يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
كلمة حق أمريكية
هذه كلمة حق قالها كاتب أمريكي ونشرتها قبل أيام مجلة أمريكية معروفة.
الكاتب هو جاك ميركنسون وهو كبير المحررين لمجلة «ذي نيشن». كتب مقالا نشرته المجلة يعلق فيه على التقارير التي تنشرها أجهزة إعلام أمريكية وتتحدث فيها عن خلافات شديدة بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو.
لنتأمل ماذا يقول.
يشير الكاتب بداية إلى تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا زعمت فيه أن العلاقات بين بايدن ونتنياهو تتبع مسارا متدهورا قد يصل إلى حافة القطيعة أكثر من أي وقت مضى، وأن واشنطن لم تعد تنظر إلى نتنياهو على أنه حليف يمكنهم التأثير عليه.
ويورد الكاتب تقارير كثيرة لأجهزة إعلام أمريكية تردد نفس المزاعم، اذ تقول ان بايدن غاضب جدا من نتنياهو، او ان الخلافات حادة جدا مع الكيان الصهيوني، أو ان بايدن قد يمارس ضغوطا على نتنياهو أو ان التوترات والخلافات بين أمريكا وإسرائيل بلغت حدا غير مسبوق.. وما شابه ذلك.
الكاتب يعلق على هذه التقارير ويقول إن استخدام صحيفة «واشنطن بوست» لتعبير القطيعة وأكثر من أي وقت مضى منذ بداية الحرب في غزة وغيرها من المصطلحات يعطي القارئ انطباعا أن تحولا كبيرا في موقف الإدارة سيحدث قريبا. ويقول إن القارئ العادي الذي لم يقرأ عن حرب غزة ولا يعرف ما جرى قبل تقرير «واشنطن بوست» قد يعتقد أن تحولا كبيرا يحدث في الموقف الأمريكي من الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ويضيف: ولكن القارئ العادي الذي تابع تغطيات غزة خلال الأشهر الماضية وتطورات الموقف الأمريكي سوف يكتشف بسهولة ان هذه التقارير لا علاقة لها اطلاقا بالواقع ولا بحقيقة موقف بايدن وبطريقة إدارته الحرب.
يقول الكاتب إن كل التقارير التي تتحدث عن أن الإحباط في تصاعد وأن المخاطر زادت وأن التوترات أصبحت أكبر والخرق اتسع بين بايدن ونتنياهو، تعطي صورة عن رئيس نفد صبره وأن التوتر وصل إلى درجة الانفجار، إلا أن سياسات بايدن على أرض الواقع تنفي صحة هذه التقارير.
يقدم الكاتب أربعة شواهد كبرى على أرض الواقع تثبت زيف هذه التقارير وتبين حقيقة مواقف بايدن وإدارته:
1 - إن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة مستمرة من دون أي رادع ومن دون أي محاولة من أمريكا بالذات لردعها، وقد ادت هذه المجازر إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
2 - إن بايدن والمشرعين الأمريكيين معه استمروا في تسليح إسرائيل بلا توقف بل رفعوا من وتيرة تسليح إسرائيل وصوتوا مؤخرا على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا وإسرائيل بوصفها «مساعدة أمنية».
3 - إن بايدن منع أي تحرك في الأمم المتحدة أو في أي إطار لوقف إطلاق النار في غزة.
4 - إن بايدن أصر على رفض أي ضغوط من شأنها الحد من العدوان الإسرائيلي. ورغم انه أصدر أمرا رئاسيا يمنح الصلاحية بقطع سريع للمساعدات العسكرية للدول التي تخرق الحماية الدولية للمدنيين، فإن المتحدث باسم البيت الأبيض سارع بالتوضيح أن الأمر لا يشمل الدعم الأمريكي لإسرائيل. ورفض بايدن وضع أي شروط على المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه لا يمكن أبدا ان نأخذ بأي جدية الحديث عن غضب أمريكي أو خلافات بين بايدن وإسرائيل في الوقت الذي يتم فيه تقديم الأسلحة بلا شرط ولا ضابط في حين أنك تعلم ان هذه الأسلحة تستخدم في ممارسة العنف والقتل الجماعي.
هذا تلخيص واف لما ذكره الكاتب الأمريكي في مقاله، وما ذكره ليس بحاجة إلى تعليق. هي كما نرى كلمة حق في وقت حاسم وبخصوص قضية مصيرية.
يبقى ان هذه القضية تستحق التوقف عنها والتأمل عربيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك