العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سيادة العراق على أراضيه بين الوهم والحقيقة

بقلم: فاروق يوسف

الجمعة ٠١ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحرص‭ ‬فيه‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬أذرعها‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬تسخينا‭ ‬لجبهتها‭ ‬المفتوحة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬جاءت‭ ‬الضربات‭ ‬الصاروخية‭ ‬التي‭ ‬وجّهها‭ ‬حرسها‭ ‬الثوري‭ ‬إلى‭ ‬أربيل،‭ ‬عاصمة‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬لتؤكّد‭ ‬أنّ‭ ‬جبهتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭... ‬مكان‭ ‬رخو‭ ‬لن‭ ‬يسبّب‭ ‬لها‭ ‬ظهورها‭ ‬المباشر‭ ‬فيه‭ ‬أي‭ ‬عواقب‭ ‬تُذكر‭.‬

فبالرغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بالتنديد‭ ‬والاستنكار‭ ‬هذه‭ ‬المرّة،‭ ‬بل‭ ‬استدعت‭ ‬سفيرها‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬وقدّمت‭ ‬شكوى‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الأمور‭ ‬لن‭ ‬تذهب‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬فلا‭ ‬إيران‭ ‬ستتلقّى‭ ‬رداً‭ ‬عسكرياً‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬باكستان،‭ ‬ولا‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬ستشعر‭ ‬بالحَرج‭ ‬أمام‭ ‬مطالب‭ ‬حكومة‭ ‬الإقليم‭ ‬الكردي‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬ردّها‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬وتشدّداً،‭ ‬بما‭ ‬يضع‭ ‬حداً‭ ‬للضربات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتكرّرة‭. ‬فالحكومة‭ ‬لا‭ ‬تجرؤ‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوة‭ ‬تقع‭ ‬خارج‭ ‬تقديرات‭ ‬تحالف‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مجموعة‭ ‬الأحزاب‭ ‬والمليشيات‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران،‭ ‬ذلك‭ ‬لأنّ‭ ‬التحالف‭ ‬المذكور‭ ‬يشكّل‭ ‬المرجعية‭ ‬الوحيدة‭ ‬لشرعية‭ ‬حكومة‭ ‬محمد‭ ‬شياع‭ ‬السوداني‭. ‬وهي‭ ‬شرعية‭ ‬يمكن‭ ‬سحبها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬شعر‭ ‬أعضاء‭ ‬التحالف،‭ ‬وكلهم‭ ‬من‭ ‬الصقور،‭ ‬أنّ‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬يضرّ‭ ‬بمصالح‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يزعجها‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خافياً‭ ‬أنّ‭ ‬علاقة‭ ‬التحالف‭ ‬بالحزب‭ ‬الديموقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬شؤون‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الإقليم،‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬منذ‭ ‬الاستفتاء‭ ‬المشؤوم‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬مسعود‭ ‬البرزاني‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وكانت‭ ‬نتيجته‭ ‬لصالح‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬العراق‭.‬

أدخلت‭ ‬إيران‭ ‬قصفها‭ ‬لأربيل‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬حربها‭ ‬المفتوحة‭ ‬ضدّ‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وليست‭ ‬غزة‭ ‬إلا‭ ‬ظرفا‭ ‬طارئا‭. ‬هي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تضعه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭ ‬حين‭ ‬أدّعت‭ ‬أنهّا‭ ‬دمّرت‭ ‬بصواريخها‭ ‬البالستية‭ ‬مقراً‭ ‬للموساد‭. ‬تلك‭ ‬رواية‭ ‬يمكن‭ ‬تصديقها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬حقيقية‭. ‬فليس‭ ‬غريباً‭ ‬على‭ ‬الزعامات‭ ‬الكردية‭ ‬القول‭ ‬بعلاقاتها‭ ‬التاريخية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭. ‬هناك‭ ‬تبادل‭ ‬دائم‭ ‬للزيارات،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬قيام‭ ‬الإقليم‭ ‬الكردي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬دولةً‭ ‬مستقلةً‭ ‬غير‭ ‬محكومة‭ ‬بالقوانين‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تجرّم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬نشاط‭ ‬الموساد‭ ‬داخل‭ ‬الإقليم،‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينكره‭ ‬الأكراد‭ ‬أنفسهم‭. ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬القصف‭ ‬الذي‭ ‬نُفّذ‭ ‬بصواريخ‭ ‬إيرانية‭ ‬حديثة‭ ‬الصنع‭ ‬يُقال‭ ‬إنّها‭ ‬دقيقة‭ ‬جداً،‭ ‬قد‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬تاجرين،‭ ‬أحدهما‭ ‬كردي‭ ‬والثاني‭ ‬مسيحي‭ ‬تقيم‭ ‬عائلته‭ ‬بين‭ ‬لندن‭ ‬والإمارات‭. ‬لم‭ ‬يُعرف‭ ‬عن‭ ‬التاجرين‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وكما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬فإنّ‭ ‬تلك‭ ‬الضربة‭ ‬جاءت‭ ‬انتقاماً‭ ‬لما‭ ‬تعرّضت‭ ‬له‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬تفجيرات‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬ذلك‭ ‬الانفجار‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬شخص‭ ‬كانوا‭ ‬يحيون‭ ‬ذكرى‭ ‬مقتل‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭. ‬لم‭ ‬تخطئ‭ ‬الصواريخ‭ ‬هدفها،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬توقّع‭ ‬حدوثه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬قد‭ ‬حُدّد‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬وشاية‭ ‬رخيصة‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬تصفية‭ ‬حسابات‭ ‬محلية‭.‬

في‭ ‬ظلّ‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬استثناء‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬منه،‭ ‬فإنّ‭ ‬تداخل‭ ‬السياسي‭ ‬بالتجاري‭ ‬يؤدي‭ ‬أحياناً‭ ‬إلى‭ ‬لجوء‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬بعضها‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭. ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬قد‭ ‬ارتبط‭ ‬بالحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬بيان‭ ‬تندّد‭ ‬فيه‭ ‬الحكومة‭ ‬بالقصف‭ ‬الذي‭ ‬تتعرّض‭ ‬له‭ ‬أراضيها،‭ ‬هناك‭ ‬فقرة‭ ‬تؤكّد‭ ‬‮«‬انتهاك‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬المتتبع‭ ‬للشأن‭ ‬العراقي‭ ‬يعرف‭ ‬أنّه‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬عبارة‭ ‬جرى‭ ‬الاختلاف‭ ‬عليها‭ ‬وأصبحت‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬السيادة‭ ‬العراقية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬سيادة‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬أراضيه‮»‬‭. ‬ولتبسيط‭ ‬المسألة،‭ ‬يمكن‭ ‬اختصارها‭ ‬بسؤال‭ ‬مزدوج‭ ‬هو‭: ‬‮«‬من‭ ‬أين‭ ‬تبدأ‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭ ‬وأين‭ ‬تنتهي؟‭ ‬لكي‭ ‬نعرف‭ ‬أين‭ ‬تقع‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬يفرض‭ ‬الدستور‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬مهمّة‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وحمايتها‮»‬‭. ‬فإذا‭ ‬وضعنا‭ ‬الإقليم‭ ‬الكردي‭ ‬جانباً،‭ ‬فإنّ‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭ ‬تمّ‭ ‬اعتبارها‭ ‬من‭ ‬ممتلكات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬ولا‭ ‬تخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولا‭ ‬يجرؤ‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬حكومي‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬دخولها‭. ‬تلك‭ ‬مناطق‭ ‬تقع‭ ‬خارج‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنّها‭ ‬لم‭ ‬تنفصل‭ ‬عن‭ ‬الخريطة‭ ‬المدرسية‭.‬

أما‭ ‬دولة‭ ‬كردستان‭ ‬فلم‭ ‬يقف‭ ‬فشل‭ ‬مشروع‭ ‬استفتاء‭ ‬الانفصال‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الاستقلال‭. ‬كانت‭ ‬الخلافات‭ ‬شكلية‭ ‬وهي‭ ‬تخصّ‭ ‬التسمية‭. ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الواقع‭ ‬يقول‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬دافوس‭ ‬الأخير‭ ‬كان‭ ‬محمد‭ ‬شياع‭ ‬السوداني‭ ‬حاضراً‭ ‬ممثلاً‭ ‬لدولة‭ ‬العراق‭ ‬وإلى‭ ‬جانبه‭ ‬مسرور‭ ‬البرزاني،‭ ‬لا‭ ‬باعتباره‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬وفده‭ ‬بل‭ ‬باعتباره‭ ‬ممثلاً‭ ‬لدولة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬كردستان‭. ‬ما‭ ‬يُقال‭ ‬عن‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الكردي‭ ‬لا‭ ‬يمتّ‭ ‬بصلة‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭. ‬وحين‭ ‬تُصدر‭ ‬القيادات‭ ‬الكردية‭ ‬بيانات‭ ‬لحضّ‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬السيادة،‭ ‬فهي‭ ‬تضحك‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تكتشف‭ ‬أنّها‭ ‬تعرّض‭ ‬نفسها‭ ‬للسخرية‭. ‬ولأنّ‭ ‬إيران‭ ‬تعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فإنّها‭ ‬لا‭ ‬تردّ‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬العراقيون‭ ‬قد‭ ‬عاشوها‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؟

بناءً‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬فإنّ‭ ‬التقديرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الإقليم‭ ‬الكردي،‭ ‬خاطئة‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬صائبة‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء،‭ ‬تصبّ‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬حكومة‭ ‬بغداد‭. ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يؤكّد‭ ‬أنّ‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬العراق‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬شماله‭. ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬الأكراد‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التفكّك‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وأقاموا‭ ‬دولتهم‭ ‬الهشة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنه‭ ‬خصوماتهم‭ ‬العشائرية‭. ‬أغلقوا‭ ‬حدودهم‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬العربي‭ ‬ورفعوا‭ ‬أعلامهم‭ ‬وفتحوا‭ ‬سفارات‭ ‬تمثلهم‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬الرئيسة‭. ‬صار‭ ‬لهم‭ ‬رئيس‭ ‬ومجلس‭ ‬وزراء‭ ‬وبرلمان،‭ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬اقتطعوا‭ ‬لأنفسهم‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬المحاصصة‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ومناصب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬كردياً‭.‬

غير‭ ‬أنّ‭ ‬الأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬الإقليم‭ ‬الكردي‭ ‬صار‭ ‬مأوى‭ ‬ثابتاً‭ ‬للجماعات‭ ‬المسلّحة‭ ‬المناوئة‭ ‬لجارتي‭ ‬العراق،‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬تسويقه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬كونه‭ ‬سبباً‭ ‬مقنعاً‭ ‬لانتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬الإقليم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غدا‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬سيادة‭ ‬للعراق‭ ‬على‭ ‬أراضيه‭. ‬لذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬الهجوم‭ ‬الصاروخي‭ ‬الإيراني،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تُحط‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬خبراً‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مسبق،‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الاتفاق‭ ‬الأمني‭ ‬الذي‭ ‬وقّعته‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭. ‬وبهذا‭ ‬تكون‭ ‬إيران‭ ‬وفق‭ ‬مزاعمها‭ ‬قد‭ ‬نفّذت‭ ‬الجزء‭ ‬المطلوب‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭.‬

{ كاتب‭ ‬عراقي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا