بداية كنت أعرف الأستاذ حمزة محمد مسبقا من خلال عملي في التدريس ووزارة التربية والتعليم ويرجع الفضل إلى تعرفي عليه للأستاذ سالم الزايد رحمه الله عندما عرض عليّ الانضمام إلى مسرح البحرين الحديث في 1978 إذ كان المسرح يستعد لعرض مسرحية الطوفة والتي كان الأستاذ حمزة يمثل فيها دور الوالي وتعرفت هناك على مجموعة كبيرة من الممثلين كأحمد الزياني ومحمد العوضي وعبدالرحمن الصالح والأستاذ إبراهيم أبو مازن والكاتب القدير خليل يوسف والمرحوم حسن الواوي والمرحوم إبراهيم عبودي، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم، وكان وقتها الأستاذ حمزة محمد يعمل في قسم التصوير في وزارة التربية والتعليم، وقد عرضت عليه، أن ينضم إلى نادينا نادي توبلي ويخرج مسرحية اللعبة التي كان النادي يستعد للمشاركة بها في المهرجان المسرحي الأول للأندية في عام 1978، فوافق مشكورا، وأصبح مخرجا لفرقة المسرح في النادي، وفازت مسرحية اللعبة بالمركز الثاني وهي من إعداد الكاتب القدير الأستاذ خليل يوسف، وتأليف الكاتب المسرحي توفيق الحكيم، وفاز الأستاذ حمزة بجائزة أحسن مخرج في المهرجان، وأخرج للنادي أيضا مسرحية فصد الدم في المهرجان الثاني للأندية والتي فازت بجائزة المؤثرات الصوتية، وكان من بين الممثلين المرحوم حسن الواوي، والمرحوم علي طاهر، والفنان القدير أحمد عيسى، وكان الأستاذ حمزة هو الذي أعد مسرحية فصد الدم وهي من تأليف الكاتب السوري سعد الله ونوس، وأيضا أعد مسرحية الإضبارة وهي من تأليف الكاتب أمين صالح، وقد شارك النادي بها في المهرجان الثالث للأندية، وأخرجها الفنان سلمان العريبي، وفازت بالمركز الثالث في مهرجان الأندية للمسرح، أما المهرجان الرابع لمسرح الأندية، فقد ألف وأخرج الأستاذ حمزة محمد مسرحية عندما يأتي جهاد وهي ترمز إلى القضية الفلسطينية، وقد ازدادت معرفتي، أكثر وأكثر بالأستاذ حمزة، وقويت صداقتنا أكثر وأكثر، إذ كان يشاركني، في الاهتمام بمسرح الطفل، من خلال الأعمال التي أنجزناها لمسرح الطفل والمسرح المدرسي، فأخرج الأستاذ حمزة لي مسرحية ما جرى للبستان التي عرضت على مسرح مدرسة الروضة الابتدائية للبنين، وأخرج مسرحية بشار والكنز وهي من تأليف الدكتور مصطفى السيد وعرضت في مدرسة الروضة الابتدائية للبنين، وأشرف فنيا على مسرحية سبع الليل، وهي من إخراج الفنان علي سلمان، وعرضت على خشبة مدرسة الفارابي الإعدادية للبنين، كما أشرف فنيا على مسرحية الكنز الثمين التي أخرجها الفنان القدير علي سلمان، كما أعد وأخرج مسرحية الأطفال والقمر للكاتب العراقي باسم حمدان، وعرضت على صالة مدرسة الفارابي الابتدائية للبنين. وكان معنا الفنان علي سلمان في كل الأعمال المسرحية التي أنجزت لمسرح الطفل، وشاءت الظروف أن أعمل مع الأستاذ حمزة محمد في إدارة الخدمات الطلابية، التي يرأس إدارتها الفنان القدير الأستاذ جاسم الحربان، وهناك تعرفت من قرب أكثر وأكثر على الأستاذ حمزة محمد، فمن خلال صداقتي معه والأعمال التي أنجزتها معه، رأيته مخلصا في صداقته، محبا للجميع، ملتزما في أقواله وأفعاله، تميز بخصلة الإيثار لدرجة أنه يفضل غيره على نفسه، يكره الأنانية وحب الظهور والتملق، صريحا، ونصوحا لغيره، يقدم الخدمة للجميع حتى للأشخاص الذين لا يعرفهم، خلوقا يرحب بالجميع، وكأنه يعرفهم من سنين طويلة، قل أن تجد أمثال هذه الشخصية، يعجز القلم عن وصفه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك