العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

الفورمولا 1.. الريادة والإنجاز الوطني

جميل‭ ‬جدا‭ ‬ان‭ ‬تنجح‭ ‬البحرين‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬سباق‭ ‬الفورمولا1‭. ‬هذا‭ ‬نجاح‭ ‬يستحق‭ ‬الاحتفاء‭ ‬والتقدير‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬مجرد‭ ‬نجاح‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬حدث‭ ‬رياضي‭ ‬عالمي‭. ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬يقدم‭ ‬للعالم‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬راقية‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وعن‭ ‬قدراتها‭ ‬وامكانيات‭ ‬كفاءاتها‭ ‬الوطنية‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الفورمولا1‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬وأهم‭ ‬وأنجح‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬حين‭ ‬بادر‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬وتبنى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬فكر‭ ‬متقدم‭ ‬ورؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭.‬

أذكر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬ان‭ ‬البعض‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬الجدوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المالية‭ ‬للمشروع‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيحقق‭ ‬أرباحا‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬لم‭ ‬يدرك‭ ‬هؤلاء‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬كبير‭ ‬بامتياز،‭ ‬وأن‭ ‬مردوده‭ ‬يتعدى‭ ‬بكثير‭ ‬جدا‭ ‬مجرد‭ ‬منافع‭ ‬أو‭ ‬مكاسب‭ ‬مالية‭. ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬الايجابي،‭ ‬ويقدم‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬عنها‭ ‬وعن‭ ‬مجتمعها‭ ‬وانجازاتها‭.‬

اذن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬نجاح‭ ‬السباق‭ ‬هو‭ ‬الريادة‭.. ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬تجسيد‭ ‬لريادة‭ ‬البحرين‭.‬

حين‭ ‬تبنى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وأطلقه‭ ‬قبل‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬عملا‭ ‬رائدا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭.‬

بهذه‭ ‬الريادة،‭ ‬أكدت‭ ‬البحرين‭ ‬مجددا‭ ‬الحقيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬وهي‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬دوما‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.. ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والتجديد‭ ‬السياسي‭ ‬والانفتاح‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬وهكذا‭.‬

الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬هو‭ ‬النجاح‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭. ‬يقال‭ ‬عادة‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬مهما‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬مرة،‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭. ‬

ان‭ ‬تنجح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬عبر‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬متصلة‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭ ‬ولم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭. ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬المتواصل‭ ‬وراءه‭ ‬تخطيط‭ ‬دقيق،‭ ‬وعمل‭ ‬دؤوب‭ ‬مستمر،‭ ‬وجهد‭ ‬كبير‭ ‬لكفاءات‭ ‬وطنية‭ ‬مخلصة‭.‬

ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭ ‬الأخير‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أود‭ ‬التذكير‭ ‬بأمر‭ ‬اغلب‭ ‬الظن‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬لا‭ ‬يذكرونه‭ ‬اليوم‭. ‬أود‭ ‬التذكير‭ ‬بالدور‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬تنظيم‭ ‬البحرين‭ ‬للفورمولا1‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬عصيبة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭.‬

أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬اعقاب‭ ‬الأحداث‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2011‭. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬موعد‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭ ‬في‭ ‬2012‭ ‬شنت‭ ‬القوى‭ ‬الطائفية‭ ‬المتآمرة‭ ‬حملة‭ ‬شرسة‭ ‬وساندتها‭ ‬القوى‭ ‬والمنظمات‭ ‬التي‭ ‬تآمرت‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عدم‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭ ‬وإفشاله‭. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كتبت‭ ‬وقلت‭ ‬ان‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭ ‬ونجاحه‭ ‬سوف‭ ‬يعني‭ ‬انتصارا‭ ‬للإرادة‭ ‬الوطنية‭.. ‬سوف‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمة‭ ‬وعلى‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬العالم‭ ‬وتبديد‭ ‬كل‭ ‬الصور‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬حاول‭ ‬الكثيرون‭ ‬ترسيخها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭.‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭. ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬السباق‭ ‬بنجاح‭ ‬كبير‭ ‬–‭ ‬وأصبح‭ ‬تجسيدا‭ ‬لقدرة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحدي‭ ‬وللإرادة‭ ‬الوطنية‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬ان‭ ‬نثيرها‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬نجاح‭ ‬تنظيم‭ ‬سباق‭ ‬الفورمولا‭ ‬1‭. ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭.‬

لكن‭ ‬نثير‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬كي‭ ‬نعبر‭ ‬أولا‭ ‬عن‭ ‬شكر‭ ‬واجب‭ ‬وتقدير‭ ‬كبير‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬اليه‭ ‬الفضل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬وإطلاق‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الرائد‭. ‬والشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬أيضا‭ ‬لكل‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬والجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬عدة‭ ‬وعبر‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النجاح‭. ‬

ستظل‭ ‬البحرين‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكبرى‭ ‬وما‭ ‬تستند‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬حكيمة‭ ‬بعيدة‭ ‬النظر‭ ‬والمدى‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا