يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
الفورمولا 1.. الريادة والإنجاز الوطني
جميل جدا ان تنجح البحرين كل هذا النجاح الباهر في تنظيم سباق الفورمولا1. هذا نجاح يستحق الاحتفاء والتقدير.
ليس هذا مجرد نجاح في تنظيم حدث رياضي عالمي. هذا النجاح يقدم للعالم صورة حضارية راقية عن البحرين وعن قدراتها وامكانيات كفاءاتها الوطنية.
الحقيقة ان الفورمولا1 من أكبر وأهم وأنجح المشاريع الاستراتيجية في البحرين. حين بادر سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء قبل عشرين عاما وتبنى هذا المشروع، كان وراء ذلك فكر متقدم ورؤية استراتيجية بعيدة المدى.
أذكر في ذلك الوقت ان البعض تساءل عن الجدوى الاقتصادية المالية للمشروع وما إذا كان سيحقق أرباحا أم لا. لم يدرك هؤلاء ان هذا المشروع هو مشروع وطني كبير بامتياز، وأن مردوده يتعدى بكثير جدا مجرد منافع أو مكاسب مالية. هذا المشروع يضع البحرين على خريطة الاهتمام العالمي الايجابي، ويقدم صورة حضارية عنها وعن مجتمعها وانجازاتها.
اذن أول ما يجب أن نتوقف عنده ونحن نتحدث عن نجاح السباق هو الريادة.. هذا المشروع تجسيد لريادة البحرين.
حين تبنى سمو الأمير سلمان بن حمد هذا المشروع وأطلقه قبل 20 عاما كان هذا عملا رائدا في المنطقة كلها.
بهذه الريادة، أكدت البحرين مجددا الحقيقة التاريخية وهي أنها كانت دوما رائدة في المنطقة في كل المجالات.. رائدة في مجالات الثقافة والفنون والتجديد السياسي والانفتاح الاجتماعي.. وهكذا.
الأمر الآخر الذي يجب ان نتوقف عنده هو النجاح المستمر في تنظيم السباق. يقال عادة انه ليس مهما أن تنجح مرة، المهم ان تحافظ على هذا النجاح.
ان تنجح البحرين في تنظيم السباق بكل هذا النجاح عبر عشرين عاما متصلة ليس بالأمر السهل ولم يأت من فراغ. هذا النجاح المتواصل وراءه تخطيط دقيق، وعمل دؤوب مستمر، وجهد كبير لكفاءات وطنية مخلصة.
ونحن نتحدث عن النجاح في تنظيم السباق الأخير وفي السنوات الماضية أود التذكير بأمر اغلب الظن أن الكثيرين لا يذكرونه اليوم. أود التذكير بالدور الوطني الذي لعبه تنظيم البحرين للفورمولا1 في فترة عصيبة في تاريخ البحرين.
أتحدث هنا عما جرى في اعقاب الأحداث الطائفية التي شهدتها البحرين في 2011. في ذلك الوقت وقبل أن يحل موعد تنظيم السباق في 2012 شنت القوى الطائفية المتآمرة حملة شرسة وساندتها القوى والمنظمات التي تآمرت على البحرين من أجل عدم تنظيم السباق وإفشاله. في ذلك الوقت كتبت وقلت ان تنظيم السباق ونجاحه سوف يعني انتصارا للإرادة الوطنية.. سوف يعني ان البحرين قادرة على تجاوز الأزمة وعلى كسب ثقة العالم وتبديد كل الصور السلبية التي حاول الكثيرون ترسيخها في الخارج عن البحرين.
وهذا ما حدث بالفعل. تم تنظيم السباق بنجاح كبير – وأصبح تجسيدا لقدرة البحرين على مواجهة التحدي وللإرادة الوطنية.
هذه بعض الجوانب المهمة التي تستحق ان نثيرها ونحن نتحدث عن نجاح تنظيم سباق الفورمولا 1. وهناك الكثير مما يمكن ان نتحدث عنه.
لكن نثير هذه الجوانب كي نعبر أولا عن شكر واجب وتقدير كبير لسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الذي يعود اليه الفضل الأول في تبني وإطلاق هذا المشروع الاستراتيجي الرائد. والشكر والتقدير أيضا لكل الكفاءات الوطنية والجهود التي بذلتها في مواقع عدة وعبر عشرين عاما من اجل الحفاظ على النجاح.
ستظل البحرين بحاجة الى مثل هذه المشاريع الاستراتيجية الكبرى وما تستند اليه من رؤى حكيمة بعيدة النظر والمدى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك