العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

في ذكرى الميثاق.. وقفة تأمل وتقييم

اليوم‭ ‬تحتفل‭ ‬البحرين‭ ‬بذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.‬

ذكرى‭ ‬الميثاق‭ ‬مناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬جليلة‭ ‬تستحق‭ ‬الاحتفاء‭ ‬والاحتفال‭.‬

غير‭ ‬ان‭ ‬ذكرى‭ ‬الميثاق‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬مناسبة‭ ‬للتأمل‭ ‬والتقييم‭. ‬تأمل،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬الميثاق‭ ‬بالضبط‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭..  ‬وتقييم‭ ‬للسنوات‭ ‬الماضية‭ ‬منذ‭ ‬إقرار‭ ‬الميثاق‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭.. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتحقق،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.‬

حين‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يمثله،‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نؤكد‭ ‬أربعة‭ ‬جوانب‭ ‬كبرى‭:‬

الجانب‭ ‬الأول‭: ‬ان‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬خطوة‭ ‬وطنية‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬خطوات‭ ‬كبيرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أطلق‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬المشروع‭ ‬الاصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المنطقة‭. ‬مشروعا‭ ‬تضمن‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬رائدة‭ ‬وشاملة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتغيير‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ضمان‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭ ‬للبحرين‭. ‬وميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬محددا‭ ‬لأبعاد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنية‭.‬

الجانب‭ ‬الثاني‭: ‬ان‭ ‬جوهر‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وغايته‭ ‬التاريخية‭ ‬الكبرى‭ ‬هي‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬وأركان‭ ‬ومقومات‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أكد‭ ‬هذا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.‬

‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المستقلة‭.. ‬دولة‭ ‬المواطنة‭.. ‬دولة‭ ‬الحريات‭.‬

الميثاق‭ ‬حدد‭ ‬أسس‭ ‬ومقومات‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬وهويتها‭ ‬الوطنية‭ ‬العربية،‭ ‬وحدد‭ ‬حقوق‭ ‬الكل‭ ‬وواجباتهم‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭.‬

الجانب‭ ‬الثالث‭: ‬ان‭ ‬التصويت‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬مثل‭ ‬تجسيدا‭ ‬تاريخيا‭ ‬للتلاحم‭ ‬بين‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادته‭.‬

التصويت‭ ‬على‭ ‬الميثاق‭ ‬كان‭ ‬مناسبة‭ ‬كبرى‭ ‬عبر‭ ‬فيها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬وعن‭ ‬امله‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭.‬

بالطبع‭ ‬هذا‭ ‬التلاحم‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والقيادة‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭. ‬كان‭ ‬نتاجا‭ ‬مباشرا‭ ‬لخطوات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الإصلاحية‭ ‬الكبرى‭ ‬ورؤية‭ ‬جلالته‭ ‬التاريخية‭ ‬لمستقبل‭ ‬البحرين‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬التلاحم‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التأييد‭ ‬التاريخية‭ ‬الكبرى‭ ‬للميثاق‭ ‬بنعم‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭,‬4‭ ‬‭%‬‭ .‬

الجانب‭ ‬الرابع‭: ‬ان‭ ‬مشروع‭ ‬الاصلاح‭ ‬الكبير‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬بكل‭ ‬أبعاده‭ ‬وخطواته،‭ ‬والذي‭ ‬أتى‭ ‬الميثاق‭ ‬في‭ ‬اطاره،‭ ‬قابل‭ ‬لكل‭ ‬آفاق‭ ‬التطوير‭ ‬والتغيير‭ ‬والتجديد‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬هذا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭. ‬شرط‭ ‬وحيد‭ ‬وضعه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لأي‭ ‬تجديد‭ ‬او‭ ‬تطوير‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬محصلة‭ ‬لتوافق‭ ‬وطني‭ ‬عام‭.‬

هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬الأربعة‭ ‬تمثل‭ ‬مكانة‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

اليوم‭ ‬والبحرين‭ ‬تحتفل‭ ‬بذكرى‭ ‬الميثاق‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نتأمل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬ونستعيدها‭ ‬ونتوقف‭ ‬عند‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الآخر‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مناسبة‭ ‬لوقفة‭ ‬تقييم‭ ‬لمسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬منذ‭ ‬إقرار‭ ‬الميثاق‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭.‬

وقفة‭ ‬تقييم‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬نناقش،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬انجازات‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تحقيق‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬الميثاق،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نناقش،‭ ‬هل‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬الميثاق‭ ‬وهدفه‭ ‬الأكبر‭ ‬ترسخت‭ ‬بكل‭ ‬أركانها،‭ ‬ام‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جوانب‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ان‭ ‬تتحقق؟‭.. ‬هل‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬نقيض‭ ‬للطائفية،‭ ‬وتعلي‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬الوطني‭ ‬الجامع‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ولاءات‭ ‬أخرى،‭ ‬ترسخت‭ ‬بالفعل؟‭ ‬وماهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬قوى‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا؟‭.‬

أيضا‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ونحن‭ ‬بصدد‭ ‬تقييم‭ ‬التجربة،‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نناقش،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬جوانب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬وتجديد‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني؟‭.‬

ستبقى‭ ‬ذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬مناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬تاريخية‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نحتفي‭ ‬بها‭ ‬بكل‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا