يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
في ذكرى الميثاق.. وقفة تأمل وتقييم
اليوم تحتفل البحرين بذكرى ميثاق العمل الوطني.
ذكرى الميثاق مناسبة وطنية جليلة تستحق الاحتفاء والاحتفال.
غير ان ذكرى الميثاق يجب ان تكون في نفس الوقت مناسبة للتأمل والتقييم. تأمل، ما الذي يمثله الميثاق بالضبط في مسيرة العمل الوطني في البحرين.. وتقييم للسنوات الماضية منذ إقرار الميثاق وحتى اليوم.. ما الذي تحقق من إنجازات، وما الذي لم يتحقق، وما هو المطلوب اليوم على صعيد العمل الوطني.
حين نتحدث عن موقع ميثاق العمل الوطني من مسيرة البحرين الوطنية، وما الذي يمثله، علينا ان نؤكد أربعة جوانب كبرى:
الجانب الأول: ان ميثاق العمل الوطني خطوة وطنية كبرى من بين خطوات كبيرة أخرى في إطار المشروع الإصلاحي التاريخي الكبير الذي أطلقه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
جلالة الملك أطلق منذ تولي جلالته مقاليد الحكم المشروع الاصلاحي الكبير غير المسبوق في تاريخ المنطقة. مشروعا تضمن رؤية وطنية رائدة وشاملة على كل المستويات للإصلاح والتغيير من اجل ضمان المستقبل الأفضل للبحرين. وميثاق العمل الوطني جاء في هذا السياق محددا لأبعاد هذه الرؤية الوطنية.
الجانب الثاني: ان جوهر ميثاق العمل الوطني وغايته التاريخية الكبرى هي ترسيخ أسس وأركان ومقومات الدولة المدنية الحديثة.
جلالة الملك أكد هذا أكثر من مرة.
الدولة المدنية الحديثة التي هي دولة المؤسسات المستقلة.. دولة المواطنة.. دولة الحريات.
الميثاق حدد أسس ومقومات هذه الدولة وهويتها الوطنية العربية، وحدد حقوق الكل وواجباتهم في اطار هذه الدولة المدنية الحديثة.
الجانب الثالث: ان التصويت الشعبي على ميثاق العمل الوطني مثل تجسيدا تاريخيا للتلاحم بين شعب البحرين وقيادته.
التصويت على الميثاق كان مناسبة كبرى عبر فيها شعب البحرين عن ثقته الكاملة في القيادة وعن امله الكبير في المستقبل الأفضل.
بالطبع هذا التلاحم بين الشعب والقيادة لم يأت من فراغ. كان نتاجا مباشرا لخطوات جلالة الملك الإصلاحية الكبرى ورؤية جلالته التاريخية لمستقبل البحرين.
كل هذا التلاحم والثقة في القيادة تجسد في نسبة التأييد التاريخية الكبرى للميثاق بنعم بنسبة 98,4 % .
الجانب الرابع: ان مشروع الاصلاح الكبير لجلالة الملك بكل أبعاده وخطواته، والذي أتى الميثاق في اطاره، قابل لكل آفاق التطوير والتغيير والتجديد.
جلالة الملك حرص على تأكيد هذا أكثر من مرة. شرط وحيد وضعه جلالة الملك لأي تجديد او تطوير هو ان يكون محصلة لتوافق وطني عام.
هذه الجوانب الأربعة تمثل مكانة ميثاق العمل الوطني التاريخية في المسيرة الوطنية في البحرين.
اليوم والبحرين تحتفل بذكرى الميثاق علينا ان نتأمل هذه الجوانب ونستعيدها ونتوقف عند ما تعنيه بالنسبة إلى العمل الوطني في البحرين.
الأمر المهم الآخر ان هذه المناسبة يجب ان تكون مناسبة لوقفة تقييم لمسيرة العمل الوطني في السنوات الماضية منذ إقرار الميثاق وحتى اليوم.
وقفة تقييم بمعنى أن نناقش، ما الذي تحقق من انجازات على صعيد تحقيق الرؤية الوطنية الكبرى التي تضمنها الميثاق، وما الذي لم يتحقق.
على سبيل المثال علينا أن نناقش، هل الدولة المدنية الحديثة التي هي جوهر الميثاق وهدفه الأكبر ترسخت بكل أركانها، ام أن هناك جوانب ما زالت بحاجة الى مزيد من الجهد والعمل من اجل ان تتحقق؟.. هل دولة المواطنة التي هي نقيض للطائفية، وتعلي قيم الولاء الوطني الجامع على أي ولاءات أخرى، ترسخت بالفعل؟ وماهي مسؤولية قوى المجتمع والدولة في كل هذا؟.
أيضا في ذكرى ميثاق العمل الوطني، ونحن بصدد تقييم التجربة، علينا ان نناقش، هل هناك جوانب في العمل الوطني بحاجة الى تطوير وتجديد على قاعدة التوافق الوطني؟.
ستبقى ذكرى ميثاق العمل الوطني مناسبة وطنية تاريخية علينا ان نحتفي بها بكل الفخر والاعتزاز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك