‬مستبدًا‭ ‬انتقاميًا‭ ‬يهدد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تبدو‭ ‬مباراة‭ ‬العودة‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬وترامب‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬مثالا‭ ‬كلاسيكيا‭ ‬على‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬انتخابات‭ ‬أرمجدون‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬جوهري‭. ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬وباستثناء‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬متوقع،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬منافسة‭ ‬لا‭ ‬يريدها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬الحزبين‭ ‬بالحماس‭ ‬تجاهها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭.‬

وتظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الأخيرة‭ ‬أن‭ ‬أربعة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬ناخبين‭ ‬راضون‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬عن‭ ‬مباراة‭ ‬العودة‭ ‬هذه‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬المتنافسين‭. ‬يتمتع‭ ‬كلا‭ ‬الرجلين‭ ‬بمستوى‭ ‬منخفض‭ ‬من‭ ‬الرضا‭ ‬وتقييمات‭ ‬أقل‭ ‬للأداء‭ ‬الوظيفي‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬حزبيهما،‭ ‬لا‭ ‬يصوت‭ ‬لكلا‭ ‬المرشحين‭ ‬المحتملين‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬منخفض‭ ‬يبلغ‭ ‬70‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬والنتيجة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬صداماً‭ ‬بين‭ ‬رؤيتين‭ ‬متباينتين‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬لمستقبل‭ ‬الأمة‭ ‬ستدور‭ ‬بين‭ ‬مرشحين‭ ‬لم‭ ‬يتحمس‭ ‬لهما‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭.‬

إن‭ ‬مشاكل‭ ‬ترامب‭ ‬الجمهورية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬في‭ ‬حزبه‭ ‬الذين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالفزع‭ ‬من‭ ‬سلوكه‭ ‬السياسي‭ ‬والشخصي‭. ‬تأتي‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬بايدن‭ ‬مع‭ ‬قاعدته‭ ‬الديمقراطية‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا‭ ‬والناخبين‭ ‬غير‭ ‬البيض‭ ‬الذين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالقلق‭ ‬بشأن‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬ويشعرون‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬بسبب‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالوعود‭ ‬التي‭ ‬قطعها‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬لعام‭ ‬2020‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإصلاح‭ ‬الهجرة‭ ‬وأولويات‭ ‬الإنفاق‭ ‬المحلي،‭ ‬وتأييده‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬للحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الفاتر‭ ‬تجاه‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين،‭ ‬فإن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الوطنية‭ ‬المباشرة‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬الطرفين‭ ‬الاثنين‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬بضع‭ ‬نقاط‭ ‬من‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ - ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬تجاوز‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬

وعندما‭ ‬يتم‭ ‬إضافة‭ ‬المجموعة‭ ‬الكامنة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬مرشحي‭ ‬‮«‬الأطراف‭ ‬الثالثة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المزيج،‭ ‬تنخفض‭ ‬الحصة‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬بايدن‭ ‬وترامب‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭. ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬يخلق‭ ‬بيئة‭ ‬جذابة‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬لمرشح‭ ‬مستقل‭ ‬أكثر‭ ‬جدية‭ ‬تحدي‭ ‬مرشحي‭ ‬الحزبين‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة،‭ ‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬تنافس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وجو‭ ‬بايدن‭ ‬لكسب‭ ‬الناخبين‭ ‬المترددين،‭ ‬بينما‭ ‬يحاولان‭ ‬تعزيز‭ ‬دعمهما‭ ‬بين‭ ‬الأعضاء‭ ‬الأقل‭ ‬حماسًا‭ ‬في‭ ‬حزبيهما‭ ‬الجمهوري‭ ‬والديمقراطي‭.‬

وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه،‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الحزبي‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬مرشحو‭ ‬الطرف‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬تأييد‭ ‬الناخبين‭ ‬الساخطين‭ ‬على‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬والفاترين‭ ‬في‭ ‬مواقفهم‭ ‬تجاه‭ ‬مرشحيهم‭.‬

الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬ولجان‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الداعمة‭ ‬لهما‭ ‬سيكون‭ ‬لديهما‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬لإنفاقها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭. ‬سوف‭ ‬يستخدمون‭ ‬ثرواتهم‭ ‬للترويج‭ ‬لسجلات‭ ‬مرشحيهم،‭ ‬ولعرض‭ ‬رؤاهم‭ ‬المتناقضة،‭ ‬بل‭ ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لانتقاد‭ ‬خصومهم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيتسبب‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وضع‭ ‬سيء‭.‬

قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الصالة‭ ‬المخصصة‭ ‬للمسافرين‭ ‬المغادرين‭ ‬بمطار‭ ‬جون‭ ‬كينيدي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭. ‬كان‭ ‬التلفزيون‭ ‬مفتوحًا‭ ‬وكان‭ ‬المنتظرون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬رحلتهم‭ ‬يشاهدون‭ ‬برنامجًا‭ ‬تلفزيونيًا‭ ‬شهيرًا‭.‬

خلال‭ ‬كل‭ ‬فاصل‭ ‬إعلاني،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬سوى‭ ‬الإعلانات‭ ‬السياسية،‭ ‬بالتناوب‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬المرشحين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬لمنصب‭ ‬الحاكم‭.‬

وبما‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬مسافرًا‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬من‭ ‬شاهدوا‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬العرب‭. ‬وفي‭ ‬محاولتي‭ ‬رؤية‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعينهم،‭ ‬شعرت‭ ‬بالحرج‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الشخصية‭ ‬العدائية‭ ‬للغاية‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬الإعلانات،‭ ‬وفكرت‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬ديمقراطيتنا‭ ‬والخيارات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬اتخاذها‭ ‬بين‭ ‬الغشاش‭ ‬والكذاب‭ ‬أو‭ ‬المجرم‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬علاقات‭ ‬بالجريمة‭ ‬المنظمة؟

إن‭ ‬المليارات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إنفاقها‭ ‬على‭ ‬الإعلانات‭ ‬الهجومية‭ ‬العدائية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الحزبي‭ ‬والانقسامات‭ ‬السياسية،‭ ‬ولن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الشعور‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬انتخابات‭ ‬فاصلة‭. ‬

ومن‭ ‬النتائج‭ ‬الثانوية‭ ‬الإضافية‭ ‬لهذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬السلبية‭ ‬زيادة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬المستائين‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬الاختيارات‭ ‬المطروحة‭ ‬أمامهم‭. ‬عندما‭ ‬ينتهي‭ ‬الأمر،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عمن‭ ‬سيفوز،‭ ‬سنكون‭ ‬أكثر‭ ‬انقسامًا‭ ‬مع‭ ‬ديمقراطيتنا‭ ‬الهشة‭ ‬فيما‭ ‬ستصبح‭ ‬وحدة‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬أكبر‭.‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا