العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الاستراتيجيات الإقليمية للأمن البحري في باب المندب والبحر الأحمر

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٦ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

خلال‭ ‬المقالات‭ ‬السابقة‭ ‬تناولت‭ ‬مواقف‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وقد‭ ‬دارت‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬جميعها‭ ‬حول‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬يمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬هائلاً‭ ‬للدول‭ ‬كافة‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬وتزداد‭ ‬وتيرة‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتماد‭ ‬وليس‭ ‬العكس،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬له‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬ترتيبات‭ ‬مستقبلية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مغاير‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬وثالثها‭: ‬ضرورة‭ ‬حل‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توظيف‭ ‬البحار‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ومنها‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬واستقرار‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عموماً‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭ ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬استراتيجية‭ ‬إقليمية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة؟‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لمضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكذلك‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬بحيرة‭ ‬عربية‮»‬‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ترتيبات‭ ‬أمنية‭ ‬شاملة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬تجاه‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقبيل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الراهنة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬منشأة‭ ‬لاحتدام‭ ‬الموقف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬كاشفة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تأثر‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬بالمحيط‭ ‬الجيواستراتيجي،‭ ‬فإذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬فسوف‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬السفن‭ ‬سواء‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬الحربية‭ ‬لم‭ ‬تنج‭ ‬من‭ ‬التهديدات،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬تعليق‭ ‬صادراتها‭ ‬النفطية‭ ‬عبر‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬بعد‭ ‬استهداف‭ ‬ناقلتين‭ ‬سعوديتين‭ ‬محملتين‭ ‬بالنفط‭ ‬الخام‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬قبل‭ ‬انفجار‭ ‬الموقف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬حالات‭ ‬استهداف‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬استهداف‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬كان‭ ‬الحادث‭ ‬الأبرز‭ ‬هو‭ ‬استهداف‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬المدمرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كول‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬ترسو‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬عدن‭ ‬اليمني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التزود‭ ‬بالوقود‭ ‬وتم‭ ‬استهدافها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬شخصين‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬زورق‭ ‬مطاطي‭ ‬يحمل‭ ‬200‭ ‬كجم‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬وأسفر‭ ‬الحادث‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬17‭ ‬بحاراً‭ ‬أمريكياً‭ ‬وإصابة‭ ‬39‭ ‬آخرين‭ ‬والأمثلة‭ ‬عديدة‭ ‬ولكن‭ ‬النتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬تواجه‭ ‬مخاطر‭ ‬بشكل‭ ‬مزمن،‭ ‬حتى‭ ‬بافتراض‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬تهديدات‭ ‬أمنية‭ ‬وشيكة‭ ‬فإن‭ ‬هاجس‭ ‬الدول‭ ‬لإيجاد‭ ‬منفذ‭ ‬بحري‭ ‬لها‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬ممتدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬توقيع‭ ‬إثيوبيا‭ ‬اتفاقا‭ ‬مع‭ ‬أرض‭ ‬الصومال‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬يتضمن‭- ‬وفقاً‭ ‬للمصادر‭- ‬استئجار‭ ‬إثيوبيا‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬غير‭ ‬الساحلية‮»‬‭ ‬20‭ ‬كم‭ ‬حول‭ ‬ميناء‭ ‬بربرة‭ ‬على‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وذلك‭ ‬مدة‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬للأغراض‭ ‬التجارية،‭ ‬وكان‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الصومال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬دفاعي‭ ‬مع‭ ‬تركيا‭ ‬يتضمن‭ ‬دعم‭ ‬الأصول‭ ‬البحرية‭ ‬للصومال،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬بأن‭ ‬البحار‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬للتعاون‭ ‬كونها‭ ‬مجالاً‭ ‬لنقل‭ ‬السلع‭ ‬والبضائع‭ ‬وما‭ ‬تحتويه‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬هائلة‭ ‬فإنها‭ ‬ستظل‭ ‬مجالاً‭ ‬للصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬دولي‭ ‬ينظم‭ ‬حقوق‭ ‬الدول‭ ‬البحرية‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬فالمسألة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يلزم‭ ‬الدول‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي؟‭ ‬فمثلاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬توجد‭ ‬اتفاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬للمضائق‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تنظيم‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أهميته‭ ‬للتجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وتأثير‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.‬

‭ ‬فهل‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬المعنية‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ ‬بتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬سوف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجية‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة؟‭ ‬

وقبيل‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الثمانية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬صراعات‭ ‬وتنافسا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استحداث‭ ‬آليات‭ ‬إقليمية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ولكن‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ضمن‭ ‬الإطار‭ ‬الأوسع‭ ‬لسبب‭ ‬أساسي‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ولكن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬تنموية‭ ‬واعدة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬كمصدر‭ ‬للدخل‭ ‬القومي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهودا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مصر‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬الجماعية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬صيغا‭ ‬يمكن‭ ‬تطويرها‭ ‬كإطار‭ ‬عمل‭ ‬جماعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬وأيضاً‭ ‬للتنسيق‭ ‬بشأن‭ ‬الخطط‭ ‬التنموية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬ومنها‭ ‬تجمع‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬ويضم‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬كمبادرة‭ ‬سعودية‭ ‬عام‭ ‬2020م‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاس‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الأول‭: ‬زيادة‭ ‬الوجود‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬سواء‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بمصطلحات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬عسكرة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬تدويل‭ ‬الملاحة‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬ولكن‭ ‬الأثر‭ ‬النهائي‭ ‬واحد،‭ ‬والثاني‭: ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬سواء‭ ‬الراهنة‭ ‬مثل‭ ‬اليمن‭ ‬أو‭ ‬المستجدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحالفات‭ ‬وتحالفات‭ ‬إقليمية‭ ‬مضادة،‭ ‬والثالث‭: ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديدات‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬مسيرة‭ ‬‮«‬درونز‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬مسيرة‭ ‬أمريكية‭ ‬متطورة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬سوف‭ ‬تتصدر‭ ‬مشهد‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭.‬

‭ ‬ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬إقليمية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬وقتي‭ ‬بسبب‭ ‬احتدام‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬ضمانة‭ ‬دائمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬مصالح‭ ‬وأولويات‭ ‬دولها‭.       ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا